دائما ما كان القذافي يولي اهتماما خاصا بسلاح الجو حيث كان يعين هناك اتباعه الاكثر ولاء ويمده بأفضل التدريبات والمعدات، وربما تكون الغارات التي شنها الطيران الليبي اخيرا على البريقة مجرد لمحة صغيرة للكمة الساحقة التي يمكن ان يوجهها سلاحه الجوي، كما ذكرت اليوم مجلة «دير شبيغل» الالمانية.
ورغم انشقاق جزء كبير من الجيش الليبي وانضمامه الى قوات المتمردين، الا ان سلاح الجو لا يزال مواليا بشكل كبير على ما يبدو للقذافي، وقالت المجلة ان هذا السلاح يعد واحدا من العوامل التي مازالت تقدم الدعم للنظام الراهن، ويشكل كذلك اخطر تهديد للمتمردين الذين يفرضون سيطرتهم على الجزء الشرقي من البلاد.
واوضحت «دير شبيغل» في هذا الشأن ان سلاح الجو الليبي يتألف من حوالي 18 الف رجل وامرأة، معظمهم من الانصار المخلصين للنظام. ويتكون فرع النخبة العسكرية من اتباع مخلصين بنسبة 100% للنظام، كما كانت تمنح الافضلية لأعضاء قبيلة القذاذفة، التي ينتمي اليها القذافي، وكذلك قبيلة المقارحة التي ترتبط بها ارتباطا وثيقا اثناء عملية اختيار المجندين، وهم الافراد الذين يظهرون طاعة عمياء لقائدهم الاعلى. ولم ينضم منهم الى قوى المعارضة سوى حفنة قليلة من الطيارين والضباط. في مقابل ولائهم، دائما ما كان يتأكد القذافي من ان اعضاء سلاح الجو يتلقون افضل التدريبات ويحصلون على افضل المعدات، ويقال ان الجناح المقاتل يتألف مما يقرب من 100 طائرة مقاتلة طراز ميغ 21 واخرى طراز ميغ 23 وكذلك 15 طائرة طراز ميراج اف 1 و40 طائرة طراز سو 22، كما يعتقد ان مستودعات الاسلحة مليئة بالذخيرة.
واظهر تقرير صادر من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان صواريخ الطائرات آتية من الترسانات الخاصة بالاتحاد السوفييتي سابقا، او انها من انتاج روسي اكثر حداثة، واشار التقرير ايضا الى ان نظام الدفاع الجوي الليبي مجهز بشكل جيد للغاية. كما لفتت «دير شبيغل» الى ان الطائرات التابعة لسلاح الجو الليبي تتمركز في 13 قاعدة منتشرة في انحاء البلاد كافة، واوضحت ان تلك القواعد تستضيف كذلك مروحيات هجومية روسية من طراز مي ـ 25، التي يمكن ان تكون سلاحا فتاكا في المناطق المكشوفة وفي اعمال القتال بالمناطق الحضرية.
وعلى المتمردين الذين يتقدمون صوب طرابلس ان يتوقعوا مواجهة قوة نيران هائلة من هذه الطائرات. واوردت المجلة في الختام عن خبراء قولهم ان القرار الواضح الذي اتخذه القذافي بالاحتفاظ بالطيارين مرة اخرى في قوة الاحتياط يمكن ان ينظر اليه على انه مناورة تكتيكية.