- التحالف الدولي يعترف بقتل مدنيين في «مجزرة التوخار»
الأنظار معلقة على اجتماع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في لاوس وفي جنيف، لوضع اللمسات الأخيرة لما قيل انه اتفاق روسي - أميركي حول سورية، ووصفه مسؤولون أميركيون بـ «الساذج» بحسب قناة العربية.
وقال كيري للصحافيين في فيينا: «لقاؤنا المقبل سيتم على هامش قمة آسيان في لاوس».
وتابع: «سنرى الى أين وصلت مفاوضاتنا.
في حال لم يتم حل بعض الأشياء أو الأسئلة من خلال المفاوضات الجارية، فيجب ان نعمل انا وهو (لافروف) على حلها»، وذلك في إشارة منه الى محاولة واشنطن وموسكو وقف الحرب في سورية بالطرق الديبلوماسية.
وذكر كيري بأن «الرئيس الأميركي باراك أوباما سمح وأعطى أمرا (بتظيهر) هذا المسار «من المفاوضات مع روسيا.
وأوضح ان «الرئيس يرغب في اختبار ما إذا كان الروس مستعدين ام لا لتنفيذ ما قالوا لنا انهم سيفعلونه خلال المفاوضات في موسكو»، رافضا قطع «وعود» أو الدخول في تفاصيل تلك المفاوضات.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان ديمستورا عول على هذا الاتفاق الروسي الاميــركـــي واجتمـــاعـــات كيري - لافروف، آملا بعقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف السورية في جنيف في أغسطس.
وقال ديمستورا للصحافيين قبل اجتماع مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «نعتزم البحث عن موعد مناسب في أغسطس لاستئناف المحادثات بين الأطراف السورية في جنيف».
وأضاف ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين روسا وافقوا على اتخاذ بعض «الخطوات الملموسة» لمعالجة الأوضاع في سورية مما قد يساعد في ذلك.
واعتبر ان «الأسابيع الـ 3 المقبلة ستكون مهمة جدا لمنح فرصة ليس فقط للمحادثات بين الأطراف السورية ولكن أيضا لاحتمالات خفض العنف».
وحتى العثور على الحل المنشود، يبقى المدنيون أكثر ضحايا الحرب، حيث اعترفت قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، بقتل نحو 50 مدنيا في غارة جوية نفذتها على قرية التوخار بريف منبج قبل أيام، في واحد من أكثر الهجمات دموية حيث قال ناشطون ان ضحايا «مجزرة التوخار» تجاوزوا الـ 200 مدني.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي العقيد، كريستوفر غارفر، إن الغارة كانت تستهدف موقعا لتنظيم داعش، إلا أن تقارير وردت لاحقا من مصادر مختلفة تحدثت عن احتمال وجود مدنيين بين مسلحي التنظيم الإرهابي.
وأشار غارفر إلى ان الهجوم ضد داعش في منبج تم بناء على معلومات حصل عليها التحالف الدولي من فصيل يسمى «التحالف العربي السوري»، وهو إحدى القوات المنضوية تحت مظلة ما يعرف بقوات سورية الديموقراطية التي تشكل الميليشيات الكردية غالبيتها.
ولفت الى ان المرحلة الاولى من التحقيق حول هذه الحادثة ستنتهي «بعد 10 أيام» حدا أقصى، على ان يحدد المسؤولون العسكريون في التحالف عندها البدء بتحقيق اكثر عمقا او يعلنوا رفضهم المزاعم.
وكانت مصادر محلية أفادت بأن القصف استهدف تجمعا للمدنيين كانوا يحاولون الخروج من قرية التوخار هربا من قصف التحالف وقصف الميليشيات الكردية وتنظيم داعش مما أسفر عن مقتل هؤلاء المدنيين وبينهم عائلات بأكملها.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم ميليشيات حماية الشعب الكردية، التي تشكل غالبية قوات سورية الديموقراطية «قسد»، إن تنظيم داعش لم يرد على العرض الذي أمهل مقاتليه 48 ساعة للانسحاب بأمان من منبج.
وأن اشتباكات اندلعت بينهم وبين مقاتلي التحالف المدعوم من واشنطن قبيل انقضاء مهلة المبادرة.
وأعلن شرفان درويش أمس ان المهلة انتهت «والمعارك مستمرة.
الوضع بالنسبة لنا لم يتغير»، مضيفا انه لم يكن هناك رد من داعش على المبادرة حتى وقت حديثه.
وتابع قائلا: «خطواتنا لتحرير منبج مستمرة».
وبدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الاشتباكات لم تنقطع داخل منبج وإن التحالف الدولي قصف أجزاء من المدينة وريفها.
وقال مصدر قيادي في المجلس العسكري لمنبج وريفها لوكالة فرانس برس ان هذه المهلة انتهت ظهر أمس «ولن يكون هناك فرصة لمسلحي داعش» مضيفا: «سنكثف هجماتنا على ما تبقى من مواقعهم داخل المدينة» في الساعات المقبلة.
وأوضح ان تنظيم «داعش لم يلتزم بالمهلة ولم تنقض 24 ساعة على بدء تطبيقها حتى هاجم مواقع قواتنا في حي الحزاونة» داخل المدينة، معتبرا ان ذلك كان «بمنزلة رد على عدم قبول المبادرة التي لم يصدر أي رد منهم عليها».
وبحسب المرصد «يتصدى التنظيم بشراسة لمحاولات قوات سورية الديموقراطية التقدم داخل المدينة ويزج بالأطفال على خطوط المواجهات، رغم منحه مهلة للخروج من المدينة».
وقال المصدر القيادي في المجلس العسكري لمنبج وريفها ان القوات «تعمل على تأمين ممرات آمنة للمدنيين داخل المدينة لعدم استخدامهم كدروع بشرية» في المرحلة المقبلة.