بيروت ـ عمر حبنجر
وضع الانفجار الذي استهدف احد مكاتب حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، الحكومة اللبنانية امام اختبار القدرة على فتح ملف الانتشار الفلسطيني خارج المخيمات المخصصة للاجئين، في ضوء الذيول التي تولدت عن هذا الانفجار، وأهمها استمرار المرجعية الأمنية في بعض المناطق خارج قبضة السلطة الأمنية اللبنانية الشرعية التي منعت من الوصول الى «مسرح الانفجار».
وكانت حماس ذكرت لاحقا ان الانفجار ناتج عن صندوق للتبرعات مرسل باسم مسؤول حماس في لبنان اسامة حمدان ويبدو انه انفجر اثناء محاولة فتحه من قبل بعض المرافقين مما ادى الى مقتل اثنين منهم وجرح ستة آخرين.
رئيس الهيئة التنفيذية لدى القوات اللبنانية د.سمير جعجع سأل وزير الداخلية زياد بارود عن مبرر وجود مكتب لحركة حماس في الضاحية الجنوبية خارج المخيمات المعترف بها، وهل هذا المكتب حاصل على ترخيص؟ وهل من علم للدولة بوجوده؟
حمدان: مكتبنا معروف منذ 1992
وقد سارع اسامة حمدان الى الرد عبر قناة «المنار» مؤكدا ان هذا المكتب معروف منذ العام 1992.
ولم يستبعد حمدان تورط اسرائيل في هذا العمل، وقال ان الاستنتاج بذلك تصرف طبيعي ومنطقي.
بدوره رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، وصف ما حصل في الضاحية «بالعملية التخريبية» التي تؤكد استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، سواء من خلال الانتهاكات الجوية او البرية او البحرية، او من خلال اعمال أمنية كهذه، علما ان مسؤول حماس في لبنان اسامة حمدان لم يطلق سهام الاتهام بأي اتجاه حتى بالنسبة لإسرائيل بل على العكس ان العودة الى تصريحاته المتريثة والمضبوطة اعطت انطباعات مختلفة تماما.
النائب موسى: رسالة إسرائيلية
بدوره عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى اعتبر ان تفجير الضاحية رسالة اسرائيلية المنشأ تقول انه يمكننا الوصول الى اي مكان، مشيرا الى ان ما حصل في الضاحية موجه الى (قوى) الممانعة وإلى المقاومة.
ولفت الى ان المقاومة أبدت نجاحها وعلينا المحافظة عليها، وهناك حاضنة شعبية لهذه المقاومة، مؤكدا ان طاولة الحوار ستدرس الاستراتيجية الدفاعية للدفاع عن لبنان، وقال: البيان الوزاري حاول ان يظهر ما للمقاومة من اهمية، واضعا الشق الخلافي على طاولة الحوار، واشار الى ان طاولة الحوار تعزز مجلس الوزراء ولا تحل ولا يجوز ان تحل مكانه.
الكتائب: نرفض نصائح نصر الله
وفي غضون ذلك أعلن حزب الكتائب رفضه، ما وصفه بالنصائح التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمسيحيين، في خطاب عاشوراء، وعلى العكس، فقد اعتبرها الحزب بمثابة تحذير الى المسيحيين، ودعاه الى تطبيق نصائحه على نفسه، من منطلق ان خياراته هي التي تورط لبنان وتنتقص من سيادته.
وعلى صعيد الطعن في البند السادس من البيان الوزاري قال ان الحزب لم يهدف الى المزايدة، بل لنقل الموضوع الى مستوى النقاش الدستوري.
من جهته، النائب احمد فتفت عضو كتلة «المستقبل» اعتبر ان مشكلة حزب الله وسلاحه، بدأت في 7 مايو عندما صوب سلاحه الى الداخل، مشيرا الى ان مسألة الحزب، او سلاح الحزب أصبحت على طاولة الحوار الوطني، وان حزب الله سيدرك ان سلاحه سيصبح عبئا عليه، اذا لم يحظ بشرعية كل اللبنانيين.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تطرق الى الذين يحاولون ان يثيروا النقاش مجددا حول المقاومة وسلاحها بالقول: نحن اللبنانيين الذين جربنا مع الإسرائيليين ولم نجد أنجع من لغة القوة، نؤكد ان خيار المقاومة هو الذي يبقي لكم ألسنة تتكلمون بها.
