- جنبلاط يتطلع إلى مبادرة سعودية تنهي الأزمة وترأب الصدع
بيروت ـ عمر حبنجر
أربكت دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله آلاف المقاتلين إلى لبنان، لمواجهة اسرائيل، الحكومة اللبنانية واللقاء التشاوري الذي انعقد في القصر الجمهوري، بسبب تناقض هذه الدعوة مع حديث الحكومة عن تحقيق الاستقرار والنمو، فيما تبقى هيمنة السلاح على القرارات السياسية للدولة كابحة لدورها الإقليمي.
مفتي الجمهورية اللبنانية، اعلن في خطبة العيد من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت امس ان أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة خط أحمر، مشيرا الى تلازم المسارات بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
واضاف: نحن في لبنان مع السعودية في السراء والضراء.
واشار الى الوباء الصهيوني الذي نزل في فلسطين والذي يزداد قسوة على شعبها وعلى الجوار العربي، ولا مخرج من هذه الأزمات إلا بالصبر والبصيرة، وفي وحدة الكلمة والصف، حتى في وجه التدخلات الخارجية والطغيان والإرهاب داخل الدول العربية المضطربة.
عن قانون الانتخابات الجديد، قال دريان ان المهم في هذا القانون انه حصل في اجواء توافق لكن هناك شكاوى من غموض القانون وصعوبة تطبيقه، لكننا متفائلون، فكما حصل التوافق على هذا القانون يمكن التوصل الى اتفاق على طرائق التطبيق.
ويذكر ان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى اعتبر اليوم الاثنين اول أيام الفطر.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع اعتبر ان خطاب السيد نصر الله يخالف الجو الايجابي الذي ساد بعد اقرار قانون الانتخاب واللقاء التشاوري في بعبدا، واشار الى ان الخطاب تصعيدي جدا، واجزاء كبيرة منه هي من صلاحيات الحكومة اللبنانية.
وقال: ليس لأحد منا ان يتطرق الى مواضيع استراتيجية، أو وحده يحدد المسارات ونحن أمام عهد جديد، وهو نجح لحد الآن بتشكيل حكومة ولو انها لم تحقق كل المطلوب لكنها عملت قانون انتخاب.
وعن حديث نصر الله عن استقدام آلاف المقاتلين الى لبنان، قال جعجع هذا قرار استراتيجي ملك الشعب اللبناني ممثلا بالحكومة اللبنانية وبالتالي من الأفضل اذا كانت هناك معلومات ومعطيات ان تطرح على مجلس الوزراء ويتم التداول بها بكل مسؤولية ويجري الاتفاق على ما يجب الاتفاق عليه.
وفي حديث لإذاعة لبنان الحر، اشار إلى ان الدعوة الى فتح الحدود اللبنانية أمام المقاتلين، هنا يذكرني السيد حسن بشخص شاهد حرا يتجه اليه، فهرب منه الى حضن الضبع، فإذا اردنا الدفاع عن بلدنا حال محاولة إسرائيل التعدي هل نفتح حدودنا أمام آلاف المقاتلين الأجانب، ليحتلوا بلدنا، ولا ندري كيف نخرجهم منه؟ فضلا عن انه ليس من حق السيد حسن طرح هذا الموضوع، فإذا حصل اعتداء إسرائيلي على لبنان المتطرف يقول ان الجيش اللبناني يتصدى والشعب اللبناني من خلف.
وعن حملة نصر الله على دول الخليج قال انها ليست مقبولة لأنه يعطل ويعقد علاقات لبنان مع مجموعة دول أصدقاء وأشقاء، حتى اليوم ليس بينها من أساء للبنان، وبالتالي فهو يهاجم السعودية لحساب آخرين وعلى حساب الشعب اللبناني. وقال جعجع ردا على سؤال: لا يمكن لنصر الله ان يضع نفسه بموقع الناطق باسم الشعب الفلسطيني.
وزير الإعلام ملحم رياشي، قال من جهته: ان موقف حزب الله ليس موقف الحكومة بالتأكيد ولن نقبل بالاختلاف مع الشقيق السعودي، ولن نرغب في التدخل بشؤون الدول العربية. كما لا نقبل ان يتدخل الغير في شؤوننا، مؤكدا ان النأي بالنفس عن الصراعات هو المطلوب.
وزير التربية مروان حمادة أكد ان تصعيد نصر الله لا يساعد في تنقية الأجواء السياسية، ولا في تنشيط المناخ الاقتصادي في العلاقة مع دول الخليج العربي، وكأننا نطلق النار على أنفسنا.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط شدد من موسكو على انه ليس من مصلحة قطر التحالف مع ايران، وأعلن عبر قناة «روسيا اليوم» عن تطلعه الى مبادرة سعودية تنهي الأزمة، وترأب الصدع في مجلس التعاون الخليجي.
وعن الحرب في سورية، دعا جنبلاط الى إنهائها بحكم انتقالي، مؤكدا ان روسيا لاعب رئيس في المنطقة مهما اختلفت المواقف والآراء حولها.
على الصعيد المحلي، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «سلسلة الرتب والرواتب ستكون على أول أعمال الجلسة النيابية المقبلة، باعتبار انها موجودة على جدول الأعمال مع عدد من المشاريع، وإذا كانت الموازنة جاهزة فيمكن إدراجها ايضا على الجدول.
وشدد بري امام زواره على أولوية موضوع السلسلة، معربا عن ثقته بأنها أشبعت درسا ولابد من إقرارها.
وأشار الى ان «ورشة العمل في المجلس وما يمكن ان تقوم به الحكومة من شأنه ان يعطي نتائج إيجابية في كل الأحوال». وحول موضوع التعيينات وما اذا كانت ستصطدم بإشكاليات، سأل «لماذا؟ فهناك دستور يجب تطبيقه، وهناك آلية لتعيين الفئة الأولى وامتحانات للفئة الأخرى، اما السبيل الثاني فهو التوافق»، مشيرا الى انه حدد موقفه بهذا الشأن في لقاء بعبدا التشاوري. وأوضح بري ان «الأمر الطبيعي هو انتظام عمل المجلس النيابي والحكومة وتفعيل المؤسسات، فكيف اذا كانت هناك حاجة للتعويض عما اصابنا جراء التعطيل والمناكفات السياسية؟».