رد على التهديدات الإسرائيلية: زيارة الرئيس ميشال سليمان الى الجنوب يرافقه قائد الجيش العماد جان قهوجي وكبار الضباط عكست من جهة التزاما لبنانيا بالقرار 1701، ومن خلال تعاون وثيق بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وشكلت من جهة أخرى ردا غير مباشر على الضغوط والتهديدات الاسرائيلية التي وصلت حد التلويح بحرب جديدة.
زيارة سليمان ترافقت مع أجواء اسرائيلية سلبية متواصلة: خرق للأجواء اللبنانية وحملة على الحكومة الجديدة. وفي هذا الاطار نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدر إسرائيلي مسؤول قوله إن «البرلمان اللبناني منح الثقة لحكومة (الرئيس سعد) الحريري، وصدق على البيان الوزاري الذي يسمح لحزب الله بالاحتفاظ بسلاحه، في تحد لقرارات مجلس الأمن». أضاف: «البيان الوزاري تضمن بندا يفوض حزب الله الدفاع عن لبنان، الأمر الذي يثير كثيرا من القلق».
وبحسب مصادر حكومية إسرائيلية، فإن «تل أبيب تعمل على إفهام البلدان التي تدعم لبنان (عسكريا)، أن لا فرق من الناحية العملية بين الجيش اللبناني وحزب الله». ورأت أن «الدعوة الإسرائيلية تتركز على وجوب التفكير مليا في هذه المسألة، قبل تقديم أي دعم عسكري إلى لبنان.
(الزيارة التي اختصر برنامجها كانت مقررة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة لكنها تأجلت لأسباب قيل انها أمنية بعد تسرب خبر الزيارة).
حزب الله يثني على تصريحات الحريري: تثني مصادر في حزب الله على تصريحات رئيس الحكومة سعد الحريري في تركيا وجاء فيها ان «الارهاب لا يكون بالدفاع عن الارض، بل العكس هو الصحيح لأن الهجوم على لبنان هو الارهاب الحقيقي الذي لا يغتفر»، مضيفا «اسرائيل دولة عدوة بالنسبة لنا في لبنان، نحن لم نهاجم اسرائيل في تاريخنا، ونحن معتدى علينا وأرضنا مسلوبة، وقد عانينا من كل هذه الحروب».
وتابع الحريري «فإذا كانت اسرائيل تحاول ان تناور فهذا حقها في المناورة، لكن اذا كانت تبني حساباتها في مكان ما، على ان الشعب اللبناني يمكنه ان ينقسم على بعضه، فأنا أؤكد لكم ان الشعب اللبناني، بعد كل المصالحات الداخلية والمصالحات العربية التي تجري، لن ينقسم».
(تجدر الاشارة الى ان وزير حزب الله في الحكومة حسين الحاج حسن هو في عداد الوفد الوزاري المرافق للحريري الى أنقرة. وهذا ما لم يحصل مع أي رئيس حكومة منذ الطائف).
الأتراك نقلوا تقويما سوريا إيجابيا لزيارة الحريري: أوضحت مصادر في الوفد اللبناني الى تركيا ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعرب عن ارتياحه الى ما حصل من تقدم في العلاقات اللبنانية - السورية، وقال للحريري انه زار دمشق بعد زيارة الأخير إليها وسمع من المسؤولين السوريين «تقويما إيجابيا» لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية. وحرص أوغلو على إعطاء انطباعه عن نتائج التقارب السوري - اللبناني نظرا الى انه لعب دورا في مواكبة هذا التقارب وشارك في جزء من الاتصالات التي سبقت زيارة الحريري للعاصمة السورية، فضلا عن مواكبته التقارب السعودي - السوري.