لم تعد المظاهرات تقتصر على يوم الجمعة في سورية حيث خرجت مظاهرات في عدة مدن أمس الأول الذي سمي بـ «سبت الشهيد الطفل حمزة الخطيب» الذي تحول الى رمز للمظاهرات في سورية بحسب مواقع المعارضة.
وتركزت الحملة العسكرية أمس في بلدات الرستن وتلبيسة وتيرمعلة الواقعة شمال حمص حيث نقلت «رويترز» عن شاهد ان قوات سورية قتلت شخصين وأصابت كثيرين امس في الرستن التي شهدت مظاهرات حاشدة تجاوزت الـ 20 ألف بحسب وكالات الأنباء.
ونقلت الوكالة عن الشاهد وهو محام رفض نشر اسمه خشية الانتقام منه «المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى، الدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة».
ومضى يقول «هذا محض انتقام» في إشارة إلى آلاف المحتجين الذين طالبوا الجمعة الماضية بإسقاط النظام في واحدة من أكبر المظاهرات بالمنطقة منذ اندلاع الانتفاضة في 15 مارس، وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب ثاني اكبر المدن السورية.
وقال المحامي إن الانترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن.
كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن نشطاء سوريين قولهم إن شخصين على الأقل قتلا على حاجز عسكري ببلدة الرستن، فضلا عن إصابة العشرات في بلدتي الرستن وتلبيسة التابعتين لتلبيسة وسط انتشار كثيف في تيرمعلة على طريق حمص ـ حماة.
وأكد النشطاء أن الوضع في الرستن صعب للغاية «وسط استمرار إطلاق الرصاص، وأنباء عن سقوط شهيدين على الأقل عند الحواجز العسكرية بمحيط المدينة، وإطلاق الرصاص على من يتحرك»، وفي الرستن أيضا أصيب سبعة أشخاص بجروح، واحتلت قوات الأمن مستشفى الرستن ومنعت الأطباء من معالجة المرضى،
وفي تلبيسة أصيب 26 على الأقل، بينهم إصابات خطيرة، بعضهم برصاص قناصة.
ونقلت «رويترز» عن سكان المدينة ان 3 اشخاص قتلوا وأصيب كثيرون عندما دخلت دبابات تلبيسة في حملة موسعة للجيش لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.
وحذر النشطاء على موقع الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) من انتشار القناصة بشكل كثيف على أسطح المباني المرتفعة وتهديدهم للأهالي بأن كل من يخرج من بيته سيتم قتله مباشرة، وقال النشطاء إن أصوات القذائف سمعت داخل البلدة، وتم قطع الكهرباء وخدمة الاتصالات الأرضية عن المدينة منذ فجر امس، ما أثار تخوف من هجوم الجيش وقوى الأمن.
على جانب متصل، ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن عددا من المظاهرات الليلية خرجت أمس الأول في عدد من المدن السورية احتجاجا على الاعتقالات والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.
وبثت القناة صورا لخمسة جنود من الجيش السوري ينزفون في انتظار تلقي العلاج، وقد قال ناشطون حقوقيون إن الجنود الخمسة رفضوا طاعة أوامر قادتهم بقتل المتظاهرين العزل في مدينة درعا، فما كان من زملائهم الجنود إلا أن أطلقوا النار عليهم.
وفي دير الزور قال شاهد عيان ان رجلا واحدا على الأقل أصيب عندما فتحت قوات الأمن السورية النار لتفريق متظاهرين تجمعوا مساء أمس الأول في مدينة دير الزور الشرقية، وقال الشاهد المقيم في المدينة عبر الهاتف «كنت اسمع في نفس الوقت أصوات الرصاص وأصوات المحتجين وهم يقولون: الشعب يريد إسقاط النظام».
وخرجت المظاهرات ليلا في دير الزور وغيرها من المدن والبلدات لتفادي المواجهة مع قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في الأسابيع الأخيرة بعد ان تزايدت أحجام المظاهرات ونشرت الدبابات في المناطق السكنية وحولها.
وقال ناشطون حقوقيون ان مظاهرة مسائية خرجت في بلدة بنش بمحافظة ادلب وفي عدد من احياء دمشق وحمص وحماة، وفي سهل حوران الجنوبي مهد الانتفاضة قال شهود عيان ان القوات السورية حاصرت بلدة الحراك التي تفادت في الفترة الماضية الحملة الأمنية العنيفة التي تسببت في مقتل مئات من أبناء المدن والبلدات على مدار الأسابيع الماضية.