- الحريري لحماية لبنان من عواصف الشرق
- جعجع يرفض النسبية الكاملة أياً كانت الدوائر
بيروت ـ عمر حبنجر
تقدمت الساعة ساعة في لبنان اعتبارا من منتصف ليل امس، بحيث التوقيت الصيفي التقليدي، دون ان تتقدم مساعي اعداد القانون الجديد للانتخابات النيابية.
لكن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تحدث عن تبدلات في المواقف تسمح بالوصول الى قاسم مشترك يقوم على تبني النسبية التي يرفضها رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي لا يتصور أنه سيكون لنا في كل يوم رئيس ثابت مثل ميشال عون، فيما يرى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان لبنان امام فرصة قانون انتخاب يجمع الطائفية والعلمنة تحقيقا للتمثيل الفعلي من دون تزوير.
وامام هذه الرؤى والتصورات المتعارضة، جاء كلام الرئيس ميشال عون في احتفال عيد سيدة البشارة، حيث قال: اننا سنستخدم كل الصلاحيات الدستورية للعمل ليبقى لبنان مثلما تسلمناه.
واستنادا الى ثقة الناس به، فقد يتولى الرئيس عون مخاطبة اللبنانيين قريبا ليضعهم في الواقع الذي نعيش، وفي العراقيل التي تواجه عهده، وكأنه اصبح في طور تغيير قواعد اللعبة.
وبمناسبة عيد البشارة، ثمة ملاحظة بأن احدا من المسؤولين اللبنانيين لم يجرؤ على بشارة اللبنانيين بموعد قريب لقانون الانتخاب، ففي لبنان اليوم وحدها الساعة تتقدم بحسب التوقيت الصيفي، اما التوقيت السياسي فثابت على خوائه والتعقيدات.
فعلى صعيد قانون الانتخابات، جدد د.سمير جعجع رفض اعتماد النســبية الكــاملة في قانون الانتخابات التي يتمسك بها حــزب الله، اي كان عدد الدوائـــر، ويـبدو ان تيار المستقبل المتحالف مع القوات في جو هذا الرفض، فيما التيار الوطني الحر يؤكد على اقتراح الوزير جبران باسيل معدلا.
وتنقل اذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان حزب القوات اللبنانية عن المصادر المتابعة ان حزب الله ومن خلال تمسكه بالنسبية الكاملة يريد ان يستحوذ مع حلفائه على حصة وازنة من المقاعد النيابية، على مستوى لبنان، لا تقل عن 40 نائبا، وهذا الامر لا يتحقق الا من خلال قانون انتخاب قائم على النسبية، بعدما اقتنع بأن القانون المختلط، وإن كان يضعف تيار المستقبل خاصة، لكنه لا يضمن لحزب الله وحلفائه الحصول على المقاعد النيابية التي تخوله الإمساك بقرار السلطة التشريعية.
وأضافت ان تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي يدركون تمـــاما أهـداف حزب الله، ولذلك فإن الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنـبلاط ود.سمير جعجع، لا يمكن ان يقبلوا بالنسبية.
جعجع أبلغ «لبنان الحر» رفضه النسبية الكاملة سواء كان لبنان دائرة واحدة او دوائر عدة، معتبرا ان «النسبية الكاملة» هي في الجوهر «ديموقراطية عددية»، وليس هذا ما لحظه اتفاق الطائف، انما اتفاق الطائف أكد على المناصفة في عدد النواب، على اساس مسلمين ومسيحيين، والطائف يعلم حقيقة الوضع الديمغرافي في لبنان، معنى ذلك انه لا يقول بديموقراطية عددية.
وأعلن جعجع وقوفه الى جانب آخر قانون تقدم به الوزير جبران باسيل، اي القانون المختلط بين الاكثري والنسبي، كونه يلبي جميع التطلعات.
لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتجنب الابتعاد كثيرا عن حزب الله، رأى امام زواره امس، «ان النسبية باتت حاضرة وبمنزلة أمر واقع في قانون الانتخاب، سواء كانت كاملة او جزئية وسطية، كالتي تحدث عنها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط.
وأيد بري التمديد التقني لمجلس النواب، لأربعة او ستة اشهر، شرط استناده الى تفاهم مكتوب وموقع حول قانون انتخاب جديد.
رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط قال في تغريده له: المهم الانتهاء من قانون الانتخابات الذي يتسع للجميع، ومطلبنا التمثيل الصحيح.
وأشار جنبلاط خلال استقباله وفدا من شيوخ الطائفة الدرزية أتوا للمباركة بتولية تيمور جنبلاط زعامة «المختارة»، ان «احدا» لا يستطيع تحجيم الدروز، فهم تخطوا الحدود العالمية، ولا أخاف المستقبل من حروب وغيرها.
رئيس الحكومة سعد الحريري اكد على شعار حكومته «استعادة الثقة» مشددا في كلمة له في اللقاء حول «سيدتنا مريم» بمناسبة عيد البشارة، على الحرص مع رئيس الجمهورية ميشال عون وقيادات المجتمع، وقال نحن اليوم نحمل قضية كبرى وهي حماية لبنان من عواصف الشرق في هذه الفترة المفصلية التي تتزاحم بها المصالح الدولية، واننا نحمي انفسنا بوحدتنا وبحرصنا على الوفاق والحوار.