- جنبلاط يتجاوز التناقض مع الحريري لمصلحة التحالف
بيروت ـ عمر حبنجر
اقفلت مهلة سحب الترشيحات للانتخابات النيابية منتصف ليل اول من امس على انسحاب 58 مرشحا من اصل 976، بينهم 111 امرأة و17 وزيرا من اعضاء الحكومة مرشحين.
عدد المنسحبين جاء اقل من المتوقع قياسا على عدد اعضاء البرلمان اللبناني البالغ 128 نائبا، لكن متى عرف السبب بطل العجب، فبحسب قانون الانتخاب الجديد لا يسمح للمرشح باستعادة رسم الترشيح البالغ 8 ملايين ليرة لبنانية (5350 دولارا)، ما يعني حاصل الرسوم التي حققتها الخزانة اللبنانية من جراء الاقبال على الترشح بلغ 7 مليارات و808 ملايين ليرة (5.5 ملايين دولار) وذلك بخلاف قانون الانتخابات السابق الذي كان يسمح للفائز بالانتخاب او الذي حقق نسبة محددة من الاصوات باستعادة الرسم المالي.
ومع انتهاء مهلة اعداد اللوائح وتسليمها الى وزارة الداخلية الاثنين المقبل، ستسقط حكما اسماء مرشحين كثر لعدم انتظامها باللوائح المعتمدة، ما يعني ان مئات الاسماء ستجد نفسها خارج التداول اعتبارا من الثلاثاء المقبل، في حين يتولى «الصوت التفضيلي» يوم الاقتراع الاجهاز على الاعداد الاضافية، وهو الذي يحوّل المنافسة عن اللائحة المقابلة الى داخل اللائحة وبين ضيوفها.
عوارض «الصوت التفضيلي» عالجها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في دوائره المهددة بالخرق كبعلبك ـ الهرمل وذلك من خلال توجيه اصوات الناخبين الى المرشحين بشكل حسابي، بعيدا عن تراتبية اللائحة، بين الاول والاخير.
ولعل اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الاربعاء الماضي وعرضه برنامج الحزب يندرج في هذا الاطار.
والراهن ان البرنامج الذي عرضه نصرالله يتعدى من حيث شموليته واتساعه نطاق اي حزب، بحيث يصح وصفه ببرنامج وزاري لحكومة ما بعد الانتخابات، كما رأت اوساط سياسية متابعة لـ «الأنباء»، فقد طالب بتعديل قانون الانتخاب الحالي بما يؤدي الى اعتماد لبنان دائرة واحدة وخفض سن الاقتراع الى 18 بدلا من 21 عاما، ودور الهيئات الرقابية، وبإحداث وزارة للتخطيط.
وتعهد نصرالله بالعمل من اجل قانون العفو العام، وابدى استعداده لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات، كما دعا الى التريث قبل ان يزيد الدين العام بعد مؤتمر باريس.
انتخابيا، اعلن في بيروت الصحافي صلاح سلام لائحته تحت اسم «بيروت الوطن» وتضم الى سلام: بشار قوتلي ونبيل بدر وسعد الدين الوزان وعماد الحوت ومصطفى بنكوك (سنة)، ابراهيم شمس الدين وسلوى خليل الامين (شيعة)، سعيد الحلبي (درزي)، دلال رحباني (انجيلية)، وجورج شقير (ارثوذكسي).
وفي طرابلس، تبذل مساع لتبريد الاجواء بين تيار المستقبل والوزير اشرف ريفي تمهيدا لتفرغ تيار المستقبل لمواجهة لائحة الرئيس نجيب ميقاتي الذي مد يده الى بيروت من خلال دعم لائحة «بيروت الوطن» واستقطابه عائلات بيروتية عريقة، وهو بدأ يربك لائحة المستقبل في العاصمة.
وكان وسطاء المستقبل نجحوا في سحب النائب خالد الضاهر من المعركة في عكار حيث كان يتهيأ للتحالف مع الوزير ريفي، كما توصلوا الى سحب المحامي نبيل الحلبي المرشح عن المقعد السني في بيروت الثانية بالتحالف مع الريفيين.
النائب وليد جنبلاط زار عضو كتلته النيابية ايلي عون مساء الاربعاء الماضي على رأس وفد من اللقاء، شاكرا تعاونه طيلة المرحلة النيابية المنتهية بعدما تقرر عزوف عون عن الترشح نتيجة تمسك الرئيس سعد الحريري بمرشحه الماروني في دائرة عاليه ـ الشوف الوزير غطاس خوري مع حرص جنبلاط على استمرار العلاقة مع الحريري.
وفي معلومات «الأنباء» ان ثمة تعارضا بين الحريري وجنبلاط على احد المقاعد في البقاع الغربي حيث يصر الحريري على غسان سكاف عن المقعد الارثوذكسي وهو صديق للوزير غطاس خوري.