بيروت ـ عمر حبنجر
اخبار الطائرة الاثيوبية المنكوبة ومصير هيكلها وركابها وصندوقها الأسود مازالت تحتل صدارة الاهتمامات اللبنانية، الا ان ثمة حدثين اخترقاها بالسياسة، وهما اللقاء الذي جمع ليل السبت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري على مائدة عشاء في «بيت الوسط» حيث المقر الجديد للرئيس سعد الحريري، واجتماع اركان 14 آذار في فندق البريستول بغياب النائب وليد جنبلاط، لأول مرة.
بالنسبة للقاء بيت الوسط، فقد حرصت مصادر رئيس الحكومة على تأكيد ايجابياته التي ينتظر انعكاسها على قضايا التعديلات القانونية المتصلة بالانتخابات البلدية والاختيارية، فضلا عن التعيينات الادارية وآلياتها وصولا الى هيئة الغاء الطائفية السياسية التي يبدو ان الرئيس بري وافق على اعتبارها صفحة مطوية.
فعلى صعيد الطائرة الاثيوبية المنكوبة، انتقلت امس عُدة البحث من شاطئ خلدة، جنوبي بيروت الى شاطئ المنارة شمالي العاصمة اثر التقاط ذبذبات هناك امس الأول.
لتستمر وحتى اليوم الثامن على كارثة سقوط الطائرة عمليات البحث عن هيكلها وصندوقها الأسود ومفقوديها الغارقين في قصر البحر، بعدما لاح للخبراء ان امواج الاعماق قد تكون دفعت بحطام الطائرة شمالا حتى شاطئ المنارة العميق استنادا الى اشارات تبدو صادرة عن الصندوق الأسود.
بيان لمكتب الحريري
وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري ان السفينة «أوشن الرت» حددت بقعة على بعد عشرة كيلومترات من شاطئ المنارة في بيروت، تمتد بطول 1600 متر وعلى عمق 1400 متر، ظهرت فيها اشكال هندسية يحتمل ان تكون قطعا من حطام الطائرة، وان اجهزة الباخرة المذكورة التقطت ذبذبات اكثر قوة في البقعة نفسها قد تكون صادرة عن جهاز الارسال التابع للصندوق الاسود، وهو ما يعزز ما ذهبت اليه «سابقا».
وقد أنزلت «أوشن الرت» الى الاعماق جهازا آليا يقود الى المكان الذي تصدر منه الذبذبات لتبدأ عندها مرحلة التصوير في قعر البحر التي تستمر أياما عدة للتأكد من وجود الجثث والصندوق الأسود، وأي أجزاء من الحطام، وتحديد مكانها بدقة تمهيدا لمرحلة انتشالها، من قبل السفينة الاميركية أوديسي اكسبلور التي طلبتها الحكومة اللبنانية من شركة اميركية خاصة وهي مزودة بغواصة آلية يمكن ان تهبط إلى عمق 2500 متر، ما من شأنه المساعدة على الانتشال.
ووصف الرئيس سعد الحريري سقوط الطائرة بأنه كان مؤلما على كل اللبنانيين خصوصا ان عائلات كثيرة تأثرت بهذه الفاجعة.
الحريري وفي تصريح للتلفزة المصرية شدد على التعاون التام بين كل الاجهزة للقيام بواجبها داعيا الى انتظار تحقيقات الصندوق الأسد ود لكشف حقيقة ما جرى.
مصر الأخ الأكبر
من جهة أخرى، الرئيس الحريري وصف مصر بالنسبة للبنان بالأخ الأكبر، مشددا على الثقة بالمحكمة الدولية بالوصول الى الحقيقة، منددا بالتهديدات الاسرائيلية للبنان والاعتداءات الاسرائيلية.
وعن علاقاته بالنائب وليد جنبلاط قال ان جنبلاط اخ وصديق، فلا أنا أتخلى عنه ولا هو يتخلى عني.
وقال ردا على سؤال: أنا لن اعقد تسوية على حساب دم رفيق الحريري.
بدوره وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي جال على ذوي ضحايا الطائرة في عكار معزيا، مستهلا بمنزل الضحية غسان ابراهيم قاطرجي في بلدة تل عباس الغربي ومنها الى بلدة منجد حيث عزى ذوي الضحية مفيد موسى ثم منزل الضحية أنّا عباس. وقال العريضي ان منطقة البحث عن الطائرة تتجاوز مساحة 50 كلم، وان هناك اشارات نعمل عليها، كاشفا عن غواصات متطورة ستصل الى لبنان خلال 48 ساعة للمشاركة في البحث.
العريضي لفت الى ان العمل بدأ يضيق اكثر واكثر رقعة البحث، مؤكدا سير العملية بالشكل الصحيح متمنيا عدم اخضاع الاخبار للكثير من التحليل حتى لا تتجاوز الحقائق ونتلاعب بشعور اهالي الضحايا والمفقودين.
وشملت جولة العريضي منزل الضحية طوني الزاخم في ددة الكورة، والبترون حيث عزى بوفاة جرجي عسال الذي قضى حزنا على نجله الضحية البير عسال، الذي مازالت عائلته ترفض اعتباره ميتا وترى انه مازال يسبح في البحر.
وعلى صعيد التحقيقات باشر خبيران فرنسيان وصلا الى بيروت يوم السبت، تحقيقاتهما بالتعاون مع فريق التحقيق العامل في بيروت.
وفي هذا السياق حفل امس، بالمآتم والقداديس على ارواح الركاب الضحايا او المفقودين، فقد اقامت عائلة حنا كريدي جنازا في مسقط رأسه في عشقوت على الرغم من عدم العثور على جثته.
وفي الجنوب اقيمت المآتم على ارواح ضحايا الطائرة في مختلف القرى والبلدات خصوصا في النبطية صور.
وتسلمت السفارة العراقية في بيروت، جثة مواطنها اكرم جاسم محمد، بعدما تطابق حمضه النووي مع حمض ابنته المقيمة في لبنان.
وتوالى امس توافد الطلاب الى شاطئ خلدة لالقاء الورد الابيض في «بحر خلدة» تحية لأرواح الضحايا.
على صعيد آخر مازال قانون البلديات الشغل الشاغل للبنانيين اذ ينعقد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية اليوم الاثنين، لاستكمال البنود المتبقية من جلسة الجمعة التي اقرت حق الموظف بالترشح للمجالس البلدية، كما اقرت الكوتا النسائية بنسبة 20% ويؤمل ان يقر مشروع القانون مع اصلاحاته في جلسة اليوم.
ونوه الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة بتخصيص المرأة بكوتا نسبتها 20% في البلديات، لان المرأة تمثل نصف المجتمع اللبناني وحضورها يغني العمل السياسي، ومدخله الانتخابات البلدية.
وزير الدولة عدنان السيد حسين قال في تصريح له امس انه لا يحق لاحد ان يستحوذ على البلديات بقصد استغلالها للوصول الى انتخابات 2013 النيابية.
وعن النسبية في الانتخابات البلدية قال الوزير السيد حسين انه لا يجوز ربط هذا الموضوع بالتوازنات الطائفية.
وامل ان تكون جلسة مجلس الوزراء، اليوم الاثنين الاخيرة في موضوع الانتخابات البلدية، وان يحال مشروع القانون الى مجلس النواب الذي يستطيع بثه في وقت قصير خصوصا ان الحكومة بشكلها الحالي هي صورة مصغرة عن مجلس النواب.