بيروت ـ ناجي يونس
لاحظ مصدر وزاري واسع الاطلاع لـ«الأنباء» ان لبنان شهد تغييرات كبيرة في الخريطة السياسية وهي ستستمر في الفترة المقبلة وان الاصطفاف بين قوى 14 و8 آذار ليس نتيجة خلافات عقائدية وبرامج سياسية ووطنية عميقة بل بفعل تصادم المحاور الخارجية العربية والاقليمية والدولية.
وأضاف: هذا الاصطدام بين المحاور، قد يخف وقد يزول في المستقبل، عاجلا أو آجلا، وقد يفضي الى اختلاط الاوراق على الساحة اللبنانية، انما لم يعد هناك ما يبرر بقاء قوى 14 و8 آذار بالحالة التي كانت قائمة في السنوات الماضية وصولا الى الانتخابات النيابية الاخيرة، مؤكدا ان كل طرف يحاول ان يبرر استمرار وجوده وتحالفاته، غير ان كل الأطراف ستفتح على بعضها البعض رويدا رويدا، حيث سيرتكز العمل السياسي على الاحتفاظ بعلاقات معينة مع اقامة علاقات اخرى في هذا الاتجاه او ذاك في مختلف المسارات، وسيكون البحث عن المصالح الدافع الأول على هذا الصعيد.
توازنات داخلية بتأثير خارجي
من جهة اخرى، توقع المصدر ان يتعزز اكثر فأكثر منطق التوازنات التقليدية في العمل السياسي وسيكون للعوامل الخارجية تأثيرها الواضح على المسرح اللبناني، اما التعيينات الادارية فهي ستحصل في نهاية المطاف بالمعيار التقليدي القائم على المحاصصة، مشيرا الى امكانية تأجيل الانتخابات البلدية عاما، اذ كيف سينظم هذا الاستحقاق والادارات الرسمية غير مكتملة؟
اما عن واقع قطاع الكهرباء فأكد المصدر ان الكهرباء تحتاج الى عملية اصلاح جذرية وستكون كل الطروحات قابلة للنقاش ليتم اختيار الافضل بينها في نهاية المطاف، مشيرا الى ان المياه اللبنانية نفط وغاز وليصر الى التنقيب عنهما، لأن في ذلك خريطة اقتصادية جديدة للبنان والشعب اللبناني، متوقعا ان يسود الاستقرار السياسي والأمني، عدا المخاوف من الارهاب الاصولي، خصوصا ان سورية ستتعامل بشكل مختلف مع لبنان، وستكون الامور من دولة لدولة وستتحقق خطوات تتعلق بترسيم الحدود والمفقودين والاتفاقيات بين البلدين.
اما عن السلاح الفلسطيني فاشار المصدر الى انه مسألة اقليمية الا اذا وضعت ترتيبات ما للسلاح خارج المخيمات.
ولاحظ المصدر الوزاري ازدياد ضعف الواقع العربي مما اتاح لايران وتركيا ان تعززا من دورهما في المنطقة، ولعل الكلام عن فك دمشق لتحالفها مع طهران توقع في غير محله، الا اذا تغيرت المعطيات وتبدل المشهد الاقليمي وهو ما لا يتوافر عمليا وفي الأمد المنظور.
وعن الوضع الايراني اشار المصدر الى انه واقع يدفع الى التأكيد على ان الشعب الايراني بكل فئاته، يعتبر ان امتلاك المقدرة على تخصيب اليورانيوم مسألة وطنية تتعلق بامتلاك عنصر التفوق ولن يتراجع اي طرف في ايران عن هذا الامر.
إسرائيل لن تجرؤ على فتح أبواب الجحيم
وفي تقدير المصدر الوزاري ان المعارضة الايرانية تحقق مكاسب تفضي الى حضور ومشاركة في السلطة، ويبدو ان المجتمع الدولي سيزيد من ضغوطه على النظام الايراني، من دون الوصول الى الاصطدام العسكري والمغامرة وهو ما تدركه اسرائيل جيدا لأن في ذلك خطر فتح باب جهنم على الاسرائيليين.
وقال: عمليا لن تجرؤ اسرائيل على شن عدوان جديد على لبنان، اما حزب الله فسيتفادى اي مغامرة من هذا القبيل، فالجميع لا يرغبون في امر كهذا داخل الحزب والطائفة الشيعية وسائر الاطراف اللبنانية كذلك القوى الاقليمية وسورية بينها، مؤكد ان الحريري سيتعاطى بواقعية مع مسار الامور والحالة السائدة ومع ما يتوافر له، وسيسعى للحفاظ على زعامته المطلقة سنيا وعلى التأييد الكبير له لبنانيا وخارجيا، ويرتبط ذلك بقرار عربي ودولي ولاسيما من قبل السعودية والولايات المتحدة.
وقال: لا مصلحة لأي طرف في ان يصاب الحريري بالضعف، لأن البديل عنه سيكون الارهاب والتطرف والتشتت، وتراجع الاعتدال.
زيارة جنبلاط إلى دمشق تتطلب تدخلات
وعن التحالفات الداخلية أكد المصدر انه سيستمر بين رئيس مجلس النواب وحزب الله وسيبقى المشهد الدرزي على ما هو عليه ولعل الرئيس الأسد سيميل الى الا يستقبل النائب وليد جنبلاط في المستقبل القريب، لأسباب نفسية من ناحية، ولأنه لا شيء مجانيا في السياسة عند السوريين، مما قد يستدعي تدخل السعوديين أو الأتراك لترتيب ظروف هذه الزيارة في وقت من الأوقات.
مسيحيا سيحافظ العماد عون على واقعه السياسي والشعبي وهو سيلعب الدور الأبرز بين القوى المسيحية.