تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تأييد حكومته لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، الذي توصل إليه الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وهو ما أثار غضب موسكو.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» أمس، عن نتنياهو قوله:«إسرائيل تعارض اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبي سورية الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا». وأضاف نتنياهو، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين الإسرائيليين المرافقين له، إن هذا الاتفاق «سيعزز قوة إيران».
هذا الموقف الاسرائيلي المستجد أثار امتعاض موسكو. وانتقد عضو المستشارين الفيدراليين الروس أليكسي بوشكوف أمس، رفض إسرائيل للاتفاق.
ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن بوشكوف قوله «إنه إذا كانت إسرائيل ترفض بشكل قاطع الاتفاق الأميركي ـ الروسي بشأن وقف الأعمال القتالية في الجنوب السوري، إذن عليها أن تقدم حلا بديلا لوقف العنف».
غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عاد وطمأن إسرائيل، وقال ان واشنطن وموسكو أخذتا المصالح الاسرائيلية في عين الاعتبار في الاتفاق.
وقبل هذه المستجدات الاسرائيلية المتوقع ان تلقي بظلالها على الملف، كانت واشنطن تسعى لتبديد مخاوف المعارضة السورية من أن يكون الاتفاق المسمى «اتفاق عمان»، مقدمة لتقسيم سورية.
ونقلت صحيفة «الغد» الأردنية أمس عن مصادر سورية وصفتها بالـ«موثوقة» القول بأن الأميركيين يحاولون إيصال المعارضة إلى قناعة بأن هذا الاتفاق ليس خطوة باتجاه تقسيم سورية، وإنما هو «محاولة لإنقاذ الأرواح، وخلق مناخ أكثر إيجابية لعملية سياسية وطنية برعاية الأمم المتحدة».
وقالت المصادر إن قادة فصائل المعارضة في الجنوب السوري سيعقدون اجتماعا في عمان مع مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسورية مايكل راتني.
هذا، وقد كشفت شبكة «شام» الاخبارية «اصرار فصائل الجنوب على ضم الغوطة الشرقية لاتفاق التهدئة المتفق عليه بين روسيا وامريكا بمشاركة أردنية، مقابل الرفض الكبير على هذا المطلب دوليا لعدة أسباب، وفق ما نقلت الشبكة عن مصادر خاصة.
وقالت المصادر: إن عددا من قادة الفصائل الجنوبية «لم يتم تحديد عددهم» قد توجهوا الى العاصمة الأردنية عمان لحضور المفاوضات والاجتماعات المقررة لتوقيع اتفاقية الهدنة، وحيث لا تزال المفاوضات جارية بسبب طلب الفصائل ضم الغوطة الشرقية الى الهدنة، فقد تستمر المفاوضات لأسبوع آخر.
وأكد مصدر «شام» أن المهلة الممنوحة لاتمام بنود الاتفاق هي أسبوع واحد، في حين أن الدول والمفاوضين عن النظام والمتمثلة بروسيا، اضافة لأميركا والاردن، مانعوا ضم الغوطة الشرقية للاتفاق نظرا للخلافات الكبيرة التي تمزق الغوطة في اشارة الى الاقتتال الدائر بين جيش الاسلام وفيلق الرحمن، بالاضافة الى ملف هيئة تحرير الشام الذي لم يطو بعد.
وتصر الفصائل بشكل كبير على ضم الغوطة الشرقية، في حين الدول تطالب بفك الاشكاليات المتعلقة بمعبر نصيب والطريق الدولي الواصل لدمشق وتواجد الميليشيات الايرانية ومعسكرات النظام وعدة أمور أخرى، وبعد الانتهاء منها سيتم التطرق للغوطة الشرقية، وهو ما تراه الفصائل ابر تخدير موضوعية لن تنطلي عليهم.