- الجيش الحر يتهم «قسد» بقصف المدنيين في ريف حلب
عواصم - وكالات: توترت الأوضاع الميدانية بين مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض السورية بشكل غير مسبوق خلال الساعات الماضية، وفيما كانت المواجهة بين قوات التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة وبين قوات النظام والميليشيات الموالية لها المدعومة من ايران، تقتصر على البادية السوري، امتدت المواجهة فجأة الى الشمال والشمال الشرقي من سورية، حيث اسقطت قوات التحالف طائرة تابعة للنظام في الرقة، ردا على مهاجمة الأخير للميليشيات الكردية التي تقود قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
ويتزامن ذلك مع اشتباكات بين الميليشيات الكردية وبين الجيش السوري الحر في حلب ايضا.
وقد اتهمت «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة النظام السوري بقصف مواقعها جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الأخيرة وهددت بالرد إذا استمرت الهجمات.
وقال طلال سلو المتحدث باسم القوات في بيان «عمدت قوات النظام ومنذ 17 يونيو إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ ثلاثة أشهر».
وأضاف سلو «إننا نؤكد أن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل واستخدام حقنا المشروع بالدفاع عن قواتنا» واتهم الحكومة وحلفاءها بمحاولة عرقلة الهجوم على الرقة.
من جهتها، اتهمت قيادة التحالف النظام السوري بقصف مواقع قسد في الرقة وهو ما دفعها الى إسقاط الطائرة السورية، بينما قال النظام إن الطائرة أسقطت خلال مهمة تستهدف مسلحي تنظيم داعش.
وقال الجيش السوري إن الطائرة سقطت وإن الطيار مفقود في أول مرة تسقط فيها الولايات المتحدة طائرة مقاتلة سورية منذ عام 2011.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الطائرة أسقطت في إطار الدفاع عن النفس بعد أن هاجمت «قوات موالية للنظام السوري» بلدة الطبقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية.
وفي الرواية الميدانية، فإن طيران النظام قصف مواقع «قسد» في قريتي جعيدين والشويحان، في اولى مواجهات على الإطلاق بين الجانبين، ما أجبر قسد على الانسحاب، ليرد التحالف الدولي الذي يدعم الأخيرة، بإسقاط طائرة للنظام من طراز «سوخوي 22».
وبحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن قوات النظام التي سيطرت الأحد على هاتين البلدتين الواقعتين على بعد نحو 40 كلم جنوب مدينة الرقة بعدما انسحب داعش منهما، اشتبكت مع مسلحي قسد، قبل ان تشن مقاتلة سوخوي تابعة للنظام غارة على هذه القوات ردت عليها الولايات المتحدة بإسقاطها.
وافاد المرصد ان جيش النظام والمجموعات المتحالفة معه «سيطرت على بلدة الرصافة بريف الرقة الجنوبي» على بعد حوالي أربعين كيلومترا الى جنوب غرب مدينة الرقة، المعقل الأساسي للتنظيم المتطرف.
لكنه أشار إلى ان هدف النظام ليس الرقة، التي تسعى قسد الى السيطرة عليها، بل انه «يسعى عبر محافظة الرقة للوصول إلى محافظة دير الزور النفطية» شرقا.
وأضاف أن النظام السوري «لا يريد تقدما إضافيا للقوات التي يدعمها الأميركيون الى جنوب الرقة»، مشيرا الى أن «النظام يرسم حدود منطقة التماس بين قواته وقسد».
وردا على واشنطن هددت موسكو باستهداف طيران التحالف غربي نهر الفرات. وحذرت بحسب بيان لوزارة دفاعها، من انها ستعتبر أي أجسام طائرة في مناطق عمل قواتها الجوية في سورية أهدافا.
كما اعلنت وزارة الدفاع الروسية إنها ستعلق التعاون مع الولايات المتحدة في منع حوادث جوية في سماء سورية اعتبارا من يوم امس 19 يونيو.
ونقلت وسائل اعلام روسية عن الوزارة قولها إن الولايات المتحدة لم تستخدم قناة الاتصال مع موسكو قبل إسقاط الطائرة السورية.
بدوره، دان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إسقاط الطائرة معتبرا انه «عمل عدواني».
وقال ريابكوف للصحافيين في موسكو بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية «تاس» إنه «يجب النظر إلى هذا الاعتداء على أنه استمرار لنهج الولايات المتحدة في الاستخفاف بأعراف القانون الدولي».
وفي طهران، أعلن الحرس الثوري قوات النخبة في النظام الايراني، انه اطلق مجموعة صواريخ من غرب ايران على قواعد لمن وصفهم بـ«الارهابيين» في دير الزور التي يسيطر عليها داعش.
وهذه اول مرة تطلق فيها ايران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاما اي منذ الحرب الايرانية - العراقية (1980-1988)، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
وقال الحرس الثوري في بيان ان هذا الهجوم يأتي «ردا» على الاعتداءات التي استهدفت في السابع من يونيو مجلس الشورى الايراني ومرقد الإمام الخميني في طهران وأسفرت عن مقتل 17 شخصا وتبناها التنظيم.
وأوضح البيان انه «في هذه العملية، أطلقت صواريخ متوسطة المدى من محافظتي كرمنشاه وكردستان. قتل عدد كبير من الإرهابيين وتم تدمير معداتهم واسلحتهم»، مشيرا الى ان الهجوم استهدف «مركز قيادة وتجمعا للارهابيين في دير الزور» على حد قوله.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان الصواريخ قطعت مسافة 650 كيلومترا وعبرت الاجواء العراقية لضرب اهدافها في دير الزور. وعرض التلفزيون الايراني صورا قال انها لاطلاق الصواريخ.
وفي بؤرة ساخنة أخرى، قتل وجرح تسعة مدنيين على الأقل، إثر قصف مدفعي لـ«قسد» على مدينتي مارع وإعزاز بحلب، حسب ما نقلت وكالة سمارت عن مصدر أهلي.
واضافت إن مدنيا قتل وأصيب ستة آخرون إثر القصف الذي استهدف الأحياء السكنية والأسواق ومحيط المدينة، أسعفوا إلى مشفى فيها.
كذلك جرح مدنيان إثر قصف مماثل طال مخيما للنازحين في محيط مدينة أعزاز، أسعفوا إلى «المشفى الأهلي» في المدينة، حسب ما نقل المراسل عن مصدر طبي.
ونقلت سمارت عن قائد «جيش الشمال» التابع للجيش السوري الحر أن قصف «قسد» جاء ردا على قصف مدفعي تركي طال مواقعها في جبل برصايا وقريتي مرعناز والمالكية ومزرعة القاضي.