- جنبلاط من «بيت الوسط»: البلاد بحاجة إلى تثبيت التسوية.. وأعتقد أن الغيمة مرت
بيروت ـ عمر حبنجر
الدوامة مستمرة، صدمة الاستقالة، وهدأة التريث في تقديمها، اشاعتا اجواء تفاؤل نفسي واسع، انما دون ترجمة عملية على ارض الواقع، فريق 8 آذار المطلوب منه تقديم خطوات تراجعية مازال يتصرف وكأن الاستقالة لم تحصل، بينما يُصر فريق 14 آذار على ان الاستقالة حصلت، وبالتالي تجب معالجة الاسباب قبل طي هذه الصفحة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري متفائل اكثر من غيره، ربما لأنه صاحب نظرية التريث، وهو اعتبر ان 95% من الاتصالات التشاورية حققت غرضها.
من جهته، الرئيس سعد الحريري قابل تفاؤل بري بما يدعمه ويزيل العقبات من طريقه، لذلك ابلغ فريقه السياسي بالتخفيف من التصريحات الحادة اللهجة، لأنني لا اريد ازمات مع احد الآن، خصوصا الرئيس ميشال عون الذي نحن واياه واحد.
لعل اول اجراء للحكومة بعد اعتماد «التريث» في الاستقالة كان تقديم سفير لبنان في دمشق سعد زخيا اوراق اعتماده الى الرئيس بشار الاسد، وهو الاجراء الذي كان رئيس الحكومة يفضل تجميده، والاكتفاء بتعيين هذا السفير، حيث هو، الامر الذي قلص من ايجابيات «الصدمة» التي احدثتها الاستقالة المعلنة من الرياض، واوحت بالتالي بأمرين: اما ان الرئيس الحريري بات اقرب الى الفريق الآخر واما ان الفريق الآخر الذي يقوده داخل الحكومة وزير الداخلية جبران باسيل مازال على عدم مراعاته للمستجدات.
وكانت كتلة المستقبل النيابية والمجلس السياسي لتيار المستقبل قررا في اجتماع ترأسه سعد الحريري اول من امس التمسك بثوابت الحريري، وهي: التمسك باتفاق الطائف واعادة الاعتبار الى مفهوم سياسة النأي بالنفس عن الصراعات المحيطة بلبنان. وقد اكد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط على هذه الثوابت خلال زيارة مسائية لسعد الحريري في بيت الوسط بحضور الوزير غطاس خوري والنائب وائل ابوفاعور، فقال: البلاد بحاجة الى تثبيت التسوية، واعتقد ان الغيمة مرت، وتبين كالعادة ان اصدقاء لبنان واصدقاء الشيخ سعد واصدقاء الاستقرار كثر، وتمنينا عليه ان تعود المياه الى مجاريها.
في السياق نفسه، وخلال استقباله في بيت الوسط مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان على رأس وفد كبير من مفتي المناطق والمحافظات وقضاة الشرع وأئمة وخطباء المساجد أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على ان خيار التريث يتيح في مكان ما فرصة لجميع الأفرقاء السياسيين للتأكد من ان النأي بالنفس عن كل ما يحصل من حولنا هو السياسة الأساسية التي تحمي لبنان من اي مشاكل في المنطقة، وأن هذا الخيار هو لمصلحة البلد.
واضاف: علينا ان نتحاور جميعا لكي نصل الى بر الأمان ونحافظ على سلامة هذا البلد وسلامة اللبنانيين، وعلى علاقاتنا مع كل الدول العربية الشقيقة التي لديها الحق ايضا في ان تحافظ على أمنها. ونحن نريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف: فقد اتخذت قرار التريث عن الاستقالة نظرا الى إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولأني كنت دائما واضحا وأطالب بأن تكون سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالكلام فقط ويجب ألا تكون هذه السياسة على حساب أشقائنا العرب، وإلا فإنه سيكون لنا موقف آخر.
اوساط التيار الوطني الحر اهتمت بالطاقم المحيط بالرئيس الحريري، وقد لاحظت القناة البرتقالية غياب «صقر» المستقبل (النائب عقاب صقر) عن اجتماع كتلة المستقبل في بيت الوسط «وحضر سبعه».
الوزير السابق باسم السبع الذي اختاره سعد ليتلو بيان الكتلة بعد طول ابتعاد عن الصورة لكن سرعان ما ظهر عقاب في صورة «سيلفي» مع الرئيس الحريري في بيت الوسط، معلنا انه تغيّب عن اجتماع الكتلة لانشغالات اخرى وليس لأي سبب آخر.
بدوره، غرد الرئيس الحريري قائلا: اللي عم يسأل عن عقاب وينو.. هوي معي هون.
في غضون ذلك، قال الرئيس ميشال عون لوفد من اندية الليونز جاءه مهنئا بالاستقلال: ان لبنان اجتاز ازمته الاخيرة واستطعنا تحصين الوحدة الوطنية بجهد ديبلوماسي كبير، واليوم يحاول البعض تحويلها الى ازمة سياسية، لكني اطمئن الجميع الى وجوب عدم الخوف، فمعنا ليس هناك ازمات لا يمكن حلها.
ولاحظ عون ان عيد الاستقلال هذا العام كان حقيقيا، ولم يعد هناك من يقدر على التأثير علينا بما يهدد استقلالنا وسيادتنا، لقد بات لدينا وطن يتعامل مع غيره من الدول من باب الندية، لا الاذعان.