- أبو مالك التلة يودع رجاله بوعد الثأر من حزب الله
بيروت - عمر حبنجر
تنتهي اليوم السبت مهلة الثلاثة ايام لتنفيذ الاتفاق بين حزب الله وجبهة النصرة، كما انتهت اتفاقات مماثلة في ميادين القتال الاقليمية، وسط احتمال التمديد بضعة ايام.
والسؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا، ماذا عن مصير داعش في جرود عرسال؟ وهل من اتفاق على غرار الاتفاق الذي صاغه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين الحزب والجبهة، أم ان «الزفة» النارية، يجب ان تكون المقدمة لأي اتفاق؟!
يأتي هذا في الوقت الذي قصف في الجيش اللبناني امس بالمدفعية مواقع مسلحي (داعش) في مرتفعات جرود رأس بعلبك وجرود القاع بعد رصد تحركات مشبوهة.
هذا، وتواردت انباء بحسب وسائل اعلام عربية بأسر (جفش) جبهة فتح الشام لـ3 من عناصر حزب الله في جرود عرسال.
وبمعزل عن الارتياح الذي ولّده الاتفاق على انهاء وجود النصرة في جرود عرسال، فإن المسألة طرحت مجددا موضوع ازدواجية السلاح والإمرة في الدولة، هل هي للحكومة اللبنانية ام لحزب الله؟
هذه المعضلة، تطرق اليها الرئيس سعد الحريري في واشنطن، ورئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع من بيروت ووزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه الرئيس ميشال عون في بعبدا، الى جانب حتمية ترسيم الحدود مع سورية شمالا وشرقا، وحتى جنوبا حيث تحتل اسرائيل مساحات من مزارع شبعا اللبنانية بذريعة انها كانت بتصرف النظام السوري، الذي لم يبادر الى تصحيح الوضع بإعادة هذه المناطق، ولو بمجرد الاعلان، ما اتاح لاسرائيل استمرار احتلالها، بحجة انها ليست مشمولة بالقرار 242 الصادر عن مجلس الامن.
فهل ينسحب داعش من الجرود تحت وطأة انسحاب النصرة وضغط وجود الجيش قبالته؟ ام يقرر خوض المعركة كما هو ظاهر حتى الآن؟
الاتصالات لتنفيذ الاتفاق الانسحابي مع النصرة تواصلت امس عبر «الواتساب» بين اللواء ابراهيم وبين الشيخ مصطفى الحجيري «أبوطاقية» الذي يتواصل مع ابومالك التلة، من اجل تنظيم خروج المسلحين الى ادلب، عبر الاراضي السورية، مقابل اطلاق خمسة اسرى لحزب الله لدى النصرة، مع تبادل جثامين قتلى للطرفين يحتفظ كل منهم بها في مقابر او داخل البرادات.
كما يتضمن الاتفاق تفكيك المخيمات الاربعة الموجودة في منطقة الملاهي في وادي حميد ونقل النازحين الذين يقطنونها الى داخل بلدة عرسال. وينص الاتفاق ايضا على انتقال المسلحين والمدنيين الذين يربو عددهم على الألف بواسطة الحافلات الى ادلب عبر طريق عرسال، جوسي، القصير، حمص، قلعة المضيق.
وفي آخر نقطة للجيش السوري، سيتم تفتيش المسلحين والتدقيق بالأسماء، ومع دخول كل مجموعة من المسلحين الى مناطق سيطرة النصرة والآخرين نحو ادلب يتم الافراج عن احد اسرى حزب الله لدى النصرة وجثامين الشهداء.
واشترطت النصرة ضمان سلامة الخارجين وعدم التعرض لهم لا في لبنان ولا داخل سورية.
وتردد ان اتصالات تجرى كي تشمل الصفقة انضمام نحو 50 شخصا من انصار النصرة من مخيم عين الحلوة الفلسطيني الى المغادرين.
وثمة اتفاق آخر سيكون في طريقه للتنفيذ لتبادل نقل مسلحي «سرايا اهل الشام» من الجرود اللبنانية الى سورية بالتنسيق مع النظام السوري.
ويبدو ان امير النصرة ابومالك التلة انسحب يوم الاربعاء مع ملايين الدولارات التي في حوزته باتجاه الجزء الذي تسيطر عليه النصرة من مصير الزمراني، ووجه رسالة وداعية الى من تبقى من عناصره، مؤكدا على الثأر من حزب الله.
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري لصحيفة الجمهورية ان الجيش مازال يستعد لطرد داعش من الجرود ويستقدم التعزيزات تحضيرا لها.
أما موعد انطلاق المعركة فهو رهن التطورات، ولا خيار امام داعش إذا شاءت الا ان تكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، والا فالانسحاب او الهزيمة.
أما عن انتشار الجيش في مواقع انسحاب النصرة فسيبدأ بعد انسحاب المسلحين، وسيتولى اللواء التاسع في الجيش هذه المهمة، كما ان فوج الحدود الرابع سيبقى في منطقة رأس بعلبك.