بيروت ـ اتحاد درويش
لا أجوبة دقيقة وحاسمة حول الزيارة المنتظرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى سورية، والمعلومات التي تشي بأنها ستتم اليوم أو في أي لحظة لا يؤكدها أو ينفيها أمين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض الذي أصر على انها ستتم في «الوقت الملائم».
في المقابل يتفهم فياض إلحاح الإعلاميين المبرر عبر الأسئلة المتكررة ويرى «ان النقاش المتصل بهذا الموضوع قد استنفد وان المفيد في ذلك كله هو الكلام بعد الزيارة عن نتائجها.
والإلحاح كما يسميه المقدم فياض لأن الزيارة تشكل بحد ذاتها حدثا تاريخيا، وتأتي استكمالا لانسحاب جنبلاط من معاقل قوى الرابع عشر من آذار بعد الانقلاب الكبير الذي احدثه هذا الانسحاب والمراجعات الشاملة التي تطرق اليها الزعيم الدرزي في حديثه الأخير مع صحيفة «السفير»، خصوصا الموقف من سورية ومستقبل العلاقة معها والذي وصفه جنبلاط بـ «التاريخي» وقطع به كل الطرق الى سورية التي انطلقت في «البوريفاج» في 2 اغسطس من العام المنصرم.
وفي هذا السياق يقول المقدم فياض لـ «الأنباء» ان ما قاله النائب جنبلاط في حديثه الى صحيفة «السفير» هو الكلام الرسمي الدقيق والسياسي في الموقع وفي الزمن السياسي الصحيح، ولا يحبذ في المقابل الغوص في النقاشات التي تقول ان الزيارة قد استوفت كل الشروط المطلوبة من زعيم المختارة.
لكنه يؤكد على الدور الذي يقوم به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في التمهيد للزيارة الموعودة. ويعلق على الزيارة التي قام بها جنبلاط الى السيد نصرالله يوم الاحد الماضي في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالقول انها تأتي في السياق الطبيعي للعلاقة القائمة بين جنبلاط والسيد نصرالله، وما بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله حيث كان للجنة المشتركة التي تشكلت بين الحزبين جهود جبارة ومنتجة في إزالة أجواء التشنج التي سادت لفترة بين الفريقين، خاصة ان هناك تداخلا بين الضاحية الجنوبية والجبل.
تغيير المشهد
وعما اذا كانت زيارة جنبلاط لدمشق ستغير المشهد السياسي يقول فياض انه سبق لجنبلاط ان أعلن انه خارج اطار 14 آثار وهو يؤكد على هذا الخيار السياسي في كل مناسبة، هذا الخيار مهّد له قبل الانتخابات النيابية. وكان هذا الخروج مفهوما وأعلنه في مؤتمر الحزب وفي كل المناسبات السياسية لأن الانقسام الطائفي لا بل المذهبي لم يعد ملائما للبنان.
اما على من يعتبر ان الوظيفة السياسية لقوى 14 آذار قد انتهت فيرد نحن لا نقول ذلك، من يرى ان مصلحة لبنان بالبقاء في جبهة سياسية اسمها 14 آذار فليكن، ومن يرى ان مصلحة لبنان بأن يبقى هنالك تشكيل اسمه 8 آذار فليفعل، هما موجودان ونحن نقول ان المرحلة القادمة يجب ان تتسم بسمات سياسية أخرى تلاقي المرحلة السياسية هذه وان الانقسامات بين 8 و14 آذار هي جزء من الماضي.
الحوار بدل التعبئة
وحول كيفية تعامل القوات الحزبية والجمهور الدرزي مع «انقلاب» جنبلاط يقول فياض: إن التعبئة كانت باتجاه معين ولأسباب معينة وقد زالت تلك الأسباب وتغيرت تلك الظروف، ولم تعد هذه التعبئة واردة على الأقل من وجهة نظرنا، هذا الأمر انعكس على قاعدة الحزب التقدمي الاشتراكي وترك أثره في الساحة السياسية اللبنانية ونحن مصرون على الحوار لأنه البديل عن التعبئة.
وعن مشهد قوى 14 آذار في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعتبر فياض انه «كان هنالك حشد شعبي لا يستهان به في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن ننظر الى هذه الذكرى من زاوية مختلفة قليلا ونرى ان استشهاده ترك أثرا سياسيا كبيرا في لبنان وان غياب هذا الرجل ترك فراغا من الصعب ان يملأه أحد». وبخصوص الخطابات التي ألقيت في المناسبة يرى فياض ان إعادة إنتاج الخطاب السياسي المتوتر وإعادة الانقسام السياسي السابق ليس في مصلحة لبنان، وقد جاء خطاب سعد الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، ليؤكد ان رفيق الحريري فوق هذه الانقسامات وان سعد سيتابع مسيرة والده وانه سيحصن لبنان ضد الأخطار القادمة.
الوفاء للحريري
ويتابع فياض القول ان الذين جاءوا الى ساحة الحرية يوم 14 فبراير ووقفوا إمام ضريح الرئيس الحريري، جاءوا ليؤكدوا الوفاء له ولخطه ونهجه ـ اما الجبهات السياسية والتشكيلات السياسية فتفرضها الظروف، ولقد ذهب وليد جنبلاط ووضع إكليلا من الزهر باسمه وباسم عائلتــه وإكليــلا آخر باسم حزبــه علـى ضريح الرئيس رفيق الحريري ليؤكد ان ذكراه باقية ولن ينساه، وتأكيدا انه ليس في هذا التشكيل السياسي الذي هو 14 آذار، لم يلق جنبلاط كلمة لكن اللقاء الديموقراطي ونجله تيمور كانوا في الاحتفال.
وعن زيارة زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون امس الى المختارة يوضح فياض انها رد للزيارة التي قام بها جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي الى الرابية والتي فتحت أفقا جديدا مع التيار الوطني الحر، خاصة ان العماد عون يضع في أولوياته كما وضع جنبلاط سابقا في أولوياته موضوع عودة المهجرين الى الجبل، وهذا موضوع يتم التعاون به مع كل الأفرقاء والقوى والأحزاب السياسية في لبنان وهو اجتاز أشواطا كبيرة وشارف على نهايته، ومن المفيد ان يشارك التيار الوطني الحر والعماد عون في إنجاز هذا الملف.
ولجهة تزامن زيارة جنبلاط الى دولة قطر مع وجود العماد عون، قال: لا رابط بين الأمرين، لكن لا يمنع ان يتم اللقاء بينهما في الدوحة. وعما قيل ان الزيارة هي للطلب من القيادة القطرية المساعدة في عودة المهجرين قال: من المعروف ان أمير قطر ودولة قطر كانت لهما مساهمة فاعلة في إنهاء الأزمة التي طالت لبنان وكادت تطيح باستقلاله ووحدته الداخلية.