- ريفي يدعو للرد على تدخلات السلطة في صناديق الاقتراع
بيروت ـ عمر حبنجر
اخترق الاجواء الانتخابية امس تصريحان لافتان، الاول داخلي تمثل فيما نقله البطريرك الماروني بشارة الراعي عن الرئيس ميشال عون الذي التقاه صباحا في القصر الجمهوري، وفيه يقول الرئيس «ان البلد في حالة افلاس»، والآخر خارجي شكل طعنة لسياسة «النأي بالنفس» التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية تجاه المجتمع الدولي والدول العربية باعلان زعيم الحوثيين في اليمن بدر الدين الحوثي وعبر صحيفة «الاخبار» اللبنانية القريبة من حزب الله استعداده للقتال الى جانب حزب الله ضد اسرائيل، وفي تصريح آخر مطمئن للرئيس عون اكد فيه على عودة العلاقات الى طبيعتها مع السعودية ولن يُكدرها مُكدر.
الراعي زار بعبدا حيث دعا الرئيس عون الى حضور قداس الفصح في بكركي الاحد 8 ابريل المقبل ناقلا عنه ايضا ان لبنان نقطة استقرار في المنطقة، وقد هنأته على الثقة الدولية المعطاة للبنان بفضل جهود الحكومة، ونقل اهتمام الرئيس بضبط الهدر في المال العام، وقد اختفت عبارة الافلاس من البيان الرسمي لاحقا.
في غضون ذلك، توالى امس اعلان اللوائح الانتخابية عشية اقفال هذا الباب منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء.
الرئيس سعد الحريري اعلن لائحة المستقبل لدائرة بيروت الثانية من بيت الوسط عصر امس، وسيعلن لائحة المستقبل في عكار اليوم، وغدا يُعلن لائحة طرابلس من مركز محمد الصفدي الثقافي.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي اعلنا لائحتيهما بينما يستعد فيصل كرامي لاعلان لائحته.
تيمور جنبلاط اعطى لائحته اللون الاحمر وسيعلنها اليوم في احتفال يقيمه ظهر اليوم في قصر «الامير امين» في بلدة بيت الدين بحضور اعضاء اللائحة من اشتراكيين ومستقبليين وقوات لبنانية.
وستعلن لائحة «بيروت اولا» التي تضم القوات اللبنانية والكتائب والوزير ميشال فرعون ومرشح حزب الرامغافار الارمني العميد جان صالوجيان عند السادسة من مساء اليوم في مدرسة الفرير.
وفي زحلة، اعلن تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لائحتهما في مؤتمر صحافي يعقد في فندق القادري الكبير عند الخامسة من مساء اليوم بعد حسم اسم المرشح الارمني في اللائحة لمصلحة ماري جان بلاجاكسيان.
وعند الرابعة من بعد ظهر اليوم، تُعلن لائحة «الكرامة والانماء» لدائرة بعلبك ـ الهرمل برئاسة يحيى شمص بالتحالف مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل في بلدة ايعات.
والاحد ايضا يُعلن الوزير السابق وئام وهاب لائحته لدائرة الشوف ـ عاليه من منزله في الجاهلية (الشوف).
في المقابل، طمأن حزب الله عبر النائب محمد رعد الى ان الانتخابات ستجرى في موعدها، وقال بعد لقائه الرئيس نبيه بري في مصيلح ان الانتخابات باتت امرا واقعا ولا يستطيع احد ان يعطلها او يلغيها، ونتائجها بالنسبة للحزب هي تحت سقف المتوقع.
بدوره، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اعتبر في لقاء مع كادرات الحزب ان الكلام عن خرق لائحة «الامل والوفاء» في بعلبك ـ الهرمل بمقعد واحد يساوي المقاعد المئة والسبعة والعشرين الاخرى في مجلس النواب هو كلام اقليمي، مشيرا الى ان التحالف بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في دائرة البقاع الثالثة جاء بايحاء اقليمي، فهما لم يتحالفا سياسيا الا في هذه الدائرة.
والراهن ان الشخصية الشيعية المهيأة لخرق لائحة «الوفاء والامل» هو الشيخ عباس الجوهري الذي اصبح موقوفا في السجن بموجب مذكرة توقيف قضائية صادرة عن قاضي التحقيق في جبل لبنان بقضية مخدرات تورط بها شخص يستأجر منزلا يملكه الشيخ الجوهري الذي اعتبر ان توقيف الجوهري في هذا الوقت اعتقال وليس توقيفا.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع اعتبر ان ما يحصل في منطقة بعلبك ـ الهرمل ليس مجرد عملية انتخابية بل انقلاب تاريخي، فهي ليست قضية انتخاب نائب بل القضية مرتبطة بوجودنا، وفي 7 مايو المقبل سيكون لنا نائب فعلي في منطقة بعلبك ـ الهرمل للمرة الاولى منذ زمن بعيد، وأعلن د.جعجع لائحة «المتن قلب لبنان» من معراب ظهر امس.
وزير الداخلية نهاد المشنوق قال امس ان المعركة الفعلية ستكون في بيروت على الرغم من ان الصيت لطرابلس، لأن من يمسك بقرار العاصمة يمسك بقرار البلد، مؤكدا انه سيعطي صوته التفضيلي للرئيس سعد الحريري.
لكن المراقبين الديبلوماسيين والدوليين يرون ان المعركة الحاسمة سياسيا هي تلك التي ستشهدها دائرة بعلبك ـ الهرمل، حيث يتواجه حزب الله وحلفاؤه مع كل القوى المنبثقة عن حركة 14 آذار من تيار المستقبل وقوات لبنانية وحراك مدني وشيعة مستقلين، اضافة الى واقع الحرمان التنموي والاجتماعي الذي تعيشه هذه المنطقة التي قدمت لحزب الله 800 شهيد من اصل 1200 شهيد سقطوا للحزب حتى مايو 2000 في معاركه المختلفة دون ان يقدم لتلك المنطقة غير الشعارات، كما يقول د.حارث سليمان احد الفعاليات السياسية والفكرية.
في هذه الاثناء، اعلنت الاعلامية راغدة درغام سحب ترشحها للانتخابات النيابية لصالح تيار المستقبل.
الشكاوى بالجملة عن تدخلات مرشحي السلطة في بعض المناطق تتمثل في صرف النفوذ وتسخير مؤسسات الدولة، فيما تبدو هيئة الاشراف على الانتخابات خارج امكانية التأثير بهذه الشكاوى بمعزل عن البيانات الصادرة عنها.
وابرز الشاكين الوزير السابق اشرف ريفي الذي حذر مسبقا من تدخلات السلطة في مجرى الانتخابات والتأثير على نتائجها، وها هي اليوم تستخدم كل الادوات المشروعة وغير المشروعة، مجيرة مواقع الحكم والوزارات والادارات والمحافظين وبعض الاجهزة الامنية للضغط عليه وعلى الآخرين، عبر تشكيل اللوائح والضغط على المرشحين، واضاف: هذا ما حصل معي عند تشكيل اللوائح في طرابلس وعكار وبيروت، لكنه تمكن من انجاز المهمة، داعيا اللبنانيين الى الرد في صناديق الاقتراع، مطالبا بمراقبة دولية للانتخابات في لبنان لأن السلطة غير مؤهلة لادارة العملية الانتخابية ومنحازة.