- الوزير ريفي: سلام وقهوجي وعرسال خطوط حمراء
- نصرالله: صنعنا تاريخ المنطقة.. وليشربوا مليون محيط
بيروت ـ عمر حبنجر
الزيارة الحريرية الى موسكو تتوج اليوم بلقاء الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي التقى امس نظيره الروسي مدڤيديڤ وسيعود الى بيروت ليجد مجلس الوزراء بانتظاره في بعبدا.
ابرز نقطتين في ملف الحريري- الروسي دعم الجيش اللبناني بتجديد اسلحته الروسية المنشأ، اضافة الى اسلحة جديدة قد تستدعيها الحاجة، وترسيم الحدود الشرقية بين لبنان وسورية، ونقطة ثالثة لا تقل اهمية تتناول تحييد لبنان عن «صفقات» المنطقة، وهذا يتطلب معالجة عاجلة لقضية النازحين السوريين في مواجهة مساعي البعض لربط لبنان بمحور الممانعة. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ، هنأ الاخير الجيش اللبناني بتحرير الجرود من الدواعش، ورحب بالزائر اللبناني واعتبر الزيارة فرصة جيدة لتبادل الآراء، واثنى على جهود الحوكمة اللبنانية لترسيخ الاستقرار.
وتابع لاڤروڤ قائلا: تضافر جهود اللبنانيين على قاعدة واحدة سيساعد لبنان على مواجهة التحديات وخصوصا الارهاب. ورد الحريري مشيرا إلى أنها زيارته الاولى الى روسيا كرئيس للحكومة، وقال ان لبنان يواجه الارهاب، وقد يعيش معاناة كبيرة من جراء ازمة النازحين السوريين، آملا ان يشمل الحل السياسي في سورية عودة النازحين من لبنان وغير لبنان.
واضاف: نريد تعزيز قوة الجيش لتقوية الدولة، ونريد تعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا على غرار العلاقات السياسية.
وترى مصادر 14 آذار في هذا جزءا من السعي المستمر لربط لبنان بالمحور الممتد من ايران الى العراق فسورية ولبنان. وحول هذه المسألة، سأل الوزير السابق اشرف ريفي في مؤتمر صحافي الرئيس ميشال عون قائلا: كيف تبدأ معركة الجيش باجتماع مجلس الدفاع الاعلى وتنتهي بضغط وطلب من حزب الله؟ اين كرامة الرئاسة والمؤسسات والدستور؟
واوضح ريفي ان الحزب عطل عملية التفاوض لاطلاق سراح العسكريين في العام 2014 عندما رفض اطلاق عماد جمعة الذي اعتقلته المخابرات اللبنانية، وطالب الارهابيون باطلاقه. وحمّل ريفي السلطة السياسية مسؤولية تغطية حزب الله وسمحت باتمام الصفقة، وطالب بكشف محاضر مجلس الوزراء، واعتبر الرئيس تمام سلام والعماد جان قهوجي وبلدة عرسال خطوطا حمراء.
في المقابل، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث في اللقاء السنوي مع «قراء العزاء والمبلغين» امس معلنا اننا على بصيرة من امرنا في معركة سورية.
واضاف: لقد غيرنا المعادلات وصنعنا تاريخ المنطقة وليس تاريخ لبنان، كاشفا انه زار ايران في بداية الاحداث السورية والتقى السيد علي خامنئي «يومها كان الجميع على قناعة بأن النظام السوري سيسقط بعد شهرين او ثلاثة، واوضح له اننا ان لم نقاتل في دمشق فسنقاتل في الهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية والجنوب، فأكمل القائد موافقا: بل ايضا في كرمان وخوزستان وطهران».
وقال نصرالله: البعض في لبنان لن يرضى مهما فعلنا، فلا تعذبوا انفسكم، وليشربوا مليون محيط. وحث نصرالله قراء العزاء في ذكرى عاشوراء على تجاهل الامور الخاطئة وتجنب المبالغات وعدم طرح الاشكاليات العقائدية والابتعاد عن المبالغة في التفجع والتركيز على ان ثورة الحسين لم تكن رفضا للظلم وحسب، بل كانت ايضا «اطاعة للتكليف الالهي بالقتال».
بدورها، اعتبرت القناة البرتقالية الناطقة بلسان التيار الوطني الحر ان الرئيس سعد الحريري اصاب مرة اخرى حين تحدث عن حل للازمة السورية يسعى اليه في زيارته لموسكو.
وفي رأي هذه المحطة اللصيقة بالعهد ان كل ما يحصل في بيروت وفي العديد من عواصم المنطقة سره ولغزه واحجيته، ما حصل ويحصل وسيحصل في دمشق، وان كل ما نشاهده على المسرح اللبناني الآن تمثيلية والدمى والكومبارس سببه ان الحرب في سورية انتهت عمليا على الاقل، وان مشهدا اقليميا جديدا بدأ يرتسم وهو ما يتفاعل معه الجميع باضطرابات او بخيبات او حتى بمزايدات واوهام، مشهد جديد اوله أن سورية باقية، وباقية الى جوارنا، وان الارهاب هزم على ارضنا وبقيت الارض لمن فوقها.
في غضون ذلك، أعلنت مصادر رسمية عن «تأجيل» مهرجان الانتصار الذي كان سيقام غدا الخميس في ساحة الشهداء في بيروت «لأسباب تقنية»، وفي معلومات لـ«الأنباء» أن المهرجان الذي كان سيتحدث فيه الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، قد ألغي عمليا، بعد اعتذار الرئيس بري عن الحضور تحسبا لاضطرابات قد تحصل بين الجماهير المحتشدة، نتيجة التنازع الحاصل حول الانتصار على«داعش» في جرود لبنان الشرقية.