أرسل الجيش التركي مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سورية في ظل استمرار عملية «درع الفرات» الرامية الى تطهير حدود تركيا من التنظيمات «الإرهابية»، والتي ركزت بشكل كبير على ابعاد الميليشيات الكردية عن حدودها ومنعها من التمدد غرب نهر الفرات.
وقد استنفرت المواجهات بين الجيش الحر المدعوم بالقوات التركية وبين ميليشيات وحدات الحماية الكردية التي تشكل عماد قوات سورية الديموقراطية «قسد»، جهود واشنطن التي تدعم الجانبين، وسط معلومات عن قرب المواجهة بين الطرفين في مدينة منبج، حيث صرح مسؤول عسكري اميركي بأن القوات التركية والمقاتلين الأكراد توصلوا الى «اتفاق غير رسمي» لوقف القتال بينهما، وهو ما شكك محللون في إمكانية الالتزام به.
وقال الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيدا بان جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن اطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش».
وفي وقت نفت الولايات المتحدة بشدة التسريبات الروسية عن اتفاق واشنطن وموسكو على التنسيق في سورية وقرب إطلاق عمليات مشتركة في حلب، قال ستافان ديمستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، إن المحادثات المرتقبة بين مسؤولين أميركيين وروس «مهمة» من أجل استعادة وقف إطلاق النار في سورية.
من جانبه، أصدر المبعوث الأميركي الخاص في سورية مايكل راتني بيانا نشرته الصفحة الرسمية لسفارة الولايات المتحدة في سورية على موقع «تويتر»، ليرد به على «التقارير غير الدقيقة التي يتم تداولها بخصوص تفاهماتنا مع روسيا».
وقال البيان إنه لا صحة لما ورد في تقارير وكالة «إنترفاكس» الروسية عن اتفاق بين واشنطن وموسكو لاستهداف المقاتلين في حلب أو إجلائهم من المدينة، مؤكدا أن «الولايات المتحدة وروسيا لم تتوصلا إلى اتفاق بعد، لكننا نعمل على تفاهمات يمكنها إذا طبقت تخفف العنف وتحقن دماء السوريين وتستعيد الهدنة».
بدورها، أكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) أمس أنها وواشنطن مازالتا بعيدتين عن التعاون الحقيقي بشأن التسوية في سورية، مضيفا أن الجانب الروسي ينتظر من الأميركيين إبداء استعداد أكبر لتعاون كامل النطاق.
ميدانيا، وقعت معارك عنيفة جدا في قرية القراصي جنوب حلب عقب تمكن قوات النظام من استعادتها لبضع ساعات فقط، قبل أن يشن الجيش الحر وفصائل اخرى معارضة، هجوما قويا تمكنوا خلاله من استعادة جميع النقاط التي خسروها وقتلوا أكثر من 20 عنصرا من الجيش ودمروا دبابة، بحسب شبكة «شام» الإخبارية.
وفي حماة، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في محاولة من الأخير لاستيعاب الهجوم المفاجئ الذي شنته المعارضة وسيطرت فيه على عدة مواقع استراتيجية منها بلدة حلفايا، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدة البويضة لبضع ساعات قبل ان تستعيدها فصائل المعارضة التي استهدفت معاقل النظام في مدينة محردة بقذائف الهاون والمدفعية بحسب ناشطين.
كما استهدفت مدينة صوران مركز ثقل النظام في المحافظة وبوابته الشمالية إلى مدينة حماة عاصمة المحافظة.
ونقلت «رويترز» عن قائد ميداني في كتيبة أبناء الشام انهم بهذا التقدم تمكنوا من «كسر حاجز الدفاع الأول لمدينة الحماة وماضون إلى مطار حماة العسكري».
وباتت المعارضة تهدد بلدة طيبة الإمام إلى الشرق من حلفايا.
وقال مصدر عسكري سوري إن ضربات جوية نفذها الجيش قتلت عشرات من مسلحي المعارضة ورفض تأكيد أو نفي سقوط حلفايا في أيدي المعارضة.
وهدد جيش العزة في بيان بضرب محطة كهرباء محردة القريبة من البلدة وهي من أكبر المحطات في سورية إذا تم قصف المناطق المدنية التي تسيطر عليها المعارضة انتقاما.