اختار النظام السوري سفيره في الأمم المتحدة بشار الجعفري لترؤس وفده الى محادثات استانا، وفق ما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المحسوبة على القيادة في دمشق، وذلك بعد اعلان المعارضة أن رئيس الجناح السياسي لـ «جيش الاسلام» محمد علوش هو من سيترأس وفد ممثلي الفصائل المعارضة. وبين الرجلان ما بينهما من سجالات واتهامات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت صحيفة «الوطن» أمس أن الوفد السوري الرسمي «سيكون مماثلا للوفد الذي ذهب سابقا إلى جنيف» وسيكون «برئاسة الديبلوماسي السوري والمندوب الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري».
ويتضمن الوفد وفق الصحيفة، «شخصيات تمثل المؤسسة العسكرية وشخصيات تمثل القانون السوري، بحيـــث يكون الوفد ممثــلا للدولــــة السورية مجتمعة».
في المقابل، سيرأس محمد علوش، وفد الفصائل المسلحة الى استانا، وفق ما اكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان لوكالة فرانس برس. وقال ان وفد الفصائل سيضم قرابة عشرين شخصا.
وعلى غرار الجعفري الذي ترأس وفد دمشق الى مفاوضات جنيف، شغل علوش منصب كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمعارضة الى جنيف، حيث تبادل الرجلان الاتهامات اكثر من مرة.
وغالبا ما كان الجعفري يصف كبير مفاوضي المعارضة بـ «الارهابي»، ويرد الاخير باتهام قوات النظام بارتكاب «المجازر» في سورية داعيا الى الاستمرار في قتالها ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
وسبق ان تداول ناشطون فيديو لمهاترات بين الرجلين. وردا على اتهام علوش للجعفري بالشبيح ذي الاصول الايرانية واتهامه النظام بقتل الاطفال. اعلن الاخير رفضه الجلوس على طاولة المفاوضات مقابل علوش. وقال «لا يشرفنا الجلوس مع ارهابي»، مشترطا ان يعتذر القيادي المعارض عن عن تصريحه حول رحيل الأسد حيا أو ميتا، وذهب الى حد مطالبته بحلق ذقنه باعتبارها رمزا للإرهاب، وهو ما اثار تندرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رد علوش بأن لحيته مرخصة من وزارة اوقاف النظام نفسها، قبل اندلاع الحرب.
وغداة تأكيد الفصائل ان المباحثات ستتناول حصرا «تثبيت» وقف اطلاق النار، مبدية استعدادها لطرح مسألة التسوية السياسية للنزاع من دون «تعطيل مسار جنيف»، نقلت صحيفة الوطن ان دمشق ذاهبة لبحث «الحل السياسي».
وأوردت في تقريرها «لا يتوهم أحد أن دمشق ذاهبة إلى أستانا للبحث في وقف للعمليات القتالية، كما يريد البعض أن يروج، أو لتثبيت ما سمي بوقف لإطلاق النار، بل دمشق ذاهبة في إطار رؤيتها لحل سياسي شامل للحرب، ولإعادة فرض هيمنة وسيادة الدولة على كامل الأراضي السورية».