دمشق ـ هدى العبود
في إطار تسارع الكلام حول قرب زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى دمشق، وترقب الكثيرين لمضمون خطابه في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، أشارت صحيفة «الوطن» السورية الى أن جنبلاط لايزال تائها في نوع العلاقة التي يريدها مع سورية أو التي تريدها سورية معه، فهو يطرح أسئلة يعرف مسبقا أجوبتها، ويتحدث عن كرامة دروز لبنان، ناسيا كرامة كل السوريين، ولايزال يصر على أن «1559» كان فخا، في حين أن القرار المذكور ـ وهو يعلم ذلك ـ كان مؤامرة على سورية ولبنان معا، وعلى المقاومة خاصة.
وأكدت ان «سورية لن تقبل بكل تأكيد استقباله منفردا أو ضعيفا أو مهزوما، وهذه مصطلحات لم تعد مستخدمة في قاموس السياسة السورية تجاه لبنان أصلا، فدمشق ـ إن كانت ستستقبله ـ تريد استقبال رجل دولة لبناني له مكانته ودوره على الساحة السياسية اللبنانية وداعم لخط المقاومة وحريص على مصلحة لبنان ويعمل من أجله ومن أجل علاقات حسن جوار مع سورية. والموقف السوري تجاه الزيارة كان أكثر من واضح، حين وافقت سورية على وساطة امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وما يمثله، وحين طلبت من كل الذين «تبرعوا» للتوسط إفساح المجال أمام وساطة سماحة السيد والابتعاد عن أي تصريح قد يشوش عليها».
وأضافت الصحيفة «إذا كان من نصيحة وحيدة يمكن نقلها إلى جنبلاط، فهي أن عليه أن يفرق بين سورية الأمس وسورية اليوم، أي بين سورية موجودة عسكريا في لبنان وسورية خارج لبنان، فدمشق اليوم تتعامل مع اللبنانيين على أسس سياسية واضحة، ولا ترغم أحدا على تغيير مواقفه أو «الانتقال من طرف إلى آخر، أو من الوسطية إلى مكان آخر»، سورية تقول إنها ترحب بكل لبناني يدعم المقاومة، وكل لبناني يريد علاقات مع سورية مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وهذا ليس بجديد، إذ إن السياسة الخارجية السورية تعتمد على دعم المقاومة واستعادة الحقوق واستقلالية القرار الوطني، فإذا كان جنبلاط يرى نفسه في هذا الإطار، فمن المؤكد أن نصف الطريق إلى دمشق تم اجتيازه».
وتابعت الصحيفة: «أما النصف الثاني من الطريق، فيتعلق بكرامة السوريين وليس بكرامة دروز لبنان الذين لم يمسهم أحد في سورية، بالكلام ولا بالأفعال. وهنا ربما يجب تذكير النائب وليد جنبلاط بأنها وحدها وساطة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي يحظى باحترام منقطع النظير عند السوريين، وكذلك وقبل أي شيء آخر تسامح الرئيس الأسد، كفيلان بالسماح له «شعبيا» بزيارة سورية. فالسوريون لن ينسوا ما صدر عن جنبلاط ليس فقط في موضوع الدعوة لاجتياح سورية التي أوضحها ـ دون أن يقنعنا ـ في حديثه لصحيفة «السفير»، بل أيضا تجاه التحريض الذي مارسه بحق السوريين في لبنان وذهب ضحيته عشرات العمال الذين لا ذنب لهم في كل ما حصل على الساحة اللبنانية الداخلية، وكذلك ضلوعه في محاولة تضليل التحقيق الدولي والتقدم بشهادة كاذبة وبشهود مزيفين في محاولة لزعزعة استقرار سورية واتهامها مباشرة وعلنا باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولن نتحدث عن الشتائم والكلمات النابية تجاه رمز الدولة السورية التي تعود للرئيس الأسد وحده المسامحة عليها».