تنطلق اليوم جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، لكن الامال بتحقيق اي اختراق تبقى محدودة في ظل عدم ابداء طرفي النزاع اي مرونة في مواقفهما واندلاع معارك عنيفة في دمشق.
وانتهت جولة المفاوضات الاخيرة في الثالث من الشهر الجاري باعلان الامم المتحدة الاتفاق على جدول اعمال «طموح» من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها «في شكل متواز»، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، وهي ملفات خلافية بين طرفي النزاع.
ولم تنجح الجولات السابقة التي عقدت برعاية الامم المتحدة في جنيف منذ العام 2016 في تحقيق اي تقدم على طريق تسوية النزاع السوري الذي دخل منتصف الشهر الجاري عامه السابع متسببا في مقتل أكثر من 320 الف شخص ودمار هائل وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها.
واعلنت الامم المتحدة امس الاول أن كل الاطراف التي شاركت في جولة التفاوض الاخيرة اكدت الحضور الى جنيف.
ومن المقرر وصول وفدي الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الى جنيف في وقت متأخر من امس، على ان تنطلق المفاوضات اليوم.
ويشارك في هذه الجولة ايضا ممثلون عن منصتي موسكو، تضم معارضين مقربين من روسيا، أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل، ومنصة القاهرة المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلين، ابرزهم المتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي.
في غضون ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري وقوات الفصائل السورية المعارضة المسلحة امس بريف دمشق في محاولة من كلا الطرفين إحراز تقدم على حساب الآخر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في جيش النظام السوري القول ان وحدات تابعة للجيش واصلت عملياتها على مواقع تنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) والمجموعات التابعة له شمال حي جوبر ومنطقة الغوطة الشرقية.
وفي السياق ذاته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الاشتباكات العنيفة تواصلت بين قوات النظام وفصائل المعارضة على محاور أحياء جوبر وبرزة والقابون.
وقال ان قذائف صاروخية استهدفت محيط القاعدة العسكرية الروسية بريف جبلة، مؤكدا سماع دوى انفجارات في محيط مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية الشمالي الشرقي والذي تتخذه القوات الروسية كقاعدة عسكرية لها منذ بدء عملياتها في سورية.
في سياق متصل، قال مصدر عسكري سوري امس إن الجيش السوري أرسل تعزيزات لمواجهة هجوم كبير على محافظة حماة مع تصعيد الفصائل المسلحة المعارضة لهجومهم على المنطقة المهمة للنظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل المعارضة سيطرت على بلدات صوران التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن مدينة حماة وخطاب التي تقع على بعد عشرة كيلومترات إلى الغرب منها في تأكيد لتصريحات المعارضة.
وتابع المصدر العسكري ان المعارك مستمرة في المنطقتين لكن الوضع لم يحسم بعد، مضيفا أن المقاتلين حشدوا أعدادا كبيرة للهجوم.
وقال المصدر «الآن يتم إرسال تعزيزات»، مشيرا إلى معارك شرسة تدور بين الطرفين.
بموازاة ذلك، فتحت تركيا النار على منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سورية امس بعد أن قالت إن أحد جنودها قتل برصاص قناص عبر الحدود السورية وقال الجيش التركي إن الجندي قتل في إقليم هاتاي الحدودي التركي برصاص قناص عبر الحدود من عفرين في سورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
من جانبه، أكد ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ان الجيش التركي كان هو المعتدي وان القصف التركي على البلدات الحدودية حول عفرين أصاب عشرة مدنيين بجروح ومازال مستمرا.
الى ذلك، أعلن ناشطون سوريون مقتل أكثر من 30 شخصا في غارة للتحالف الدولي على مدرسة شمالي سورية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الأخبار عن الناشطين قولهم إن الغارة استهدفت مدرسة كانت تستخدم كملجأ للنازحين قرب مدينة الطبقة بريف الرقة.
وأوضح الناشطون أن الغارة استهدفت مدرسة في قرية المنصورة والقرى المحيطة بها، مؤكدين أن نحو 50 عائلة نازحة من ريف حلب والرقة وتدمر كانت قاطنة في المبنى.
بموازاة ذلك، قالت حملة قوات سورية الديموقراطية في محافظة الرقة امس ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل جوا قوات أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة موسعا الحملة على تنظيم داعش.
وقال التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في بيان نشر على الإنترنت: ان العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الاستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية وللحد من تقدم القوات الحكومية السورية في هذا الاتجاه.