- «المرصد السوري» يؤكد أن المقبرة الجماعية في درعا ضمت عائلة واحدة من خمسة أفراد
- الجيش السوري يقتحم نوى وكناكر والدبابات تطوق دير الزور
عواصم ـ وكالات: أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس ان هناك غالبية اصوات «بصدد التشكل» في الامم المتحدة لإدانة قمع الانتفاضة الشعبية في سورية.
إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن تهديدا باستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا او الصين لايزال قائما.
وفي خطوة تصعيدية من الدول الغربية، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة ستتخذ «إجراءات إضافية» «في الأيام المقبلة» ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سورية.
وكانت كلينتون تتحدث اثر لقائها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي وصفت الوضع في سورية بأنه «يثير قلقا كبيرا».
وقالت اشتون انها توجهت الى واشنطن «لبحث ما يمكننا القيام به»، مضيفة «من الملح للغاية ان تتحرك الحكومة السورية» تحت طائلة ان يقوم المجتمع الدولي بـ «النظر في كل الخيارات».
بموازاة ذلك ناقش سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 في بروكسل أمس احتمال فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد، على ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي أوروبي أكد ان ذلك جاء لأنه «لم يحصل أي تغيير في سورية».
في هذه الأثناء قالت إذاعة «بي بي سي» إن دعوات وجهت للسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بإضراب عام اليوم.
وقالت الدعوة ان الاضراب سيكون ليوم واحد فقط كما تضمنت الدعوة القيام بتظاهرات في المدن السورية.
وجاء ذلك مع استمرار خروج مظاهرات معارضة رغم الإجراءات الأمنية المشددة للتصدي للاحتجاجات.
وقال ناشطون سوريون إن هذه المظاهرات خرجت في دمشق وحمص وحماه والمدينة الجامعة بحلب وكانت اكبرها في سقبا بريف دمشق.
من جهة أخرى، نقلت وكالات الانباء أن الجيش السوري بدأ أمس عملية اقتحام لقرى نوى وتسيل في محافظة درعا وسمع فيهما اطلاق نار كثيف وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
كما اقتحمت القوى الأمنية بلدة كناكر في ريف دمشق وسمع فيها اطلاق نار كثيف وأفيد عن سقوط قتيل وعدة جرحى.
كما نقلت قناة «العربية» عن شهود أن الدبابات حاصرت مدينة دير الزور شرق البلاد.
في غضون ذلك، قالت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية «انه تم انتشال 24 جثة من المقبرة التي أعلنت عن اكتشافها أمس الأول في درعا.
وأشارت المنظمة في بيان تلقته «يونايتد برس انترناشونال» أمس الى ان «أحد المزارعين مر في منطقة قريبة من المنطقة التي تم فيها اكتشاف المقبرة وشم رائحة كريهة فقام بإخبار عدد من الأهالي الذين نبشوا التراب ليشاهدوا سبع جثث تعرفوا على خمسة منهم». وقالت المنظمة انه بعد اكتشاف جثامين 34 شخصا أمس الأول من مدينتي جاسم وانخل في حقول القمح المحيطة تم أمس التعرف الى سبعة جثامين لأشخاص آخرين.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أمس أن المقبرة الجماعية تبين بعد التدقيق أنها مقبرة تخص عبدالعزيز أبا زيد وأولاده الأربعة سامر ومحمد وسليمان وسمير.
وأبلغ رامي عبدالرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا يونايتد برس إنترناشونال «أن أبا زيد وأولاده الأربعة فقدوا فجر يوم 25 ابريل الماضي حين اقتحم الجيش السوري مدينة درعا بعد أن غادروا منزلهم خوفا من الاعتقال وعلم المرصد من أقرباء أبا زيد أن الجيران ابلغوهم بوجود رائحة أموات في تل محمد الساري القريب من منزل العائلة وتوجهوا إلى المكان صباح يوم أمس وعثروا على جثمان أحد أبناء أبا زيد بعد أن حفروا قليلا في كومة من التراب والقش وتعرفوا عليه من ملابسه».
واضاف عبدالرحمن ان شابا من عائلة الغزاوي استشهد مساء أمس (الأول) برصاص قناصة بينما كان يقود دراجته النارية في مدينة درعا في حين لاتزال قوات الجيش والأجهزة الأمنية منتشرة في المدينة وشوهدت مدرعات عسكرية أمس أمام بعض المراكز الحكومية فيها.
واضاف عبدالرحمن «تم فرض حظر للتجول في مدينة درعا مساء كل يوم كما جرى تسليم جثماني شهيدين اثنين إلى ذويهما في بلدة بصرى الشام بمحافظة درعا وهناك الكثير من المفقودين من قرى معربة والطيبة والحيرة».
على صعيد مواز، توقفت أمس حركة نزوح العائلات السورية من بلدة تل كلخ والجوار الى منطقة وادي خالد في شمال لبنان نتيجة الوضع الامني السائد في الجانب السوري.
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حركة النزوح توقفت صباح أمس على معبر البقيعة في منطقة وادي خالد وساد هدوء تام في المنطقة ولم يسمع اي إطلاق نار من الناحية السورية.
وأشارت الى أن سكان منطقة وادي خالد المتاخمة للحدود افادوا بأن الليلة الماضية كانت هادئة قياسا بالليلة التي سبقتها.
كما توقفت ايضا عملية النزوح عند معبر بلدة الدبابية التي قصدها يوم امس الاول العديد من العائلات من بلدة حلات السورية.
وفي الغضون، قال نشطاء حقوقيون سوريون أمس إن ما لا يقل عن 14 قتيلا سقطوا في بلدة تل كلخ الصغيرة غربي سورية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الاحتجاجات.
وقال سكان البلدة التي تسكنها أغلبية سنية قرب الحدود اللبنانية إن سيارات الإسعاف منعت من الوصول للمصابين بسبب الحصار الذي يفرضه القناصة وقوات الجيش.
وقال، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من لندن إن 761 شخصا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. وأضاف عبدالرحمن أن 126 من عناصر الجيش والشرطة لقوا حتفهم أيضا في أحداث العنف.