كانت عناوين الصحف في بنغازي تنقل في السابق وبدقة تأملات الزعيم الليبي معمر القذافي وتتحدث عن الشؤون العالمية من خلال رؤيته للعالم لكنها تحولت الآن إلى وجبة يومية من الانتقادات الحادة له والسخرية منه.
وتصور الرسوم الكاريكاتيرية القذافي الآن على انه مجرم وسفاح ومصاص دماء متعطش لدماء الشعب الليبي.
ويطلق رسامو الكاريكاتير العنان لخيالاتهم فيرسمون صواريخ تسقط من شعر القذافي الكثيف او يصورونه على انه سنة مسوسة تنزع من فم ليبيا.
ويوجد في بنغازي وطبرق حاليا اكثر من 50 صحيفة ومجلة تديرها شركات مستقلة او متطوعون ويتراوح توزيعها من الف إلى 3000 نسخة لكل مطبوعة طبقا لما يقوله رئيس المركز الاعلامي للمعارضين في بنغازي.
«برافدا» الروسية تدافع عن القذافي وتتساءل: هل بالفعل ما يحدث في ليبيا يعتبر ثورة؟
في شأن ليبي آخر دافعت صحيفة «برافدا» الروسية امس الاول عن العقيد الليبي معمر القذافي ونظامه وانتقدت بشدة الثائرين عليه.
وتساءلت الصحيفة الروسية ـ في مقال بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الإنترنت ـ عن سبب اندلاع الاحداث في ليبيا من على الحدود، مشيرة إلى مدينة بنغازي، في حين أنه بالمقارنة بما حدث في الثورتين في مصر وتونس اندلعت شرارتا ثورتيهما من قلب عاصمة كل منهما.
وقالت الصحيفة «إذا صح القول بأن ما يحدث الآن في ليبيا هي ثورة، فلماذا تقف 90% من القبائل الليبية في صف الزعيم الليبي معمر القذافي، ولماذا يصف الشعب الليبي الأشخاص في بنغازي - التي تعد معقل المعارضين- بالفئران؟ ولماذا يطلب المعارضون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) استهداف مبان مدنية.
وتساءلت عن ماهية دور عبد الحكيم الحسيدي في «الثورة»، قائلة: هل يعلم الناتو أن الحسيدي ينتمي إلى تنظيم القاعدة؟ وهل يعلم الناتو أيضا أنه تم اعتقاله وهو يقاتل في صفوف القاعدة ضد القوات الأميركية والبريطانية في أفغانستان؟ وهل يعلم الناتو أن معظم الأشخاص الانتحاريين الذين نفذوا هجماتهم في العراق، لم يأتوا إلا من بنغازي ولفتت الصحيفة «إلى أن أول زعيم دولي أصدر مذكرة اعتقال بحق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، هو القذافي، وأنه هو الزعيم الأفريقي الذي قام بتمويل عمليات إطلاق أقمار صناعية أفريقية، حتى يقوم بإسقاط 500 مليون دولار سنويا عن كاهل القارة السمراء، بدلا من أن تستخدم الأقمار الصناعية الغربية.
وقالت الصحيفة إن الزعيم الليبي هو وراء تأسيس الاتحاد الأفريقي حتى تتمكن أفريقيا من الوصول إلى حلول جذرية لمشاكلها بدون تدخلات غربية.
وتساءلت «برافدا» أيضا عمن أطلق طموحات برنامج «التطبيب عن بعد «الذي كان من المقرر أن يستفيد منه جميع الأفارقة، والإجابة هي معمر القذافي هو من قام بذلك.
وتابعت الصحيفة الروسية في سرد انجازات القذافي الذي أطلق مبادرة التعلم عن بعد، وقالت من هو الذي ورث أفقر أمة في العالم وجعلها بعد ذلك أغنى دولة في أفريقيا، وهو بالتأكيد معمر القذافي واستفسرت الصحيفة عن أي من الأشخاص قام بمثل ما أنجزه العقيد الليبي، وهل فعل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أو الرئيس الأميركي باراك أوباما أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ما فعله القذافي، وهل قام أحد منهم بتنفيذ برنامج الاسكان المجاني لشعبه كما فعل القذافي؟
وانتقدت صحيفة «برافدا» الروسية - في مقالها - رفض حلف شمال الأطلنطي «الناتو» عدة مرات محاولات القذافي لوقف إطلاق النار، ووجهت العديد من الأسئلة التي تقول إنها تكشف عن الاتفاق الغربي على تدمير ليبيا، ومنها: هل للناتو الحق في قتل المدنيين تحت مظلة قرار الأمم المتحدة، ولماذا استهدف الناتو نجل الزعيم الليبي، بالرغم من انحصار مهمة الحلف في تنفيذ حظر طيران على الأراضي الليبية؟
ولماذا قتل الناتو أحفاد القذافي، ولماذا لا يعتبر المجتمع الدولي سلسلة جرائم القتل هذه بمثابة قتل أطفال أبرياء، ولماذا لا يطالب أحد أوباما وكاميرون وساركوزي بالتوقف عن قتل المدنيين بدم بارد؟