بيروت ـ جويل رياشي
في متحف سرسق البيروتي المرتبط اسمه بذاكرة العاصمة والحاوي كنوزا فنية في باحات وصالات القصر الاثري، تحفظ مجموعة فؤاد دباس للصور التي تضم اكثر من 30 الف صورة من منطقة الشرق الاوسط، تحديدا من لبنان وسورية وفلسطين ومصر وتركيا، وتعود الى الحقبة الممتدة من 1830 حتى ستينيات القرن العشرين.
ويعرف عن فؤاد سيزار دباس (1930-2001) شغفه بتكوين المجموعات وايمانه بأهمية جمع الصور وحفظها كوسيلة للحفاظ على التراث.
وتعرض حاليا وحتى شهر يونيو المقبل مجموعة بطاقات بريدية وادلة سياحية وصور تحت عنوان «زوروا بيروت»، حيث بإمكان الزائر ان يطلع على فنادق بيروت القديمة وكأنه سائح في مطلع القرن العشرين.
«فندق غاسمان»، «فيكتوريا»، «رويال»، «بيروت بالاس»، «ميتروبول»، «فندق باسول دوريان»، «سان جورج»، «بالم بيتش»... كلها ساهمت في جعل بيروت وجهة منشودة ولم تعد مجرد محطة عبور كما في السابق. وقد ساهمت الكتابات عن الاسفار في خمسينيات القرن التاسع عشر وكتب دليل السفر مثل كتب جوان وباديكر وكوك و«الادلاء الزرق» في تصنيف هذه الفنادق واستقطاب السياح اليها.
وفي المعرض- الذاكرة ايضا، في الصالة الصغيرة المحكمة المناخ، تقليب للذاكرة البيروتية من خلال البطاقات البريدية المعروضة كصلة وصل بين الزوار وذاكرتهم الجماعية علما ان لدى دباس نحو 12 الف بطاقة بريدية ما يجعلها اكبر المجموعات الخاصة للبطاقات البريدية في لبنان وسورية.
ومن خلال المعروضات، نرى كيف ان بيروت في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين باتت تحوي اكثر من ستين فندقا. وفي العام 1943، أنجز بناء فندق سان جورج، الفندق الفخم الاول في المدينة والذي بات معلما رئيسيا من معالم العاصمة ويشغل حيزا اساسيا في البطاقات البريدية، وقد طبع بداية العصر الذهبي للصروح العمرانية المميزة، وكرت السبحة مع فنادق النورماندي وكابيتول وبالم بيتش...
لقد صنع فؤاد دباس دليل السفر الخاص بتلك الحقبة، حيث كان الكتاب والورقة سمة العبور الى عالم البحث، خلافا لمحركات البحث المعول عليها اليوم على شبكة الانترنت، والتي ترشدنا الى اي وجهة سياحية في عالمنا الذي بات يميل نحو الافتراضية، وبات حجز الفنادق فيه شبه محصور بمواقع على غرار «بوكينغ.كوم».(Booking.com)
يبقى التذكير بأن متحف سرسق يقع في حي تراثي بيروتي الطابع، يجعل زائر معرض مجموعة فؤاد دباس يشعر انه سيطالع أحد الفنادق المعروضة في القاعة التي تقع قرب مكتب مؤسس المتحف نقولا سرسق. لكنه سرعان ما يجد نفسه خارج ذلك الزمن، مع اقترابه من ناطحات سحاب باتت السمة الابرز لتلة الاشرفية البيروتية الشهيرة.