- الصين لن توافق على إدانة سورية في مجلس الأمن لأنه لن يساعد في الاستقرار
- ناشطون سوريون: 30 طفلاً قضوا حتفهم على أيدي رجال النظام
أعلن التلفزيون السوري ان الرئيس بشار الأسد أصدر عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 مايو 2011 وقال التلفزيون ان العفو يشمل نصف العقوبات الجنائية شريطة عدم وجود إدعاء شخصي.
وشمل العفو جميع الموقوفين المنتمين الى تيارات سياسية.
وفي وقت اعتبرت صحيفة تشرين السورية الحكومية ان البلاد تجاوزت الازمة وما يحكى عنه حاليا من توترات ليس اكثر من ذيول لها على ارض الواقع، قال نشطاء سوريون إن أكثر من 30 طفلا لقوا حتفهم على أيدي قوات النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في مارس الماضي بحسب وكالة الأنباء الالمانية.وقال نشطاء على الإنترنت إنه «منذ بداية الثورة وحتى اليوم .. قضى أكثر من 30 طفلا حتفهم على يد العصابات التابعة للنظام وموثقون بالأسماء والمكان».
يأتي ذلك فيما واصلت قوات الأمن والجيش القصف وإطلاق النار الكثيف في بلدتي الرستن وتلبيسة بمحافظة حمص حيث تحدث شاهد عيان لقناة الجزيرة عن سقوط 30 قتيلا وعدد من الجرحى.
ورصد النشطاء تغيب أعداد كبيرة من قوات الأمن عن دوامها نظرا لإرهاقهم بعد ثلاثة أشهر تقريبا من الاحتجاجات.
من جهتها قالت «تشرين» في افتتاحيتها أمس تحت عنوان «بعيدا عن وسائل الاعلام» بقولها «ان بعض الدول التي تسرعت في دعم الاحداث في سورية وفي تسميتها «ثورة شعبية» بدأت شيئا فشيئا ودون ضجيج بالتراجع».
وانتقدت الصحيفة بشدة ما اسمته برؤية فضائية الفتنة سيئة الذكر بتخبطها في أخبارها وتقاريرها وصورها وشهود عيانها الذين يتحدثون من أي مكان في العالم ما عدا سورية.
في غضون ذلك، اكدت الحكومة الصينية امس ايضا ان مشروع قرار ادانة سورية المطروح للنقاش حاليا في مجلس الامن الدولي لن يساعد في استقرار الاوضاع في البلاد.
وقالت جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ان تبني المشروع سيزيد من حدة التوتر داخل سورية، مشددة على ان الحكومة الصينية تدعم جهود دمشق الرامية الى تحقيق الاستقرار واستعادة النظام والدفاع عن السيادة.
إلى ذلك وبعد نحو شهرين ونصف الشهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، عقد أمس مؤتمر في مدينة انطاليا التركية يضم معارضين سوريين بهدف «بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها»، حسبما اجمع عليه ممثلون عن مختلف الاطراف المشاركين.
واللقاء الذي يعقد تحت اسم «المؤتمر السوري للتغيير» ويستمر اليوم وغدا تشارك فيه شخصيات معارضة مستقلة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلون عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سورية وممثلون عن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سورية، وعن إعلان دمشق.
وقال انس العبدة رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق في الخارج لـ «فرانس برس» ان «الهدف الاساسي من هذا المؤتمر هو بحث جميع السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشود».
ويضيف العبدة ان هذا المؤتمر هو «خطوة مهمة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الاعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين».
ويضيف العبدة «كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة اما الآن فقد اصبحت المعارضة اقوى والنظام اضعف».
وأعرب العبدة عن الامل في ان يوجه هذا المؤتمر «رسالة ايجابية للداخل السوري حول دعم جميع الاطياف الوطنية لشبان الثورة كما نتطلع لأن يوجه رسالة ايجابية الى الدول الاقليمية والمجتمع الدولي بان السوريين قادرون على ادارة امورهم في المرحلة المقبلة خاصة بعد مرحلة التغيير».
من جهته قال القيادي في جماعة الاخوان المسلمين ملحم الدروبي ورئيس وفدها للمؤتمر والمقيم بين كندا والسعودية، ان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو «دعم الثورة السورية» معتبرا ان «ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل».
وعما تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر انطاليا على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الان لمناقشة دستور سوري جديد قال الدروبي لفانس برس «ليس من اهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي كما اننا غير معنيين حاليا بمناقشة دستور فالهدف الاساسي الان دعم الثورة لاسقاط بشار الاسد».
من جهته، اكد الاستاذ الجامعي السوري المعارض برهان غليون المقيم في باريس والذي لا يشارك في اعمال مؤتمر انطاليا ان هذا المؤتمر «هو بداية لتلمس الطريق من قبل بعض اطراف المعارضة ولن يكون المؤتمر الاخير على طريق تنظيمها».
وقال لفرانس برس ان المعارضة السورية رغم تمايزات شرائحها «متفقة على ان شبان الانتفاضة في سورية الذين يتميزون بروح التضحية والشجاعة هم الرافعة الاساسية ضد نظام الاسد».
بدوره رأى عمار القربي الذي يشارك في مؤتمر انطاليا بصفته رئيسا للمنظمة الوطنية لحقوق الانسان ان هذا المؤتمر «هو خطوة لتوحيد المعارضة تحت سقف الثورة السورية».
واضاف انه اذا كان للمعارضة «تمايزاتها الايديولوجية والسياسية فان الدماء التي سقطت في سورية دفعت هذه المعارضة الى الارتقاء عن هذه التمايزات».وشدد في تصريح لفرانس برس على ان الهدف من المؤتمر هو «دعم الثورة السورية وتلبية احتياجاتها ووضع آلية لتلبية هذه الاحتياجات على المستويات اللوجستية والاعلامية والحقوقية».