- مجزرة في برزة وقصف عنيف على مضايا
واصل النظام السوري تصعيده العسكري في محيط العاصمة دمشق، وهو ما اعتبرته المعارضة «رسالة دموية» تقوض الآمال بالتسوية، قبل يومين فقط من من انطلاق مفاوضات «جنيف 4» برعاية الأمم المتحدة.
فقد استهدف الطيران الحربي حي برزة الدمشقي بعدة صواريخ خلفت مجزرة بعد يومين من التصعيد على هذا الحي وعلى حي القابون المجاور شرقي دمشق.
وقال ناشطون: إن الطيران الحربي استهدف بالصواريخ شارع الحافظ في حي برزة الدمشقي، ما أدى لمقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلتان وسيدتان، بحسب شبكة «شام» الاخبارية التي اكدت وقوع العشرات من الجرحى، ودمار كبير في البنى السكنية، وسط حالة تخوف كبيرة بين الأهالي من تكرار القصف.
هذا، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل المدنيين السبعة في «المجزرة التي نفذتها الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام».
وقال: ان العدد مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 12 جريحا بعضهم في حالات خطرة.
وتأتي هذه الغارات وفق المرصد، في اطار حملة قصف تنفذها قوات النظام لليوم الثالث على التوالي، تستهدف الأطراف الشرقية للعاصمة، «بعد استقدامها الجمعة تعزيزات عسكرية إلى منطقة برزة والحواجز القريبة».
واستهدفت قوات النظام ايضا بعد منتصف الليل وصباح أمس مجددا حي القابون الواقع في شمال شرق دمشق.
وكانت قوات النظام توصلت الى هدنة مع مقاتلي المعارضة في القابون في العام 2014، لكن المواجهات لم تتوقف في الحي وهو يتعرض للقصف باستمرار.
وقال الناشط الاعلامي في القابون حمزة عباس لفرانس برس عبر الانترنت من الحي «انه اليوم الثالث على التوالي من القصف بالصواريخ والقذائف المدفعية والهاون والطيران».
وأضاف ان «المناطق التي تقصف الآن هي برزة وتشرين والقابون».
وإلى الغرب من دمشق، تصاعدت حدة القصف المدفعي من حواجز قوات النظام وحزب الله على بلدة مضايا بريف دمشق الغربي، وذلك ضمن سياسة التضييق على أهالي بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين.
وقال ناشطون: إن القصف بالمدفعية الثقيلة والرشاشات، استهدف منازل المدنيين في مضايا، وأوقع قتيلين أحدهما طفل، إضافة لجرح عدد من المدنيين، وتضرر المباني السكنية بأضرار مادية كبيرة.
بموازاة ذلك، يتوقع أن يبدأ اليوم، وصول وفدي النظام السوري والمعارضة الى جنيف في اطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل الى تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو ست سنوات.
وقد نددت المعارضة السورية بتكثيف النظام هجماته العسكرية على العديد من المناطق الخاضعة لسيطرتها، معتبرة ذلك بمثابة «رسالة دموية» قبل مفاوضات جنيف 4.
واعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات ان «الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه (..) هي رسالة دموية تسبق المفاوضات السياسية في جنيف بأيام قليلة»، معلنة رفضه أي حل سياسي».
وانتقد البيان الموقف الروسي قائلا «يزعم الجانب الروسي أنه يملك تأثيراً كبيراً على نظام الأسد، لكنه حتى اللحظة ومنذ توقيع وقف إطلاق النار في الثلاثين من ديسمبر الماضي، لم يبدِ الجدية المطلوبة لكبح النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، بل تعداه ليكون في بعض الأحيان مباركاً لهذه الجرائم».
ومن المقرر ان تنطلق مفاوضات جنيف رسميا الخميس بإشراف الأمم المتحدة. وهي الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف منذ بدء الحرب في مارس 2011.