- الوفد النيابي يواصل مساعيه لتخفيف وقع العقوبات الأميركية على الحزب
بيروت ـ عمر حبنجر
طغى «إعلان الرياض» على ما عداه من اهتمامات لبنانية، خصوصا وقد انتج توافقا على مواجهة الارهاب وادانة لايران، ما يعني فتح الساحة اللبنانية على شتى الاحتمالات بعدما ساوى الإعلان بين حزب الله وبين المنظمات الإرهابية.
هذا التحول السياسي يعيد الى المنطقة أجواء ثمانينات القرن الماضي، وما تخللته من حرب عراقية ـ إيرانية غايتها منع تصدير الثورة الخمينية الى الجوار العربي، والخليجي خصوصا.
في هذه الأجواء يضع لبنان يده على قلبه، خصوصا انه يشكو الآن من نقص في المناعة، نتيجة اعتبار حزب الله منظمة ارهابية، معطوفا على وجود ما يقارب المليوني نازح سوري منتشرين في مخيمات البوس في جميع المناطق اللبنانية، ما قد يجعل العهد الرئاسي الجديد محاصرا بمثل هذه الظروف الضاغطة. ويضعف الامل اكثر باحتمال الخروج من الاستحقاق النيابي بسلام.
في ضوء ما يتوقعه المراقبون هنا، من ارتدادات «إعلان الرياض»، والتي عكستها تغريدة عاجلة لوزير الخارجية جبران باسيل، اطلقها من الطائرة وفيها قال: «لم نكن على علم بهذا الإعلان، لا بل كنا على علم بأنه لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد فوجئنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة.
وأضاف: أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم وبالبيان الوزاري للحكومة وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج، وابعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته.
وغرد رئيس المردة سليمان فرنجية على تويتر معلقا بقوله: «شاهد ما شافش حاجة».
في غضون ذلك، يترقب وينتظر اللبنانيون مآل العقوبات الاميركية ضد حزب الله وضد شخصيات رسمية لبنانية قد يأخذها الأميركيون بجريرته، علما ان الوفد النيابي اللبناني الموجود في واشنطن لم
يفقد الأمل بأن يكون هناك تمييز بين تعاطي واشنطن مع الحرب وتعاطيها مع بقية مؤسسات الدولة، لاسيما حيال القطاع المصرفي اللبناني الذي يعتبر مع الجيش ركيزة الاستقرار الداخلي.
النائب علي فياض عضو كتلة الوفاء للمقاومة شدد على ضرورة ان يبقى لبنان بمنأى عما يجري حولنا من اصطفافات بشكل مباشر وغير مباشر، مؤكدا على التضامن والتماسك في سبيل حماية هذا البلد وصونه وإبعاده عن التعقيدات.
وتترقب الاوساط السياسية في بيروت ما سيقوله الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاب يوم المقاومة والتحرير بعد غد الخميس.
اما النائب ايلي ماروني عضو كتلة حزب الكتائب فقد تخوف من انعكاسات اعلان الرياض على الساحة اللبنانية، وقال: هذا كان متوقعا من هذه القمة، وبالتالي نحن نأمل ألا تكون هناك انعكاسات سلبية بدأت بالتنصل من سماع البيان الختامي لمؤتمر الرياض.
وقال: الولايات المتحدة والسعودية انما تبحثان عن مكافحة الارهاب الذي اصبح منتشرا في كل العالم وبات استئصاله ضرورة حتمية.
ماروني اعرب عن خشيته من انعكاس هذا الاعلان على قانون الانتخابات وخشيته من التذرع به لمزيد من العرقلة في الساحة اللبنانية، آملا ان يعي الجميع ان صفحة جديدة مع المجتمع الدولي قد فتحت وان الجميع بات ملزما بأن يعي اهمية الخضوع الى الانظمة والقوانين.
مصادر متابعة أكدت لـ «الأنباء» ان الحكومة لن تعتمد اي موقف من «اعلان الرياض» على غرار موقف الوزير باسيل او عكسه، حرصا على التضامن الحكومي، لكن المصادر نقلت توجس المراجع الحكومية من ارتدادات اعلان الرياض على الاستحقاق الانتخابي، في ضوء توقع تصعيد حزب الله على صعيد قانون الانتخابات، ما يعني الوصول الى نهاية ولاية المجلس في 20 يونيو المقبل، حيث لا قانون ولا انتخاب، انما فراغ نيابي بشل الدولة والمؤسسات، وصولا الى المؤتمر التأسيسي، الذي يراد منه تكريس المثالثة بين اللبنانيين «سُنة وشيعة وموارنة» بدلا من المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي كرسها اتفاق الطائف الذي يطيحه المؤتمر التأسيسي حكما.
وقالت المصادر: ان اخطر ما يمكن ان يبلغه الوضع هو اضطرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الى طرح اي قانون متوافر على التصويت في مجلس الوزراء، حتى لو انسحب وزراء حركة امل والتقدمي الاشتراكي بهدف إقرار قانون يبعد شبح الفراغ النيابي، لأن تجاوز الميثاقية لحماية البلد من الفراغ التشريعي يقع في خانة الضرورات التي تبيح المحظورات.