في اطار النشاط الخدمي والعمراني والاقتصادي الذي اتسعت وتيرته مؤخرا، شهدت محافظة حمص سلسلة من الأنشطة والمعارض خلال الأسابيع الماضية. ولعل أبرز هذه النشاطات بحث التوجه لإنشاء مطار في المحافظة، اضافة الى دراسات لتطوير المدينة الصناعية في حسياء وسبل جذب المزيد من الاستثمارات لها، كما استضافت المحافظة مهرجان اللوز الاول وعددا من الورشات والمعارض التخصصية.
ففي مدينة المخرم الفوقاني أقيم مهرجان اللوز الأول قبل أيام برعاية م.محمد إياد غزال محافظ حمص، وقد اختتم بانتخاب ملكة جمال اللوز حيث قام غزال بتقديم التاج والهدايا التي قدمها المهرجان لملكة جمال اللوز ووصيفتيها، كما قامت اللجنة المنظمة للمهرجان بتكريم محافظ حمص راعي المهرجان.
و شهد المهرجان أسبوع التوعية الزراعية وتضمن محاضرات حول خدمة شجرة اللوز ومكافحة آفاتها والاستفادة من المكننة الزراعية في خدمتها ووسائل الري الحديثة، وكان للأنشطة الرياضية نصيب وافر من المهرجان حيث أقيمت بطولة اللوز الكروية الأولى بمشاركة فرق 8 قرى وبلدات إضافة إلى بطولات الكاراتيه ورفع الأثقال وكرة الطاولة والبلياردو والشطرنج كما شارك شباب وشابات المخرم في مارثون اللوز الجماهيري وقد استقطبت اللجنة المنظمة للمهرجان العديد من المشاركين من خلال هذه البطولات المفتوحة.
التنمية الريفية
وفي إطار الاهتمام بريف المحافظة ايضا رعى غزال انشطة ورشة احتياجات المجتمع المحلي الريفي للتنمية الريفية التي أقامها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» بالتعاون مع محافظة حمص.
واعتبر المحافظ في كلمة له أمام الورشة أن انشطتها المتنوعة تشكل محاور عمل مهمة تسهم في تنمية المجتمع الريفي المحلي وإبراز أهمية التنمية الريفية وتنشط دورها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
ووعد بأن المحافظة ستبقى السباقة في توفير البيئة الملائمة بالتعاون مع الخبرات المحلية والخارجية لتحقيق الأهداف والفوائد المرجوة مقدما شكره للباحثين والمشاركين ولأكساد ومتمنيا النجاح في خدمة الوطن وازدهاره.
على صعيد النهوض السياحي الذي تشهده سورية، بحث د.سعد الله آغا القلعة وزير السياحة والمهندس محمد إياد غزال آليات العمل لتطوير الصناعة السياحية.
ورأى الوزير آغا القلعة أن قطاع السياحة واحد من أبرز القطاعات الناهضة في سورية داعيا إلى اعتماد معايير الجودة والإتقان خلال العام الحالي 2010 متمنيا وجود أكاديميين من خريجي كليات السياحة يمكن الاعتماد عليهم في رفع كفاءة وجودة هذه الصناعة.
فيما اعتبر م.غزال أنه من دواعي السرور الشعور بأن الرؤى والسياسات السياحية التطورية يمكن للمرء أن يتلمسها على أرض الواقع، مشددا على أهمية الاحتفال بخريجي كلية السياحة في جامعة البعث واستثمارهم في دفع وتطوير هذا القطاع لأمرين يبدو الأول في حاجة الصناعة السورية لأكاديميين متخصصين يستطيعون دفع وتنمية هذا القطاع واستثماراته ورفع مستوى التنمية من جهة وتشجيع الطلبة على اختيار متابعة تحصيلهم العلمي في كلية السياحة لأن فرص العمل بها مضمونة من جهة ثانية.
كذلك وعد آغا القلعة بأن تقيم الوزارة دورات لتأهيل الأكاديميين والخريجين من كليات السياحة
فيما أشار م.غزال إلى أهمية الإعلان عن الرؤى التخطيطية لهذا القطاع معتبرا أن نشرها يجسد ثقافة ويسهم في بناء بيئة قادرة على النهوض بالواقع السياحي وتطويره.
واتفق الوزير والمحافظ في هذا السياق على الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتنمية القطاع السياحي في تدمر والتعامل بعلمية مع ما يمكن تسميته إطلاق البنى التحتية لهذا القطاع في البادية السورية وتنظيم وتسهيل سبل الوصول بتدمر إلى استحقاقاتها السياحية اللائقة.
من جهة أخرى، رعى غزال اللقاء الجماهيري الذي عقد الشهر الماضي في المركز الثقافي في مدينة تلكلخ تحت شعار «ألف مدينة.. ألف حياة» وذلك لمناسبة الاحتفالات بيوم الصحة العالمي.
