- بري يعود إلى الدستور.. وجنبلاط نائم ملء جفونه عن شواردها
بيروت ـ عمر حبنجر
حلّت امس الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لحظة لبنانية واقليمية حاسمة، تناولها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في خطاب المناسبة خلال احتفال جماهيري في قاعة «بيال» وسط بيروت، تضمن التأكيد على الثوابت السياسية لتيار المستقبل مع تظهير الحرص على صفاء علاقاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الـ 100 يوم الاولى من عمر العهد، فضلا عن عدم تجهيل الموقف الاخير للرئيس عون حول سلاح حزب الله الى جانب كلام السيد حسن نصرالله الذي اكد على القانون النسبي للانتخابات التشريعية، كما على وجوب تواصل الحكومة اللبنانية مع النظام السوري في سياق معالجة قضايا النازحين السوريين، بما بدا وكأنه ملحق جديد بالبيان الوزاري للحكومة الذي لم يقرب هذا الموضوع التطبيعي للعلاقات مع نظام الاسد.
تحت شعار «12 مرة 14 شباط (فبراير) المستقبل حلمك»، احيا تيار المستقبل عند الرابعة من عصر امس الذكرى الـ 12 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تخلل الاحتفال كلمات عن ثوابت الرئيس الشهيد لمنسقي التيار بمعدل دقيقة واحدة لكل كلمة، بعدها عرض فيلم وثائقي عن الرئيس الشهيد لمدة 10 دقائق، وكان الختام مع كلمة الرئيس سعد الحريري عند الساعة الخامسة بتوقيت بيروت ضمنها مواقفه السياسية من التطورات الراهنة.
وقال الحريري في كلمته «نبدي حرصا لا تراجع فيه للوصول الى قانون جديد للانتخاب شرط الا يشكل حالة قهر أو عزل لأي من مكونات العيش المشترك وعلى رأسهم حلفاؤنا في السراء والضراء».
واضاف: نحن «أم الصبي» كلما يكون العنوان حماية الحياة المشتركة، ولكن لسنا جمعية خيرية سياسية تتولى توزيع الهبات والمواقع والهبات المجانية، لقد مارسنا التضحية قولا وفعلا.
وعن الانعطافة التي تمثلت بانتخابه عون، قال: شجاعة قرارنا بانتخاب الرئيس ميشال عون هو الذي تغير في الاشهر الاخيرة، ومن يدعونا للصدام أقول له: غلطان بالعنوان، ومن يتهمنا بالتنازل عن الثوابت اقول له ايضا: «غلطان بالعنوان».
وتابع: «لم ولن نساوم على الحق أو الثوابت ومنها المحكمة الدولية ونظرتنا لنظام الأسد والسلاح غير الشرعي وتورط حزب الله في سورية».
وكان الحريري استهل كلمته بالحديث عن الرئيس الشهيد، فقال: «رفيق الحريري ليس اسما للاستخدام في عمليات الثأر السياسي ولن يكون اسما لتبديد الثقة وحشد الضغائن والكراهيات بين اللبنانيين».
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس ان المخرج الوحيد من الدوامة الانتخابية الحالية هو بتطبيق الدستور الذي ينص على اقامة مجلس شيوخ يحتضن ممثلي الطوائف ومجلس نواب خارج القيود الطائفية، مجددا القول ـ بعد استقباله رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ـ أنه لا مهرب من الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس الحالي مستحيل، داعيا الى اعتماد صيغ جديدة كالنسبية الانتخابية.
رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط استعان بشعر المتنبي العاتب على سيف الدولة بعد لقاء قصير مع الرئيس نبيه بري عصر الاثنين الماضي، حيث قال: أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جراها ويختصم.
وكان جنبلاط حمل الى الرئيس نبيه بري «افكارا» قابلة للتداول للخروج من دوامة القانون الانتخابي، مطمئنا من وصفهم بالمعقدين بأنه ينام ملء جفونه مرتاحا.
وقال جنبلاط: وضعت بتصرف الرئيس بري بعض الافكار القابلة للتداول كي نخرج من دوامة القانون الانتخابي وكي يطمئن البعض من كبار المصعبين انه ليست هناك هواجس لدى وليد جنبلاط، ولا لدى اهل الجبل.
هذا الكلام المنوه بإشارة نصرالله فسرت اذاعة «صوت لبنان» الناطقة بلسان حزب الكتائب بأنه نصف استدارة نحو النسبية، شرط ان تضمن التحالفات الانتخابية موقع المختارة، اذا كان لا حول ولا قوة الا.. بالنسبية.
المصادر المتابعة تقول ان ما استفز جنبلاط هو كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي اعتبر ان رئيس مجلس الشيوخ يجب ان يكون مسيحيا، فيما رئيس مجلس النواب مسلما شيعيا، مع العلم ان اقرار مؤتمر الطائف انشاء مجلس الشيوخ، تم بناء على طلب النائب الدرزي الراحل توفيق عساف، بالتنسيق مع وليد جنبلاط، على أساس أن يكون درزيا.