- واشنطن تعتبر الإعلان الروسي «متأخراً جداً»
عواصم - وكالات: رغم نفيها الخضوع للضغوط الغربية، اعلنت روسيا أمس وقف غاراتها على الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، قبل يومين من دخول هدنة انسانية من ثماني ساعات حيز التنفيذ، اعتبرت الامم المتحدة انها غير كافية لادخال المساعدات.
ويأتي قرار موسكو المفاجئ بعد ليلة دامية في مدينة حلب، تخللها غارات كثيفة على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، تسببت بمقتل أكثر من 50 شخصا منهم نحو 14 من عائلة واحدة.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع لهيئة الاركان الروسية انه ومنذ الساعة العاشرة صباح أمس بتوقيت سورية «توقفت ضربات الطيران الروسي والسوري» موضحا ان هذا الوقف المبكر للغارات «ضروري من اجل تطبيق الهدنة الانسانية».
واستبقت موسكو هذا القرار بإعلانها مساء أمس الأول هدنة انسانية من ثماني ساعات تطبق الخميس، في خطوة اعتبرتها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي غير كافية لادخال المساعدات.
ونفى الكرملين ان يكون القرار مرتبطا بالانتقادات الحادة التي وجهها الاتحاد الأوروبي للعمليات العسكرية الروسية التي وصفها بأنها «قد ترقى لجريمة حرب».
وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف انه يشكل فقط «بادرة حسن نية من العسكريين الروس».
واضاف «في الوقت الذي تبدأ فيه هذه الهدنة الانسانية، ستنسحب القوات السورية الى مسافة كافية تمكن المقاتلين من الخروج من شرق حلب مع اسلحتهم» عبر ممرين خاصين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.
وتأتي دعوة شويغو غداة تصريحات للسفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين اثر اجتماع مغلق لمجلس الامن حول سورية، قال فيها انه امام مقاتلي فتح الشام احد خيارين إما مغادرة الاحياء الشرقية و«إما ان يهزموا».
واعلن تشوركين ان تركيا وقطر والسعودية «اعربت عن عزمها العمل بصورة دؤوبة مع هذه الفصائل المعارضة المعتدلة كي تنأى بنفسها» عن مقاتلي جبهة فتح الشام.
في المقابل، رفضت المعارضة السورية مبادرة وقف اطلاق النار، واعتبرتها تضليلا روسيا.
كذلك رفضتها المعارضة المسلحة، حيث اعلن قياديون في الفصائل مقاتلين من المعارضة أنهم يرفضون أي انسحاب للمقاتلين من مدينة حلب.
ونقلت رويترز عن زكريا ملاحفجي المسؤول السياسي لجماعة فاستقم وتتخذ من حلب قاعدة لها «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام».
بدوره، قال الفاروق أبو بكر القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية إن مقاتلي المعارضة سيواصلون القتال.
وأضاف «نحن عندما حملنا السلاح بداية الثورة لندافع عن شعبنا الأعزل عاهدنا الله ألا نتركه حتى نسقط هذا النظام».
وأضاف من حلب «لا يوجد أي إرهابي في حلب».
هذا، وحذر مبعوث للأمم المتحدة لسورية ستيفان ديمستورا أمس الأول، بأنه بين الوقت الحالي وديسمبر القادم، إن لم يتم العثور على حل للأزمة السورية، لن تعود مدينة حلب موجودة بعد ذلك.
ووصف حلب بأنها «رمز خاص» يجب على المجتمع الدولي تجنب السماح لها بأن تصبح مثل داريا أو المعضمية، في إشارة إلى المناطق التي أدى حصار النظام السوري لها وقصفها المكثف على مدى سنوات، إلى تهجير اهلها وكذلك اخراج المعارضة السورية منها كما حدث في داريا وقدسيا والهامة بريف دمشق والوعر في حمص.
وكان ديمستورا يتحدث عقب اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
من جهتها، اعلنت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان مارك إيرولت: يجب أن يستمر الضغط على روسيا وسيعرض الزعماء على بوتين إجراء محادثات بشأن سورية على هامش قمة أوكرانيا اليوم».
بدورها، اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية الاعلان الروسي بشأن الهدنة الانسانية ووقف اطلاق النار في مدينة حلب السورية قرارا «متأخرا جدا».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان امس الأول ان الاعلان الروسي بشأن الهدنة الانسانية على الرغم من تأخره فإنه يخفف معاناة سكان مدينة حلب.