بيروت ـ عمر حبنجر
الجدل على حاله في موضوع قانون البلديات ومجلس الوزراء من اجتماع الى آخر، محاولا تمرير بعض الاستحقاقات الادارية والمالية على هامش جلساته البلدية، المستمرة في دوامة الاقتراحات والتعديلات والتي يفترض ان تكون جلسة اليوم الخميس نهاية مطافها عبر حسم موضوعي النسبية في الانتخابات البلدية وتقسيم بيروت الى ثلاث دوائر اضافة الى ما قد يستجد من قديم البنود المرفوضة والمعاد طرحها.
هم البلديات وقانون انتخابها غاب امس عن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي الكبير برئاسة الرئيس سعد الحريري وعلى جدول اعمالها 89 بندا عاديا وروتينيا، وتخللها عرض لحصيلة عمليات البحث عن جثامين ركاب الطائرة الاثيوبية وحطامها وصندوقها الاسود، الا ان قانون البلديات سيكون على جدول اعمال المجلس في اجتماعه المقرر اليوم في بعبدا وبرئاسة الرئيس ميشال سليمان.
عون: زيارتي لسورية دينية
العماد ميشال عون كرر امس موقفه المتحفظ على الغاء الطائفية السياسية، واوضح ان خفض سن الاقتراع يحتاج الى تثقيف سياسي. واكد عون في مؤتمر صحافي انه لا يربط خفض سن الاقتراع باعادة الجنسية للمغتربين.
وعن زيارته المقررة الى سورية الاسبوع المقبل، قال عون انه لن يجري لقاءات سياسية بل سيشارك باحتفالات عين مار مارون.
وعن تقسيم بيروت الى دوائر انتخابية، اعطى مثالا بلندن وباريس ومونتريال، حيث بعضها موزع الى 30 منطقة وادارة بلدية.
الحريري عند بري
هذه المواضيع طرحت في اللقاء السريع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري الذي زاره في مكتبه بمجلس النواب بعد عودة بري من لقائه الاسبوعي مع الرئيس ميشال سليمان في بعبدا، الى جانب المواضيع المدرجة على جدول اعمال مجلس الوزراء الذي انعقد مساء في السراي الكبير برئاسة الحريري والتي تتطلب تنسيقا مسبقا بين الرؤساء الثلاثة. وكان الحريري التقى في مكتبه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال بعد الاجتماع بالرئيس سعد الحريري في السراي انه وضع رئيس الحكومة في بعض ممارسات الاجهزة الامنية في بعض المناطق. واكد جعجع، ردا على سؤال، ان لا تغيير في الخطاب السياسي بالنسبة لمناسبة 14 فبراير.
في غضون ذلك، اعرب البطريرك الماروني نصرالله صفير عن خشيته من عودة الطائفية عبر جهة واحدة اذا تم الغاؤها. وعن زيارة سورية، قال انه لا يرى من داع لزيارتها الآن. واضاف: نحن نأمل ان تستتب الامور في لبنان لكن الغاء الطائفية السياسية فيما تعود الناس على ان يتبع كل طائفته، وفي لبنان 18 طائفة، وعليه فهناك من يخشون من ان يؤدي الغاء الطائفية وسط ما يقوم به بعضهم في هذه الايام الى عودة الطائفية بردة فعل اقوى لتسيطر الطائفية لاحقا.
مجلس المطارنة الموارنة الذي انعقد برئاسة صفير امس، رحب بدوره بانحسار موجة العنف في لبنان وأسف لحادثة سقوط الطائرة الاثيوبية. الى جانب السجالات المتصلة بقانون الانتخابات البلدية المتعثر دخلت على الخط الاحتفالات السياسية والشعبية بمناسبة ذكرى 14 فبراير التي تتحضر لها قوى 14 اذار بحماس وقوة.
وفي هذا السياق تحولت منابر 14 آذار الصحافية والاعلامية والسياسية باتجاه تشجيع الجماهير للنزول الكثيف الى ساحة الشهداء حيث ضريح الرئيس الشهيد سعد الحريري.
وقال نائب طرابلس محمد كبارة في اطار دعوة الطرابلسيين للمشاركة بهذه المناسبة ان علينا الحضور بكثافة هذا العام اكثر من اي عام مضى، حتى لا يتحول المترددون الى مشككين والمشككون الى شامتين والمتربصون الى قتلة من جديد.
