- النائب فضل الله يُذكّر برؤساء حكومات ودول انتهى أمرهم إلى السجن
بيروت ـ عمر حبنجر
باشر الجيش اللبناني ومنذ الخامسة من صباح امس هجوما مركزا على المواقع الاخيرة لتنظيم داعش في مغاور جرود بلدة القاع بعد استراحة ميدانية ليوم واحد كوقت مستقطع لاعادة التقييم والتنظيم.
واصعب المواقع التي استهدفها الجيش امس موقع مغارة الكهف الفسيح، وقد افيد عن فرار العديد من الدواعش من هذا المحور باتجاه الاراضي السورية بعد ان اقفل المغارة ببوابة معدنية، ومن شأن السيطرة عليها التحكم بوادي ميرا والاشراف على بلدة الهرمل ووادي رافق.
وقال مراسلون ان مدفعية الجيش وراجماته الصاروخية امطرت تلك المحاور بوابل من نيرانها.
وفي التقديرات ان هذه المرحلة، وهي الثالثة من «فجر الجرود»، قد تكون الاخيرة، والاستعدادات العسكرية واضحة في هذا الاتجاه بعد عملية تبديل ليلية واسعة لقوات الجيش خلال الليل الماضي.
في غضون ذلك، عقد مجلس النواب جلسة مناقشة عامة للحكومة سادها بعض الصخب، وغلب عليها التنويه بتصدي الجيش لتنظيم داعش في الجرود، فيما غاب التشريع التعديلي لقانوني السلسلة والايرادات الضريبية لتعذر ادراجه على جدول الاعمال قبل 48 ساعة من الجلسة، الامر الذي تعذر بسبب تأخر توقيع رئيس الجمهورية على القانونين ونشرهما اول من امس في الجريدة الرسمية، الامر الذي قد يكون ممكنا في حال تحويلها من جلسة مناقشة عامة الى جلسة تشريعية.
بداية، تحدث رئيس الحكومة سعد الحريري فقال: سجل هذه الحكومة حافل بالاعمال والانجازات والصعوبات التي اكدتها وقائع الاشهر الثمانية الماضية، وتوقف امام «الانجاز الذي يكتبه الجيش اللبناني بدماء ابطاله، هو اغلى الانجازات علينا جميعا، بل هو العنوان العريض بقرار الدولة، وهذه الحكومة بالتصدي للتنظيمات الارهابية وطرد فلولها من لبنان».
وتوجه الى الجيش قيادة وضباطا وجنودا بالتحية، واعلن انحناءه امام الشهداء الذين سقطوا في المعارك، وامام تضحيات اهالي العسكريين المخطوفين الذين ننتظر معهم بفارغ الصبر الكشف عن مصيرهم واستعادتهم.
وقال: اذا كان الاستقرار الامني هو نتيجة الاستقرار السياسي، فإن هذه الحكومة عملت بكل جهد على الخطين، وتعاون الاجهزة الامنية.
وتحدث الحريري بالارقام والوقائع منذ تشكيل الحكومة في 18/12/2017، عن عقد مجلس الوزراء 38 جلسة، اصدر خلالها 1268 قرارا، صدر استنادا اليها 518 مرسوما، وابرز المواضيع تفعيل التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة، وقد قمت بتسع زيارات رسمية لتلك الدول استهدفت تصحيح علاقاتنا مع بعض الاشقاء والعمل على حماية لبنان في ظل المخاطر الاقليمية، واكد على اجراء الانتخابات التشريعية وفق القانون الجديد.
واستهل النقاش النائب انطوان زهرا عضو كتلة القوات اللبنانية بتوجيه التحية للجيش اللبناني، وهنأ الحكومة على قرارها السياسي الذي سمح للجيش بالقيام بهذه المهمة.
بدوره، النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة تحدث عن الهدر والفساد بالتفصيل، وقال: اللبنانيون اقتربوا من الكفر بالمقدسات والمؤسسات بسبب الفساد، وذكّر برؤساء حكومات اسرائيل وكوريا الجنوبية والبرازيل الذين انتهوا الى السجون، مناقشا بالتفصيل مكامن الهدر والفساد في كل وزارة، ناقلا عن رئيس التفتيش المركزي ان الفساد في لبنان مصدره قرارات الوزراء! وتستمر المناقشات اليوم.
ومع القاء النائب سامي الجميل كلمته، لاحظ مغادرة الرئيس سعد الحريري لمقعده، فسأل رئاسة المجلس من يمثل رئيس الحكومة؟ فقيل له: يسمعك من حيث هو..
اما الرئيس نبيه بري فقد عاد الى مقعده الذي كان سلمه الى النائب انطوان زهرا رغم وجود نائبه فريد مكاري.
الجميل استغرب كيف ان مجلس الوزراء لم يجتمع ليواكب حملة الجيش ضد الارهاب، كما استغرب كيف ان وزراء في الحكومة زاروا سورية دون رأي الحكومة، فنريد ان نفهم ما هو موقف الحكومة رسميا، فهل كانوا منتحلي صفة ام ماذا؟
واثار الجميل قضية الافراج عن موقوفين بجرائم الارهاب في اطار التبادل مع النصرة، فهل هناك قرار قضائي بإخلائهم؟ ام هناك عفو رئاسي؟ في اي جمهورية نحن؟