هدى العبود
سابقا كان الوطن العربي هو من يشار إليه بالبنان، على أننا أصحاب سحر وشعوذة يكتبون ويتقولون بل ويستهزؤن منا ومن معتقدات في نظرهم أضحت بالية..نعم إننا نتحمل كل ما يصدر عن دول العالم المتحضر. ونحن العالم الثالث المتخلف بفضلهم وبفضل تطلعاتهم إلى ما نمتلكه نحن وغيرنا سواء أكان افريقيا أم آسيويا. التاريخ يدون ولا يهمل شيئا. مالنا وما علينا، اليوم نحن أمام ظاهرة لا يستطيع الغرب أن ينكرها أبدا، دول الثماني الكبار - سعوا إلى تحويل أنظار باقي الشعوب المنتشرة على وجه الكرة الأرضية، وإشغال عقولهم به، فكيف تحول إلى جاذب خرافي، ودونما تفكير نحو هذا (الأخطبوط)، ومواهبه الخارقة، والتي لم تخطئ في تحديد الفائز بنهائيات كأس العالم ولا مرة، من خلال حاسة الشم التي يتمتع بها. فبدا أنفه وحاسته كأنف أبي كلبشة الفنان السوري الذي يعرفه المغتربون السوريون عن ظهر قلب فأنفه حقيقة (لا يخطئ أبدا). لذلك نجد أن العالم بأسره بمن فيهم شعوب الثماني الكبار يعتمدونه ويراهنون عليه، منتظرين تنبؤاته بفارغ الصبر وعندما نفكر في معاني وجود الخطط والمعطيات وتحليلها، ومفاهيم الساعي للوصول إلى الأهداف، هل سيلغي وجوده العقل، واستيعابه بالوقائع الظاهرة والخفية، وما معنى حركة التاريخ ومسيرة البناء والجهد الواجب من أجل الحياة، وأين هي قوى التضاد، وما معنى القدرات الهائلة التي يتمتع بها البصر الإنساني وبصيرته العاقلة. هل الغاية - بالاعتماد عليه بهذا الشكل- تحويل العقل البشري الذي يشبه كرة البيسبول الأميركية إلى كرة قدم تتلاعب به الأقدام، فتنتهي مهمته الأساسية التي أوجدته في الرأس البشري، وحينما نعلم أن الحصار والعلم والقوة والمادة بيد فئة قليلة، تسيطر بها على المجموع، يتم إلهاء الشعوب بالخرافات والشعوذة، ونشر السحر، وكما سادت علوم التحنيط زمن الفراعنة وإبداعات البناء، فنحن نرى اليوم عصر الفضاء. وللعلم فإن الأخطبوط تجذبه رائحة طعام خاصة، ومن البديهي أن يضعوا له طعاما برائحة وآخر دون رائحة، فكيف تخدع شعوب العالم بهذا؟! وأؤكد أن عصر الخرافة والشعوذة، واشتغال الناس ببعضهم هي سمة زمننا المعاش، فلقد تجاوز سكان الكرة الأرضية مليارات، وغدا من الضروري إلهاؤهم ببعضهم، ونشكرهم أنهم فعلوا ذلك بدلا من الحروب وتقديم القنابل الذكية. ذكية فتكت بالأطفال والنساء والشيوخ فكيف إذا كانت قنابلهم القادمة غبية. ترى هل سنعتمد بدورنا نحن العرب على الأخطبوط في التبصير في استرجاع عقول أبنائنا المهاجرة في عواصمهم؟ أم هل سنستنجد بالأخطبوط لنعلم هل قادتنا سيبذلون جهودهم من اجل استرجاع جميع حقوقنا كمواطنين أم هل سيخبرنا اخطبوطنا العربي متى سنسترجع أراضينا المحتلة وهل سترحل إسرائيل ذات يوم من أوطاننا وتتقبل دعوة هيلن توماس بالعودة إلى أوطانهم التي جاءوا منها والعبث بمقدراتنا؟ أم أننا سنجد الأخطبوط يخبرنا أننا نحن من سيرحل إذن علينا أن نبحث عن الاخطبوط العربي. ترى هل عرفتموه؟ ونحن العرب كم اخطبوطا لدينا؟ وفهمكم كاف.