بروين إبراهيم
في إطار الجهود المبذولة لتوطين البدو وخلق تجمعات سكانية تعيش في البادية وتعمل في الزراعة وتربية المواشي عملت هيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «يو ان دي بي» على دراسة الواقع المائي وتحليل استخدامات المياه واستثمار الموارد المائية المتاحة الى جانب العمل على مشروع تأهيل الآبار الرومانية بغية الاستفادة منها في تغطية احتياجات المستهدفين.
ويهدف المشروع الذي بوشر العمل فيه في أكتوبر من العام الماضي بدعم من البرنامج وبتمويل من الوكالة الإسبانية للتنمية وجهات مانحة أخرى إلى اختيار عدد من الآبار القابلة للتأهيل ودراستها من الناحية الاجتماعية والفنية ومن ثم تأهيلها لتكون مصدرا للمياه التي يمكن أن تستخدم من قبل الفئات المستهدفة والتأكيد على أن هذه الآبار هي من المصادر المهمة والمساعدة للتجمعات السكانية الرعوية مع الأخذ بعين الاعتبار ندرة وبعد الموارد المائية الصالحة للاستخدام البشري أو الحيواني.
وقد تم اختيار الآبار ومناطقها بعد إجراء عدة جولات ميدانية على مناطق متفرقة في دير الزور اعتمادا على المعلومات الواردة من الجهات المعنية والسكان المحليين لتحديد مواقع الآبار حسب الحاجة والأولويات بحيث تم مسح كافة أنحاء المحافظة الجزيرة، الشامية، البشري، الفيضة، هجين، المسرب، البوكمال والميادين واعتمد بعد ذلك تأهيل ثماني آبار في المحافظة كمرحلة أولى وبعدها تم تأهيل عشر آبار أخرى كمرحلة ثانية في دير الزور و10 أخرى في الحسكة والرقة.
وقد بلغ مجموع الآبار الممسوحة 95 بئرا في المنطقة الشرقية 50 منها في دير الزور و20 في الحسكة و25 في الرقة.
وينتظر من هذا المشروع تخفيف العبء المالي عن الأسر الفقيرة وذلك نتيجة شراء المياه لاستخداماتهم الشخصية ولسقاية حيواناتهم حيث يبلغ متوسط ما تنفقه الأسرة الواحدة في البادية على شراء الماء حوالي 1500 ـ 2000 ليرة سورية شهريا.
ويبلغ مجموع الآبار المؤهلة 18 بئرا وحجم المياه الناتجة عنها 300 متر مكعب يوميا بمعدل زيادة 165 مترا مكعبا في اليوم أما عن عدد الأشخاص المستفيدين من الآبار المؤهلة فبلغ حتى الآن 10 آلاف شخص و75 ألف رأس من الثروة الحيوانية، هذا ومن خلال تحليل الوضع الراهن لاستخدامات المياه تبين تناقص حصة الفرد السنوية من الموارد المائية الإجمالية المتجددة من 1325 مترا مكعبا/ فرد عام 1985 إلى 833 مترا مكعبا/ فرد عام 2000 وهي دون حد الفقر المائي الافتراضي المحدد بـ 1000متر مكعب/ فرد وطبعا هذه الحصة في تناقص مستمر مع تواصل الجفاف وشح الأمطار.