- الاتفاق يقضي بتسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل
بدأت الدفعة الاولى من المدنيين والمقاتلين بعد ظهر امس وسط أجواء من الحزن بالخروج من مدينة داريا المدمرة قرب دمشق في إطار اتفاق يقضي بإخلاء مدينة طال حصارها وحافظت على رمزية خاصة لدى المعارضة السورية.
وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا امس الاول الى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل الى إدلب و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم بدءا من الجمعة من هذه المدينة، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.
وأفاد شهود عيان عند مدخل داريا الرئيسي شمالا عن بدء خروج حافلات المدنيين والمقاتلين عند حوالي الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي من المدينة.
وأوضح الشهود ان غالبية ركاب الحافلة الأولى كانوا من النساء والأطفال والمسنين، فيما تضمنت الحافلات الأخرى مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي ومعهم عائلاتهم.
وأكد مصدر عسكري سوري في المكان لوكالة فرانس برس ان الدفعة الأولى امس تتضمن «300 مقاتل مع عائلاتهم» على ان تستكمل العملية اليوم.
وقال ناشط في مدينة داريا، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس في بيروت: «هناك قهر كبير» بين السكان.
وأضاف: «ذهبت الأمهات امس الاول الى المقابر لتوديع شهدائهم، انهم يبكون على داريا أكثر مما بكوا حين سقط الشهداء».
وأظهرت صورة نشرها المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على فيسبوك أحد الشبان وهو يقبل اسم داريا على أحد جدران المدينة.
وفي إطار عملية إخلاء المدينة، أوضح المصدر العسكري في حديث للصحافيين ان «الذي لا يريد المصالحة سيذهب باتجاه مدينة إدلب، والذي يريد البقاء سيذهب الى منطقة حرجلة» في الغوطة الغربية والواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
وأشار الى ان «كل مسلح يرغب بأخد أولاده معه باتجاه إدلب سيحصل له ذلك».وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا ان «الأسر المدنية ستتوجه الى بلدة حرجلة ومن هناك يتوزعون الى المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها».
وقال أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت ان داريا تعيش «أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره».
يجمع سكان داريا، وفق قوله: «أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لـ 4 سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون اي ذنب».
وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90%، حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصا حادا في الموارد. ودخلت في شهر يونيو أول قافلة مساعدات الى داريا منذ حصارها في العام 2012.
وأوضح المقاتل المعارض في المدينة ان قرار التوصل الى اتفاق مع الحكومة السورية على إخلاء المدينة «بعد صمود دام 4 سنوات يعود الى الوضع الإنساني المتدهور فيها والقصف المتواصل عليها، فكان لا بد من حماية المدنيين».
وأضاف: «المدينة لم تعد صالحة للسكن، فقد باتت مدمرة تماما» إذ كانت داريا تتعرض للقصف بعشرات البراميل المتفجرة يوميا، فضلا عن القصف المدفعي والغارات الجوية ما أسفر عن دمار هائل فيها.
وعند مدخل داريا الشمالي، كتب على أحد جدران الأبنية «داريا الحرة مع تحيات الجيش الحر».
بعيدا عما يجري على الأرض في سورية، يستمر الجمعة في جنيف الاجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سورية ومحاولة استئناف محادثات السلام، وانضم إليهما لفترة وجيزة الموفد الأممي الخاص الى سورية ستيفان ديميستورا. وردا على سؤال خلال استراحة عن رأيه في سير الاجتماع، قال لافروف «ممتاز».