- «الكتائب»: سنخوض الانتخابات على أساس معارض ورفضاً لكل منظومة الفساد التي تتحكم في البلد
بيروت ـ عمر حبنجر
اطلق اللقاء التشاوري في بعبدا «خطة عمل» الرئيس ميشال عون للحكومة ومجلس النواب خلال الاحد عشر شهرا الفاصلة عن الانتخابات التشريعية الموعودة، وهي في واقع الحال نسخة مطورة عن البيان الوزاري لحكومة «استعادة الثقة» ومعززة بدعم رئاسي.
وكما كان متوقعا، فقد تجنب اللقاء والخطة التي حظيت باجماع اعضائه المختلفين فيما بينهم او الذين تصالحوا بالمصافحة، التطرق الى المسائل السيادية المتصلة بتورط حزب الله في الحروب الاقليمية، وتحميل لبنان ارتدادات هذا التورط، وهو ما تناوله امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه السنوي بمناسبة يوم القدس العالمي الذي تحييه ايران، وركزت ـ اي الخطة ـ على الجوانب الاقتصادية مع تمرير خيار خصخصة مؤسسات الدولة الذي كشف عنه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي تناوله بيان اللقاء تحت عبارة «الورشة الاقتصادية الشاملة»، ما اعتبره حزب الكتائب «مشروعا جديدا للنهب المقونن».
خطة العمل الرئاسية اوصت بالتنفيذ الكامل للخطة الحكومية من اجل تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وهذا يعني تمرير استئجار البواخر من خلال ادارة المناقصات والحفاظ على المياه كثروة استراتيجية للبنان، ما يعني مواصلة سياسة بناء السدود على غرار سد جنّة المختلف عليه، واستثمار الثروة البترولية في البحر حسب البرنامج الموضوع لها هذه السنة.
رئيس الحكومة سعد الحريري شدد على اهمية التوافق، ودعا الى التعمق في القضايا الميثاقية لاسيما منها الغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ.
ولفت الوزير مروان حمادة الذي مثّل النائب وليد جنبلاط في اللقاء الى ان الشق الميثاقي دقيق وان موضوع مجلس الشيوخ بحاجة الى بحث.
وزير الحزب القومي السوري علي قانصو هو من اقترح التنسيق مع الحكومة السورية لاعادة النازحين، لكن الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع عارضا الاقتراح، واقترح د.جعجع من جهته تأجيل البحث بالشق السياسي لأنه يثير ترددات سلبية والتركيز على الجانب الاصلاحي ومكافحة الفساد، وعارض تشكيل لجنة لالغاء الطائفية السياسية، فيما رأى ممثل حزب الله النائب محمد رعد ان الورقة الرئاسية تعكس تصورا وطنيا.
رئيس مجلس النواب نبيه بري ميّز في مداخلته بين الطائفية وحقوق الطوائف، ووافق على الشق الاقتصادي من الورقة وعلى مواضيع المياه وتنظيف مجرى نهر الليطاني، وتحدث عن قوانين صدرت ولم تنفذ، ليؤكد ان العلة ليست في مجلس النواب، وقد سلّم لوائح بها الى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وقال ان هناك قوانين بحاجة الى مراسيم تطبيقية.
ودار نقاش بين نبيه بري والوزير جبران باسيل حول نقطتين: الاولى تتعلق باستحداث مجلس للشيوخ، حيث اوضح بري انه طرح مجلس الشيوخ بالتزامن مع قانون انتخاب لا طائفي وعلى اساس ست دوائر، والنقطة الثانية حول المادة الخامسة والتسعين من الدستور خصوصا عبارة «المرحلة الانتقالية» حيث اعتبر باسيل ان المرحلة الانتقالية التي اشارت اليها هذه المادة لم تكتمل بعد، ليصار الى اعتماد التوظيف من دون قاعدة التمثيل الطائفي في وظائف الدولة، باستثناء الفئة الاولى، فيما اعتبر بري ان المرحلة الانتقالية انقضت ومن المفروض عدم الالتزام بقاعدة التمثيل الطائفي في الوظائف العامة عدا الفئة الاولى.
وبعد نقاش، تم حذف فقرة مجلس الشيوخ، وفيما تحفظ سمير جعجع على بند انشاء اللجنة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، أيّد سليمان فرنجية تشكيل هذه اللجنة، كما ايّد اعتماد الخصخصة بشروط الدولة.
وسئل فرنجية عن عدم عقد خلوة بينه وبين الرئيس عون، فأجاب: لم يطلب مني وانا لم اطلب.
مشاورات صباح بعبدا استكملت ليلا في معراب من خلال سحور رمضاني اقامه د.سمير جعجع للرئيس سعد الحريري، الذي وصل متأخرا بسبب افطاره مع اهالي القلمون (طرابلس)، مؤكدا على العلاقة الاستراتيجية مع القوات اللبنانية رغم بعض التباينات.
وعن اللقاء التشاوري، قال: مهمتنا خدمة المواطن، لكن هناك اناس تحب ان تحكي شمالا ويمينا، لأنهم غير موجودين على هذه الطاولة وتخترع كل انواع التلفيقات.
اما جعجع فقد اكد على النظرة المشتركة للاوضاع، وقال: نحن متفاهمون على النظرة العامة للبنان والاعتدال، وبمقدار ما نفترق، سنلتقي، ومن هذا المنطلق سنسدد كل خطواتنا.
وسئل الحريري عما اذا كان سيتحالف انتخابيا مع القوات، فأجاب: اسألوا الحكيم، وقد رد جعجع بقوله: اذا قعد عاقل نعم.
واشاد الحريري بدور نائب رئيس القوات جورج عدوان في اخراج قانون الانتخابات الى الوجود.
لكن التعليقات على مقررات اللقاء التشاوري لم تكن مشجعة، فنائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وعبر قناة «روسيا اليوم» قال: ان وثيقة بعبدا لم تأت بأي جديد غير موجود في الدستور، انما محاولة لطمأنة الناس الى ان هناك ارادة حقيقية لاعطاء دفع للمؤسسات.
وقال ان حزب الكتائب سيخوض الانتخابات على اساس خطاب معارض، ورفضا لكل منظومة الفساد التي تتحكم بالبلد.