النائب طلال ارسلان (8 آذار) اعتبر ان ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري مناسبة وطنية تجمع كل اللبنانيين، ونحن ننظر اليها بهذا المنظار ونتعاطى معها من هذه الخلفية ونرفض تسييسها او اعتبارها لفئة دون اخرى. ارسلان كان يتحدث بعد لقائه الرئيس سعد الحريري وقد اضاف قائلا: كلنا معنيون بهذا. وعن امكانية حضوره احتفال هذه السنة خلافا لعادته قال: لم اتلق دعوة حتى الآن، فاذا شاركنا مباشرة او بصورة غير مباشرة، أو لم نشارك فسيكون لنا موقف ايجابي. الوزير علي العبدالله (امل) قال ردا على سؤال انه يفضل ان يتخلل احتفال 14 فبراير خطاب وحيد لرئيس الحكومة سعد الحريري. وقال العبدالله: اذا كان المطلوب حضور الرئيس نبيه بري والقوى الحليفة الاخرى فيتعين تجنب الاستفزاز.
الطائرة المنكوبة
أما ملف الطائرة المنكوبة الحاضر الغائب بين الملفات الساخنة، فينتظر هدوء العاصفة لمعاودة عمليات البحث، وقد اكد وزير الاشغال والنقل غازي العريضي امس العثور على جثة اخرى لأحد ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة، عالقة بين الصخور على الشاطئ اللبناني الواقع الى الجنوب من بيروت، وانه تعذر على رجال الانقاذ الوصول اليها. العريضي كشف في مؤتمر صحافي عن تلقيه معلومات من نظيره وزير النقل السوري يتحدث عن وجود حطام للطائرة المنكوبة قذفته الامواج الى الشاطئ السوري. ووسط حال الترقب للطقس العاصف الذي عاد يهب على لبنان امس، أثبتت فحوصات الحمض النووي ان الجثة التي انتشلت امس الاول قبالة شاطئ الناعمة، جنوبي بيروت هي للمواطن اللبناني البير جرجي عسال، احد ركاب الطائرة الاثيوبية المنكوبة، والذي كان والده جرجي توفي حسرة عليه في اليوم التالي لسقوط الطائرة. والبير المولود في مدينة البترون الشمالية الساحلية عام 1959، بحار وغطاس. وسيجري تشييعه يوم الجمعة في مأتم جديد، وفق شقيقته لوران عسال التي تعرفت عليه من اشياء لديه.
وعثر مغاوير البحر التابعون للجيش اللبناني على قطعة من جناح الطائرة المتحرك على بعد اربعة كيلومترات من شاطئ رأس الناعمة. وقال بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش انه رصدت مؤشرات حول احتمال وجود بقايا للطائرة الاثيوبية في البقعة عينها، وعلى الاثر توجهت السفينة «أو شن اليرت» الى المكان وباشرت اعمال التفتيش في بقعة تبعد نحو اربعة كيلومترات على الشاطئ وبعمق 50 مترا.
وتوقعت المصادر المتابعة أن تؤثر العاصفة المطرية التي هبت على لبنان اعتبارا من صباح امس على عمل السفن والمروحيات الباحثة عن الطائرة وركابها وصندوقها الاسود تحت الماء، في حين توقفت اعمال الغطس بانتظار مرور العاصفة. وأشارت معلومات متطابقة الى العثور على قطع من هيكل الطائرة لا تتجاوز الخمسين سنتيمترا مربعا. من جهتها، السفارة الفرنسية في بيروت اعلنت عن وصول فريق من البحرية الفرنسية الى بيروت امس الاول للمشاركة بعمليات البحث، بناء على طلب السلطات اللبنانية. ولفتت السفارة الى ان امكانيات الفريق الصوتية في رصد الاشارات البحرية ستستخدم في محاولة تحديد موقع الصندوق الاسود للطائرة.
واقرأ ايضاً:
الخارطة السياسية: اهتزازات وتقاطعات لا ترقى إلى مستوى «اختراقات وتحولات»
الحريري يؤكد المظلة الإسلامية لمسيحيي 14 آذار
«وساطة خير» لجمع الحريري وجنبلاط
بري يدعو من بعبدا لمقاطعة قمة ليبيا:المتمسكون بالطائفية هم الأكثر بعداً عن الدين
أخبار وأسرار لبنانية