- نائب لبناني لـ «الأنباء»: الضربة كسرت تفرد ثلاثية أنقرة بالساحة السورية
بيروت - عمر حبنجر
استفاق البقاعيون في شرق لبنان على دوي الصواريخ الأميركية - الفرنسية - البريطانية المتفجرة على الجانب الشرقي من الحدود، وخصوصا في دمشق ومحيطها وحمص وجوارها، مسبوقة أو ملحوقة، بمضادات سورية صاروخية وتقليدية بمواجهتها، ما أضاء سماء المنطقة.
ويقول شاهد عيان كان موجودا عند معبر المصنع على الحدود اللبنانية - السورية، إن الهجوم الصاروخي بدأ في الرابعة صباحا بتوقيت بيروت واستمر 50 دقيقة، وإن كانت المضادات السورية استمرت في العمل لفترة أطول ومن قبيل الاحتراز.
على صعيد ردود الفعل الداخلية في ظل سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن ما حصل في سورية «لا يساهم في إيجاد حل سياسي للازمة التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري».
وحذر في بيان نشر على موقع الرئاسة على الانترنت من أن التطور الخطير «قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيدا».
وأكد الرئيس عون «ان لبنان الذي يرفض ان تستهدف أي دولة عربية لاعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحا الى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات». ولبنانيا، أعادت مواقع التواصل الاجتماعي تداول تصريح بالصوت والصورة، للمرشح النيابي وئام وهاب، أدلى به لقناة الجديد قبل شهور وفيه يقول: اذا أطلق الحلف الأطلسي صاروخه الأول على سورية، فسيقابله مائة ألف صاروخ على فلسطين المحتلة.
وأضاف: هذا قرار وأنا أتحدث باسم سورية وإيران وباسم كل الناس!
وتتالت التعليقات على وهاب المحسوب على خط النظام السوري، خصوصا بعد الضربة الاطلسية لسورية والتي لم يقابلها أي رد فعل، ضد أي مصدر مضاد.
وقال عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نعمة الله أبي نصر، في حديث إذاعي، لم يكن يدرك أنه أصبح فيه على الهواء مباشرة، حزب الله والسيد حسن نصرالله ولاؤهما لسورية وإيران.
ولفتت المذيعة التي كانت تجري معه المقابلة الى أنه على الهواء، وكلامه مغاير لخطاب التيار الحر الذي ينتمي اليه، فاستغرب أن يكون الهواء مفتوحا، لكنه لم يتراجع مكتفيا بالقول: لو كان هناك ولاء للوطن اللبناني لما كانت سياسات بعض الناس تأتي من الخارج.
ويذكر أن أبي نصر لم يجد له مكانا على لوائح التيار الانتخابية هذه الدورة.
بدوره، فريق «الممانعة» في لبنان قلل من تأثيرات الضربة على النظام واعتبرها «رمزية» وسط الإجماع على أن الضربة وجهت للرئيس الروسي بوتين وإلى التوسع الايراني.
في حين أسفت أوساط معارضي الممانعة في لبنان لأن الضربة أضرت المؤسسات السورية، أكثر مما أضرت النظام، ولاحظت أن الروس كانوا في الصورة بدليل ابتعاد قواهم عن احداثيات القصف الغربي، بحجة ان جيش النظام جدير بالمهمة.
وقال نائب عن بيروت لـ «الأنباء»: ان الضربة الغربية كرست الشراكة الغربية في الحل السوري، الذي بدا حكرا على موسكو وطهران وأنقرة في إشارة الى اجتماعات أستانا.
الموقف اللبناني الرسمي استمر ضمن محور «النأي بالنفس»، وقد أعلن الرئيس نبيه بري أن النأي بالنفس لا يعني القبول بضرب سورية من أجواء لبنان أو أي بلد عربي».
في غضون ذلك غادر الرئيس ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري الى السعودية للمشاركة في القمة العربية السنوية التاسعة والعشرين في الظهران التي تبدأ أعمالها اليوم الأحد في الدمام.
وستكون للرئيس عون كلمة في القمة، على أن يعود - اليوم أيضا الى بيروت، ومنها يسافر غدا الاثنين الى قطر، للمشاركة في افتتاح المكتبة الوطنية تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، بينما يبقى الحريري في المملكة لحضور المناورات العسكرية التي ستجرى بمشاركة الدول الحليفة الى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
مصدر وزاري أكد أن الموقف اللبناني من الموضوع الإقليمي، أصبح معروفا وهو اعتماد سياسة النأي بالنفس، مشيرا الى وجود تأكيد دولي على وجوب استقرار لبنان.
انتخابيا، جال الرئيس سعد الحريري في قرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون مؤكدا على مشروع الدولة والعيش المشترك والاعتدال.
بيد أن جولته الجنوبية التي شملت 8 محطات أثارت نوعا من الحساسية مع الحزب التقدمي الاشتراكي، لاسيما بعد الاستقبال الذي أقامه الوزير طلال أرسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا وإصراره على أن يزور الحريري «خلوات البياضة» حيث المقر الأساسي للموحدين الدروز في تلك المنطقة، حيث استقبله هناك الشيخ غالب الشوفي، وهو من اتباع الشيخ نصرالدين الغريب شيخ العقل الرديف، المحسوب على الوزير أرسلان الذي رافق الحريري في الزيارة.
نائب المنطقة وائل أبوفاعور، برر غياب الحزب الاشتراكي عن استقبال الحريري بالقول: ان للبيوت أبوابها وباب «حاصبيا» (معقل الموحدين الدروز في الجنوب الشرقي) هو النائب وليد جنبلاط، أما النوافذ الأخرى أو المداخل الضيقة فلا تعبر عن أهل حاصبيا، في إشارة الى أرسلان، وقال ان التقدمي الاشتراكي آثر البقاء بعيدا عن هذه الزيارة، الهادفة الى تحالف سياسي هجين، سينتهي في السادس من مايو ليلا.