لكن فتفت رد على من يحصرون الاعتراض على السلاح في حزب الكتائب والقوات اللبنانية بالقول ان هذا الموضوع ليس مسيحيا بل وطني بامتياز.
حزب الله: «1559» انتهى مفعوله
وردا على هذه الردود، قال مسؤول حزب الله في منطقة البقاع محمد ياغي، ان القرار الدولي رقم 1559 انتهى مفعوله ولا قيمة له بعد اليوم على الإطلاق.
وأضاف: لقد أعددنا العدة اللازمة للعدو الصهيوني، وسيرى بأسنا عند أي مواجهة ولقاء على الأرض، وسيرى قدرة وقوة المقاومة التي باتت الأمل الوحيد في المنطقة وصانعة انتصارات في وجه العدو الذي بات يحسب لنا ألف حساب ويخاف قوتنا وإرادتنا.
وانتقد ياغي «أولئك الذين يريدون شرا بالمقاومة ويرفضونها وسلاحها، مؤكدا انهم لن يستطيعوا ان يغيروا في واقع الحال شيئا، كما اعتبر ان الطعن في البند السادس من البيان الوزاري لن يقدم أو يؤخر شيئا ولا قيمة قانونية او دستورية له».
بدوره دعا رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، اللبنانيين المنتشرين في العالم الى عدم الخوف على لبنان، لأنه دخل مرحلة الطمأنينة والأمان. محذرا من الانقياد الى الاعلام الغربي التضليلي الموظف لخدمة المصالح الصهيونية، ومؤكدا عدم الاختلاف لا مع الشعب الاميركي ولا مع الشعب الاوروبي، لكن مع السياسة الداعمة لإسرائيل بلا قيد أو شرط.
إقامة دولة مدنية
عون كان يتحدث أمس خلال عشاء «للجنة الانتشار في التيار الوطني الحر». وقال: نحن نسعى لإقامة دولة مدنية من خلال القيم الوطنية، بالتناغم داخل الوطن ومع الجوار، خاصة محاربة الفساد السياسي. معتبرا ان سياسة الحوار هي المدخل الاساسي لأي حل، ولإسقاط الحواجز بين الناس، لافتا الى ان اللبنانيين ليسوا شعبا همجيا مثلما يعتقد البعض،
وقال: نحن نقيض للعرقية وللاصولية الدينية وللاصولية السياسية، ونكره الفكر الاحادي من أي جهة أتى. ديانتنا كونية، ثقافتنا كونية، ونستطيع الانسجام مع كل البشر، لكن نقطة الضعف الوحيدة التي بإمكانها ان تقتلنا وتجعلنا ننقرض، هي الانعزالية، التي هي خلاف لجوهرنا ولمهمتنا التي نعيش منذ فجر التاريخ.
واضاف: اننا نعمل على قتل سياسة الخوف من بعضنا بعضا، ونبشر بثقافة الانفتاح والمحبة وثقافة الحوار.
واعلن عون تحويل التيار الوطني الحر من تيار شعبي الى حزب، وقال: اعتقد ان كلمة حزب بذلة ضيقة علينا، نحن أكبر من حزب، لأنه ليس لدينا فكر حزبي ضيق، نحن مشروع مجتمع جديد يقلب المقاييس السياسية والتقاليد القديمة البالية، لنواكب العصر من جديد.
وقال: من هنا، من هذا البلاد خرجت اليهودية، والمسيحية والاسلام، كل الاديان السماوية انبعثت من هذه المنطقة وكلها دعوات للتآخي. والذين حملوها العنف والاصولية ورفض الآخر شوهوا معالمها وتاريخها، لأنه لا يمكن ان تقوم رسالة الهيئة على كره الآخر أو العداء للآخر.
وحث عون على محاربة الفساد السياسي، الذي يأتي بالمال السياسي والذي يشكل معه دورة متكاملة، ولا يمكن بناء وطن على اساس الفساد، واي مجتمع يتخلى عن قيمه محكوم بالانهيار.
وقال ان محبة الوطن تبدأ بمحبة سكانه وليس بمحبة الارض، فهذه المحبة تصنع الوحدة وتحافظ على الارض، وأيد الدفاع عن الارض في الجنوب.
واضاف: كنا مصنفين ضمن محور الشر واننا ارهابيون. ولا أخجل ان قلت ان هذه الصهيونية والدولة الداعمة لها، لا نحن فجرنا نيويورك ولا الپنتاغون ولا مدريد.