- «قسد» تنفي وجود خطر على السد
عاد سد الفرات الى صدارة الأحداث الميدانية أمس بعد خروجه من الخدمة نهائيا، وسط تحذيرات متجددة من كارثة محققة قد يحدثها انهياره في اي وقت.
واصبح سكان مدينة الرقة والمناطق المتاخمة للنهر، بين مطرقة المعارك التي تخوضها الميليشيات الكردية المسيطرة على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» بدعم من التحالف الدولي ضد داعش، وسندان الكارثة التي قد تحيق بهم في حال تدفق ملايين الامتار المكعبة من المياه التي يحتجزها السد خلفه.
واعلنت مصادر عدة أن السد الأكبر في سورية، وأحد اهم المواقع الاستراتيجية في شمال شرقها الواقع تحت سيطرة داعش، قد خرج عن الخدمة أمس نتيجة المعارك الدائرة قربه. واكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم اغلاق جميع البوابات بفعل الغارات والضربات المدفعية الأميركية المكثفة.
ونقلت عن مصدر فيما يسمى «ديوان الخدمات» قوله إن توقف عمل سد الفرات جاء نتيجة انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي، ما أدى إلى خروج جميع تجهيزات وأقسام السد عن الخدمة بشكل كامل.
وحذر المصدر «من انهيار السد في أي لحظة»، نتيجة الضربات الأميركية في محيطه والارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد خلفه.
وتحججت «أعماق» بأن التنظيم غير قادر على إرسال ورشات الصيانة إلى السد المعروف بسد الطبقة ايضا، نتيجة القصف المكثف على المنطقة.
بدورها، نقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر فني من داخل السد، أنه «خرج عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه».
واوضح ان «قصفا طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية ما ادى لخروجها عن الخدمة فنيا».
لكن المتحدث باسم قسد طلال سلو أكد لفرانس برس، انه لا خطورة على السد، مشددا على انه «ليس هناك غارات عليه».
وهو ما قاله المصدر الفني للوكالة الفرنسية مؤكدا ان «منسوب المياه لم يرتفع بعد، لكنه مهدد بالارتفاع في حال استمر الوضع الحالي».
وفور ورود التحذيرات، بدأ آلاف المدنيين في الرقة بالخروج والتوجه الى الريف الشمالي والجنوبي.
وقال سكان محليون في مدينة الرقة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس إن «سيارات تابعة لتنظيم داعش بدأت تجول المدينة وتدعو عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج من المدينة خوفا من انهيار سد الفرات».
وحسب السكان، توجه آلاف من أهالي المدينة الى منطقة الكسرات وجامعة الفرات جنوب النهر عبر الزوارق لعبور النهر كما توجهت اعداد مماثلة باتجاه منطقة المزارع شمال غرب مدينة الرقة.
وأشاروا إلى أن مدينة الرقة أصبحت شبه خالية من السكان وأن الكثير من الأبنية بقي فيها عدد محدود من الاشخاص لحمايتها من السرقة.
وتبلغ كميات المياه المخزنة في سد الفرات أكثر من 14 مليار متر مكعب.
وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشرب لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.
وسبق ان حذرت الأمم المتحدة من أن مستوى مياه البحيرة ارتفع الى علو عشرة امتار منذ يناير، وأنه من شأن اي ارتفاع اضافي او ضرر يلحق ببنيته أن يؤدي الى فيضانات واسعة في جميع انحاء الرقة وصولا الى دير الزور شرقا.