- انتحاري «داعش» يفجّر شاحنة مفخخة بالقرب من مقر تجنيد للميليشيات لكردية
قتل 50 شخصا على الاقل وأصيب العشرات بجروح أمس في أكبر تفجير انتحاري يضرب مدينة القامشلي في شمال شرق سورية، منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام السوري قبل اكثر من خمس سنوات.
وقد تبنى تنظيم داعش الهجوم الانتحاري الذي استهدف موقعا لميليشيات تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي «ب ي د» وهو الذراع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، وفق ما اورد في بيان تداولته مواقع وحسابات مقربة منه.
وجاء في البيان ان انتحاريا يدعى «ابو عائشة الأنصاري تمكن من الوصول بشاحنته المفخخة وسط كتلة مبان لمرتدي الأكراد» في الحي الغربي من مدينة القامشلي، وان «يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم».
وقال التنظيم ان العملية تاتي «ردا على الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف الصليبي» على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من قبل قوات سوريا الديموقراطية «قسد» والتي يشكل الأكراد غالبيتها في ريف حلب.
وأفادت مصادر محلية للأناضول بأن التفجير وقع قرب مركز للتجنيد الإجباري لقوات الحماية الكردية التي تطلق على نفسها «اسايش» وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديموقراطي، ما ألحق أضرارا بالمركز، وتسبب في دمار عدد كبير من المنازل والمحلات التجارية.
وقد أكدت القيادة العامة للميليشيات في بيان ان التفجير نجم عن «شاحنة مفخخة».
بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي سوري ومصادر طبية القول ان التفجير وقع في حي الغربية على الطريق الواصل بين دوار الهلالية ودوار مدينة الشباب في الجهة الغربية للمدينة وأسفر عن جرح 140 اصابات العديد منهم خطيرة اضافة الى تهدم عدد من المنازل السكنية والحاق اضرار مادية كبيرة في البنى التحتية بمنطقة الانفجار.
وأعقب تفجير الشاحنة المفخخة بعد دقائق من حدوثه دوي انفجار ثان، وتحدثت تقارير في مرحلة اولى عن تفجيرين، ثم تبين انه ناجم عن انفجار خزان مازوت قريب يستخدم لإمداد المولدات الكهربائية التي تغطي القسم الغربي من المدينة، وفق ما اكدت وكالة فرانس برس نقلا عن عناصر من القوات الكردية في موقع التفجير، والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأظهرت مقاطع فيديو دمارا هائلا في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئيا ويتصاعد الدخان من عدد منها.
ويسير رجل مسرعا وهو يمسك بيد طفل والدماء والغبار تغطي وجهيهما وعلى بعد امتار منه يتصاعد صراخ امرأة تسير مسرعة مع طفلين.
وقال المرصد بحسب وكالة فرانس برس ان «انفجار خزان المازوت ضاعف حجم الأضرار وعدد الضحايا»، لافتا الى ان التفجير الانتحاري «هو الأضخم من ناحية الحجم والخسائر البشرية التي تسبب بها في المدينة» منذ منتصف مارس 2011.
وذكر المصدر ان المستشفيات ضاقت بالعدد الكبير من القتلى والجرحى الذين نقلوا اليها.
ووجه محافظ الحسكة، وفق ما اورد التلفزيون السوري، نداء الى اهالي المدينة «للتوجه الى المشافي العامة والخاصة للتبرع بالدم» للضحايا.
وتشهد المنطقة حيث وقع التفجير اجراءات امنية مشددة وفيها حواجز عدة للقوات الكردية، وفق المرصد لوجود مقرات ومؤسسات كردية فيها.
ويتقاسم الاكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لاسيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبعد انسحاب قوات النظام، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين بريف حلب الشمالي والغربي والجزيرة (الحسكة)، اطلق عليها اسم «روج آفا» وتعني «غرب كردستان».