- الكتائب «تضبط» المادة 49 «التكميلية» دون تعديل!
بيروت ـ عمر حبنجر
الرياح الانتخابية تهب في كل المناطق اللبنانية والدوائر، الرئيس سعد الحريري استكمل زيارته للبقاع امس الاحد، فيما انتقل وزير الخارجية جبران باسيل من عكار الى المتن الشمالي امس، في الوقت ذاته كان لرئيس النواب نبيه بري موقف لافت انتقد فيه خطاب الوزير باسيل وطروحاته من دون ان يسميه متوجها الى من يقومون بسياحة انتخابية الى الجنوب بكل قراه هو صخرة للوحدة الوطنية، بالمقابل تلقى بري «درع التثبيت» في رئاسة المجلس النيابي المقبل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أطل يوم السبت عبر الشاشة من مدينة صور.
بري استغرب الاستفاقة المتأخرة عند البعض على ما يدعون به من تحصيل لحقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب، مؤكدا انه عام 1992، كان اول من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب، وخصوصا في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي، وقال: ليعلم الجميع وخصوصا الذين ينفخون في أبواق الفتنة ان الجنوب هو صخرة للوحدة الوطنية.
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لأهالي صور والزهراني: بري يمثلنا جميعا، ليس فقط في الزهراني انما اينما وجد، ونأتمنه على الحقوق البرية والبحرية.
وقال: انتم لا تنتخبون لائحة وحسب انما تنتخبون ايضا رئيس مجلس النواب، معلنا جهوزيته لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات، وداعيا الأطراف الأخرى الى مناقشة الاستراتيجية الاقتصادية وإلا فإن الفساد يأخذ الدولة الى الهاوية، مستغربا طرح البعض مواجهة المشروع الفارسي والحفاظ على الهوية العربية فيما هو غارق في الفساد والطائفية.
أما الرئيس سعد الحريري، فقد تحدث لأهالي مجدل عنجر في البقاع تحت المطر، منتقدا إعلان نصرالله النزول شخصيا الى الأرض من أجل الفوز في الانتخابات.
وقد خير الناخبين في هذه المنطقة ذات الأغلبية السنية، بين التصويت لمشروع رفيق الحريري وبين التصويت للجماعة التي وقفت في وجه رفيق الحريري، مهاجما لوائح من سماهم «أصدقاء بشار» في البقاع ومنتقدا التكليف الحزبي «الشرعي» بالانتخاب وإعادة وصل ما انقطع مع النظام السوري، وإعادة فتح فروع جديدة للاستخبارات السورية في عنجر.
الحريري ختم جولته البقاعية في بلدة عرسال التي تشكل قاعدة السنة في البقاع الشمالي.
اما الوزير جبران باسيل، فقد حمل الوعود بالتنمية والأوتوسترادات الى عكار مستنهضا الناخبين المسيحيين لصالح اللائحة التي يؤيد، اما في المتن الشمالي، فقد كان له منطق آخر بمواجهة الهجمة الكتائبية على المادة 49 من قانون الموازنة العامة التي تبيح منح الإقامة الدائمة لغير اللبنانيين الذي يشتري منزلا في لبنان بـ 500 ألف دولار اميركي.
وركز رئيس الكتائب سامي الجميل، على منافسة «التياري» ابراهيم كنعان من زاوية إعلامه عن تعديل المادة المذكورة بحيث أصبحت الإقامة الدائمة مؤقتة، وإذ بالقانون يصدر في الجريدة الرسمية، وليس من تعديل يجعل من الدائم مؤقتا، ما يعني التوطين بشكل أو آخر.
وتنص المادة 49 من قانون الموازنة وفق ما جاء في الجريدة الرسمية على الآتي: «منح كل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية الإقامة، خلافا لأي نص آخر مع مراعاة الاحكام القانونية المتعلقة بتملك الاجانب، تمنح الإقامة للمتملك طيلة فترة تملكه، له ولزوجته ولأولاده القاصرين في لبنان على الا تقل قيمة هذه الوحدة السكنية عن 750 مليون ليرة لبنانية (500 ألف دولار) في بيروت و500 مليون ليرة لبنانية (330 ألف دولار) في المناطق».
وفي طرابلس دعا رئيس «لبنان السيادة» اللواء أشرف ريفي المنافسين إلى الكف عن فبركة الشائعات وتلفيق الاستطلاعات التي لن تمر على الناس.
وقال في لقاء انتخابي في طرابلس ان مشروع حزب الله يقتل البلد، ولن نسمح لمن ينتمي إلى المشروع الإيراني بتمثيلنا.
المرشح عن المقعد السني في دائرة طرابلس ـ المنية، مصباح الاحدب قال في مقابلة تلفزيونية ان في طرابلس محورين.
رئيس تيار المستقبل سعد الحريري واللواء اشرف ريفي وكلاهما في المحور العربي، والرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي في المحور السوري، أما نحن ابناء البلد فلا تمويل لدينا او ارتباط بأي محور خارجي.
إلى ذلك تستمر التحضيرات لمؤتمر بروكسل غداً وبعده، الذي سيرأس رئيس الحكومة سعد الحريري وفد لبنان اليه حاملا ورقة عمل حول ملف النزوح السوري واعبائه ماليا واقتصاديا وما يرتبط بمسار الاصلاحات البنيوية والهيكلية التي تعهد بها امام مؤتمر «سيدر» في باريس.
ويتضمن مشروع البيان الختامي للمؤتمر اشادة بدور لبنان والتزامه اجراءات تحترم حقوق اللاجئين السوريين لم يتم تبديد المخاوف لجهة المساعدات التي قد يقدمها المجتمع الدولي، خاصة بعد بروز توتر بين وزارة الخارجية اللبنانية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين على خلفية بيانها الصادر في اعقاب اعادة النازحين السوريين في بلدة شبعا اللبنانية الى بلدتهم بيت حن السورية.