- زوار عون لـ «الأنباء»: متمسك بالتوازن العربي وحاول إقناع جعجع بالتفاهم مع حزب الله
بيروت ـ عمر حبنجر
تأثيرات نتائج معركة حلب على الأوضاع السياسية في لبنان، بدأت تشكل هاجسا بالنسبة لمختلف القوى اللبنانية، وقد لاحت البدايات المباشرة بتصريح الرئيس بشار الأسد لصحيفة «الوطن» السورية وانتقد فيه سياسة النأي بالنفس المعتمدة في لبنان، يضاف اليها زيارة مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون إلى الرئيس ميشال عون، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، من دون باقي المراجع السياسية الرسمية او الدينية الأخرى، فضلا عن تحرك شخصيات لبنانية محسوبة على نظام الأسد، باتجاه الحكومة المتعثرة للتأكيد على المطالبة بالحصص.
وشنت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان حملة شعواء على المفتي حسون، الذي «أفتى للأسد ولخامنئي بقتل الشعب السوري» بحسب موقع طرابلس الإلكتروني الذي استغرب استقباله من قبل رئيس الجمهورية والبطريرك بشارة الراعي.
وقد زار الراعي الرئيس ميشال عون أمس، وبحث معه تطورات تشكيل الحكومة إضافة إلى خلفية زيارة مفتي سورية، التي تقول مصادر اسلامية متابعة في بيروت، انها لن تخدم انعقاد القمم الروحية في لبنان.
وأكدت المصادر ان زيارة حسون اساسها التوجه الى بكركي لتطمين البطريرك على أوضاع المسيحيين في سورية وبخاصة حلب، وقال من بكركي: هذا يوم البشارة لسورية الحقيقية، التي تزغرد الآن لحلب. وذكرت المصادر لـ «الأنباء» ان موقفا مماثلا كان للسفير السوري علي عبد الكريم علي من دار الفتوى في بيروت عشية سقوط مدينة حمص.
وتتوقع أوساط سياسية لـ «الأنباء» تشدد فريق 8 آذار بالدعوى الى توسعة الحكومة الى 30 وزيرا بدلا من 24 بهدف استيعاب الاحزاب المنضوية تحت لواء هذا الفريق، وفي الطليعة الحزب القومي السوري. الذي لم يجد له مكانا في حكومة الـ 24 وزيرا، والنائب الزحلاوي نقولا فتوش الوثيق الصلة بدمشق الذي بدأ يتحرك على أساس أن يكون وزير زحلة في الحكومة.
وفيما ينقل زوار الرئيس ميشال عون حرصه الثابت في تطبيق الدستور لاحظ هؤلاء الزوار لـ «الأنباء» ايضا تمسك عون بسياسة التوازن على مستوى العلاقات اللبنانية العربية، بدليل ما ادلى به رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع بعد لقائه الرئيس في بعبدا عن التباحث في كيفية اعادة فتح ابواب لبنان امام الاشقاء الخليجيين، بمناسبة
الأعياد الميلادية خصوصا.
وضمن إطار سياسة التوازن تقول «النهار» البيروتية ان الرئيس عون سأل د.جعجع لماذا لا ينفتح على حزب الله، عوض مهاجمته، انطلاقا من ثقة عون بالحزب، فأجابه جعجع: حزب الله هو الذي يهاجم «القوات» باستمرار ويضع الفيتو عليها وبالتالي ان المشكلة عند الطرف الآخر وليست عندنا.
وفي سياق الهواجس المستجدة باح رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط بهواجسه الكامنة امس، معترفا بانتصار بشار الاسد في حلب، مستفيدا من تخلي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري، ولاحقا سينقض على إدلب، ما يعني ان تأثيره في لبنان سيزداد، وان القبضة الايرانية ـ السورية على لبنان ستشتد.
ورأى جنبلاط في حديث لصحيفة «السفير» ان التذرع بالخطر التكفيري لتبرير بعض الاستعراضات ليس مقنعا، وقال انه تلقى تحذيرات من جهات امنية رسمية، ما فرض عليّ عدم التحرك الا في حدود ضيقة جدا، كاشفا ان حزب الله نصحه ايضا بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر وأن يخفف من تنقلاته. وفي رأي جنبلاط انه مهما تعددت تسمية المجموعات التي تحاول اغتياله فإن المتهم الاساسي بنظره يبقى النظام السوري فهو صاحب المصلحة الاكبر في التخلص مني، ولذلك انا اقيم في المختارة، ولولا اضطراري لعملية بسيطة في احدى عيني لما اتيت الى كليمنصو (منزله في بيروت) الآن.
وقال جنبلاط: لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الاسد، حتى ولو حققت انتصارا شاملا، فسورية التي اعرفها تغيرت وأنا انصح تيمور (نجله المهيأ لتولي الزعامة السياسية) بأن يفعل الامر ذاته عندما يتسلم الامور، ودعوته لأن يصنع شخصيته وبالمحافظة على السلم الاهلي والانفتاح على الجميع والمحافظة على مصالح الدروز وفصل لبنان الصغير عن توازنات المنطقة، وأن تبقى فلسطين حاضرة لديه ولو بالذاكرة.
وأكد جنبلاط انه لن يترشح للانتخابات النيابية بعد اليوم مفسحا المجال لابنه تيمور كي يتحمل مسؤولياته.
حكوميا، كانت لافتة زيارة رئيس المردة سليمان فرنجية الى بيت الوسط، بعيد زيارة سمير جعجع الى بعبدا، واللافت اكثر تأكيده الإصرار على وزارة اساسية.
وبعد اللقاء مع الرئيس سعد الحريري الذي تخلله عشاء، اعرب فرنجية عن تمنياته بأن تكون هناك حكومة اليوم قبل الغد، لافتا الى ان الرئيس الحريري لا يقبل الانتقاص من حقنا او من حق اي فريق آخر كما لا يرضى بوضعه خارج الحكومة، وقال: ان الحريري تفهم موقفه وكذلك حلفاؤنا، فنحن لا نقبل ان يكسرنا احد او يحجمنا احد، ولا يمكن لأحد تحجيمنا.
ورد ملحم رياش المرشح لتمثيل القوات اللبنانية في الحكومة العتيدة، وزيرا للإعلام، نافيا نية القوات تحجيم احد، موضحا ان «القوات» لا ترى مبررا للقبول بإعطاء احد اكثر ما يتجاوز حجمه.
وقال رياشي لقناة «الجديد» ان العرقلة هي بعدم القبول برئيس قوي يحظى بتمثيل كبير، مشيرا الى ان حصة «القوات» في الحكومة هي ملك للناس مهما كانت نوعية الوزارة فحقيبة الدفاع كانت ستعطى للقوات ولكن تسهيلا منا لحكومة العهد الأولى تخلينا عنها، ومن بعدها عرضت علينا اربع وزارات وقبلنا بها، وقال لا فيتو على احد، لا على الكتائب ولا على المردة وفي النهاية رئيس الجمهورية والرئيس المكلف هما من يشكلان الحكومة.