وقدم المحافظ عرضا شاملا عن الدراسات الاستراتيجية الجارية في المحافظة للنهوض بالواقع الراهن وتطويره في مسيرة التنمية المستدامة والاعتماد على الإمكانيات الكبيرة المتوافرة وتوظيفها وإدارتها بالشكل الأمثل لتحقيق حلم حمص.
في سياق آخر، أقامت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية فرع حمص معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حمص 2010.
وأكد م.غزال أثناء جولته على أجنحة المعرض على ضرورة الإفادة من التطورات الحديثة في مجال الأجهزة لخدمة أهداف محددة بدقة بحيث يتم شراء التجهيزات للإدارات وفق الحاجة لها، ووجه بعد الاطلاع على أجنحة المديريات الخدمية التي تعتمد الأتمتة في عملها على ضرورة عقد اجتماع موسع لرؤساء جميع الدوائر الخدمية في المحافظة (مياه، كهرباء، بلدية، وهاتف) للتنسيق فيما بينها لتطوير آلية العمل بهدف الوصول إلى مراكز يستطيع المواطن من خلالها تسديد جميع الفواتير والرسوم. وأبدى إمكانية دعم أفكار بعض المشاريع المطروحة في المعرض في جناح مدرسة طلائع النور وهي مشاريع سبق ان فازت بالجائزة الأولى في مسابقة بمجال الابتكار في الأردن على مستوى الوطن العربي.
أما في إطار الاستفادة من موقع المحافظة الجغرافي، فقد عقد المحافظ اجتماعا مع سفير الجمهورية التركية بدمشق عمر أونهون وعبر عن عمق العلاقات بين الشعبين والبلدين والتفاعل المستمر في المجالات كافة.
كما أشار المحافظ إلى زيارته لمحافظة ملاطيا وزيارة والي ملاطيا إلى حمص ونتائج هذه الزيارات على كافة المستويات. وتحدث م.غزال عن محافظة حمص وموقعها الجغرافي المتميز وحدودها مع الدول المجاورة العراق ولبنان والتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت نتيجة لهذه الميزات الهامة.
وأكد المحافظ على أهمية المواضيع المطروحة والاهتمام المشترك بين المحافظة والسفارة لتحقيقها ومتابعتها للوصول إلى آليات تنفيذية لجميع الاتفاقيات، مشيرا إلى أهمية المدينة الصناعية في حسياء والتي ستكون من أكبر المدن الصناعية في سورية للوصول إلى مساحة 12000 هكتار وأهمية موقعها الاستراتيجي وتمتعها بنقاط القوة من خلال أعمال البنى التحتية بإحداث مرفأ جاف وخدمات السكك الحديدية ومركز تجمع الشاحنات والمنطقة الحرة.
و كشف غزال أن هناك توجها لإقامة مطار قريب من حمص وحسياء وهو يهدف إلى تقديم الخدمات في لبنان (بيروت وطرابلس) ووجود شبكة طرق جديدة كما يخدم محافظة طرطوس ومحافظة حماة، كما أن مدينة حسياء الصناعية قريبة من الحدود التركية والأردنية والعراقية.
واقترح المحافظ وجود وكيل للمستثمرين الأتراك في المدينة الصناعية بحسياء وإعطاءه التفويضات اللازمة للتسويق وتقاضي عمولات مناسبة لإقامة المعامل في حسياء وتقديم التسهيلات الإدارية لهذه الغاية.
من جانبه وعد السفير التركي بإنتاج عمل مشترك تركي مع محافظة حمص وسيتم تقديم الدعم والموازنة من المحافظة لهذه الغاية والاستفادة من طبيعة محافظة حمص المتنوعة والمهرجانات المتميزة على مستوى المنطقة والتي أصبحت لها مكانة تنموية وثقافية شاملة وتستهدف العائلة.
من جهة أخرى اجتمع غزال مع بانوس بوداي السفير الهنغاري بدمشق وكاسيا كيليان المدير العام للاستثمار والتجارة في هنغاريا بهدف المساهمة في إنعاش التجارة بين البلدين وتشجيع الاستثمار وإيجاد فرص العمل ونقل الخبرات والتعاون مع المحافظة في هذا المجال.
وتحدث م.غزال حول أهمية التعاون في مجال نقل الطاقة، وكذلك في مجال إنشاء مزارع الرياح لإنتاج الطاقة. وتحقيق الجدوى الاقتصادية للمشاريع الكبيرة الهامة في المجالات السياحية الكبيرة التي تحقق المنافسة وإمكانية الاستفادة من جميع الأفكار التي يقدمها المستثمرون الهنغاريون بحيث يمكن عرض هذه الاستثمارات لوجود دراسات تفصيلية في المحافظة تسهل عمل المستثمرين في مجالات السياحة والاستثمار العقاري ووجود مواد أولية هامة مثل زيت الزيتون وتحسين مواصفاته للتصدير إلى أوروبا.