- رئيس مجلس النواب: رياح التقسيم تهب على المنطقة فهل نحدث فرزاً طائفياً ومذهبياً؟
بيروت ـ عمر حبنجر أحمد عزالدين
تبلورت مختلف المواقف من مشروع قانون النائب جورج عدوان للانتخابات تقريبا، لكن القناة البرتقالية الناطقة بلسان العهد لا تبدو متفائلة بقرب صياح الديك، رغم إعلان التيار الوطني الحر بلسان رئيسه جبران باسيل ليلا أبوته لمشروع النسبية الذي يسوق له عدوان، مطالبا ببعض الضوابط.
ولاحظ حزب الله عبر «المنار» أن المرحلة الحالية شهدت اقترابا من الحل، لكن هذا لا يعني الوصول اليه بالضرورة.
أبرز التحفظات مصدرها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي رفض مذهبية «الصوت التفضيلي» في القانون الجديد، مصرا على إبقاء هذا الصوت خارج القيد الطائفي، فضلا عن رفضه نقل 4 مقاعد نيابية مسيحية من طرابلس والبقاع الغربي والبقاع الشمالي وبيروت، الى دوائر البترون وجبيل وبيروت الشرقية، وهو ما يصر عليه ثنائي التيار الحر والقوات اللبنانية، الذي استغربت مصادره تصدي بري لهذا المطلب، فيما كان المتوقع ان يأتي الاعتراض من رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي قد تقوم عملية النقل على حساب كتلته.
وقال بري: رياح التقسيم تهب على المنطقة والله أعلم ما قد يحصل، فنأتي في هذا الجو لنحدث فرزا طائفيا ومذهبيا، ان هذا غير مقبول على الإطلاق.
والراهن أن تيار المستقبل يرفض بدوره نقل المقاعد، وقد اقترح وزير الداخلية السابق مروان شربل معالجة هذه العقدة بالعودة الى اتفاق الطائف، أي بخفض عدد النواب من 128 نائبا الى 108 نواب، وبالتالي الاستغناء عن النواب العشرين الذين أضافهم النظام العسكري السوري، لتسهل عليه إمكانية الإمساك بالسلطة الشرعية، وبينهم النواب المطالب بنقل مواقعهم.
وتقول صحيفة «الأخبار» ان هناك حالة اعتراضية كبيرة داخل تيار المستقبل يقودها الرئيس فؤاد السنيورة ضد مشروع الدوائر الخمس عشرة، وهو يلقى دعم عدد من نواب التيار الذين يعتبرون المشروع هزيمة سياسية للحريري.
يضاف الى ذلك اعتراض الرئيس ميشال عون على دعوة بري مجلس النواب الى جلسة في الخامس من يونيو، مستبقا إصدار رئيسي الجمهورية والحكومة مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس.
بري استغرب من جهته، وصف تحديده موعد الجلسة النيابية، بالاستباق لمرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس، وقال: أنا أعرف ماذا أفعل، واذا لم نصل الى شيء في 5 يونيو فسأدعو الى جلسة جديدة قبل 20 يونيو.
وهكذا يستمر الكباش حول قانون النسبية الانتخابية والذي يكاد يتحول الى مجرد عنوان أجوف لحقيقة تقاسمية للمقاعد النيابية.
فقد طغى التباين بين الرئيسين عون وبري حول موضوع الدورة الاستثنائية على ما عداه من معوقات الاتفاق على قانون الانتخاب، وفي المعلومات انه كان هناك تشاور بين عون وبري والحريري على إصدار المرسوم، السبت الماضي، لكن ذلك لم يحصل، لأن الرئيس عون يربط توقيع المرسوم بالاتفاق الكامل على القانون، وان تكون الجلسة الاولى في الدورة الاستثنائية منتجة، وان تقر القانون وفيه فقرة تنص على التمديد التقني للمجلس الى سبتمبر المقبل أو مارس 2018.
وتساءل رئيس مجلس النواب دفي مؤتمر صحافي مفاجئ ظهر امس، عن سبب عدم توقيع مرسوم الدورة الاستثنائية حتى الآن، مشيرا الى ان ما فهمه من رئيس الحكومة سعد الحريري ان المرسوم على الطريق، وان تأخير التوقيع غرضه الضغط على مجلس النواب.
وشدد بري على أنه لا أحد يستطيع الضغط على المجلس إلا الشعب، وردا على الانتقادات لدعوته لجلسة 5 يونيو، قال بري انه استند الى الدستور الذي يعني ان المجلس ينعقد حكما بعد انتهاء فترة التأجيل في إشارة الى قرار الرئيس تأجيل الجلسات لمدة شهر، وبالتالي فإن البرلمان القائم يحق له ان يكمل الدورة الحالية.
وقال بري انه أكد للرئيس ميشال عون ان هناك محاولات للإيقاع بينهما، وشدد على ان «ما كان قبل الانتخابات ليس كما بعدها، والرئيس حريص على الدستور اكثر مني، وعلاقتنا يحكمها الدستور».
وردا على سؤال قال بري: سأحاول الابتعاد عن الستين وكل ما هو طائفي في أي قانون انتخاب جديد، والتمديد ممنوع الا تقنيا وبحدود ستة أشهر.
وقال ان انعقاد مجلس النواب حق دستوري، لا يمكن تقصير مدته الا بنص دستوري، كما لا يحق لرئيس المجلس فتح دورة استثنائية.
مصادر بري تقول انه فوجئ بتأخير مرسوم الدورة الاستثنائية الذي وقعه رئيس الحكومة سعد الحريري وأرسله الى بعبدا السبت الماضي، مؤكدا رفضه «الشروط التعجيزية» للتيار الحر والقوات اللبنانية.
بدوره، تيار المردة برئاسة سليمان فرنجية رفض نقل المقاعد المسيحية من المناطق الإسلامية، معتبرا في ذلك تمهيدا غير مباشر لنقل المسيحيين من جذورهم ومن البيئة التي يتعايشون معها منذ فجر التاريخ، وهذا ما يشكل نوعا من التقسيم السياسي.
وحذر المردة «بعض الجهات السياسية من اللعب بالتاريخ من اجل مكاسب آنية، وكأن الزمن يفوقها».
فرنجية اعتبر من جهته ان الخطر الكبير يتمثل بمحاولة تطويع الطوائف، والأخطر منه عملية نقل المقاعد، لافتا الى ان بعض الطروحات الانتخابية كانت تهدف الى إقصائه.
من جهته، النائب الكتائبي فادي الهبر قال ان حزب الله أعطى الرئاسة اللبنانية الأولى للعماد عون وأخذ الجمهورية التي بات يسيطر عليها من خلال سلاحه وتدخله في سورية والعراق واليمن.
وأشار الهبر الى صحيفة «الشرق الأوسط» بما صدر عن قمة الرياض، ولاسيما إدانة الإرهاب.