سخرت وسائل الإعلام السورية الرسمية من تأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما للضربة العسكرية ضد النظام واعتبرته بداية «الانكفاء» الأميركي، في حين شبهت الحكومة قرار أوباما بطلب تفويض من الكونغرس للقيام بعمل عسكري ضد نظام دمشق بعد اعلان اتهامه بارتكاب هجوم الغوطة الكيماوي، بأنه كالذي «صعد إلى قمة شجرة ولا يعرف كيفية النزول عنها لذلك لجأ إلى الكونغرس لإيجاد مخرج من ورطته». وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية: «الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صعدا إلى أعلى الشجرة ولا يعرفان كيفية النزول عنها، لذلك لجأ الاثنان إلى مجلس العموم والكونغرس بحثا عن مخرج من الورطة». وحول طلب أوباما مصادقة الكونغرس على عمل عسكري باعتبار أنه الرد المناسب على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، أوضح الجعفري ساخرا: «هو أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سورية إلى الكونغرس خصوصا أن كاميرون بهذه الطريقة أنزل نفسه من الشجرة التي صعد إليها»، في إشارة الى رفض البرلمان البريطاني المشاركة في أي عمل عسكري محتمل ضد بلاده.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الولايات المتحدة الأميركية لا قضية لها في الشرق الأوسط سوى النفط وأمن إسرائيل. وقال المقداد «ان واشنطن ليست ملتزمة بحقوق الإنسان ولا بالقانون الدولي، وليست صديقة للدول العربية بل هي حليفة للإرهابيين في سورية»، موضحا أن الولايات المتحدة خرجت على القانون الدولي منذ حربها على فيتنام فهي لا تنصاع للشرعية الدولية».
ورأى نائب وزير الخارجية السوري ان الرئيس الأميركي بدا عليه «الارتباك والتردد» خلال كلامه عن التريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية.
..وإسرائيليون يصفونه بـ«الجبان»
عبر مسؤولون إسرائيليون عن مفاجأتهم واستيائهم من قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل توجيه ضربة عسكرية ضد سورية.
وفيما وصفه بعضهم بالجبان، اعتبر آخرون أن ذلك سينعكس على التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض انتقاد أوباما صراحة وأكد أن قدرة إسرائيل على مواجهة أعدائها وحدها.
وأزعج التأجيل الإسرائيليين الذين يرون المواجهة بشأن سورية بمنزلة اختبار لقدرة الأمريكيين على الوفاء بعهدهم بمنع إيران من امتلاك الوسائل اللازمة لتصنيع قنبلة نووية باستخدام القوة إذا فشلت البدائل الديبلوماسية.
خلافا لموقف نتنياهو، نقل راديو الجيش الإسرائيلي تصريحات أكثر وضوحا أدلى بها مسؤول بالحكومة لم يذكر اسمه.
وقال المسؤول «إذا كان أوباما مترددا في موضوع سورية فلا شك أنه سيكون أكثر ترددا بكثير في مسألة مهاجمة إيران -وهي خطوة يتوقع أن تكون أكثر تعقيدا- ومن ثم زادت احتمالات اضطرار إسرائيل إلى التحرك بمفردها». ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم -عقب إعلان أوباما تأجيل الضربة العسكرية ضد سورية - إن أوباما جبان، وواضح أنه لا يريد شن هجوم ويبحث عن دعم من جانب الكونغرس.
ورأى المسؤولون الإسرائيليون أنه يصعب التصديق بأنه بعد أن يرفض الكونغرس طلبه سيشن أوباما عملية عسكرية كهذه، من دون دعم المنظومة الدولية ومن دون دعم الرأي العام والكونغرس. واعتبر مسؤولون توجه أوباما للكونغرس محاولة لكسب الوقت من أجل البحث عن حلول ديبلوماسية تمنع الهجوم ضد سورية. من جهتها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن أوباما تراجع عن ضرب سورية الآن بعد أن فقد دعم بريطانيا وبعد أن قرأ استطلاعات الرأي التي دلت على أن أغلبية الجمهور الأميركي يعارض مهاجمة سورية.
ونقلت عن محافل وصفتها برفيعة المستوى في إسرائيل انها فوجئت من خطاب الرئيس الأميركي، وتجد صعوبة في فهم الإستراتيجية الأميركية في بناء شيء ما وبعد ذلك التراجع.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن أوباما لم يطلب موافقة الكونغرس عندما قرر تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال مسؤولون إسرائيليون -لم تسمهم الصحيفة - إن الأميركيين «فقدوا الزخم، وأي هجوم لاحق لن يكون فعالا».