شهدت منطقة خفض التصعيد في محافظة ادلب وما حولها أول مواجهة بين الميليشيات الكردية والقوات التركية، فيما قتل عشرات المدنيين بينهم عائلات كاملة في اسبوع من تصعيد النظام لهجومه على الغوطة الشرقية المحاصرة.
وقالت وكالة الانباء التركية «الأناضول» ان مسلحي الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري شنوا هجوما بقذائف الهاون على قوة مراقبة تركية في إدلب، ولم يسفر عن اصابات.
وأضاف ان احدى القذائف سقطت على بعد مائة متر من الجيش التركي في منطقة قلعة سمعان قرب قرية دارة عزة، في حين سقطت أخرى بالقرب من منازل المدنيين.
ويواصل الجيش التركي انشاء نقاط مراقبة في ادلب بعد ان توغلت قواته بالمحافظة في أكتوبر الماضي ضمن خطة من ثلاثة محاور لحماية السوريين الموجودين في ادلب وقطع الطريق على الأكراد لتعزيز تواجدهم على حدودها.
وأشارت «الأناضول» الى اطلاق خمس قذائف على مركز المراقبة التركي. ونسبت القصف الى حزب الاتحاد والذي تدعم واشنطن جناحه العسكري المسمى وحدات حماية الشعب والتي تسيطر بدورها على قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
وردا على القصف، اطلقت القوات التركية النار على مواقع كردية في عفرين، بحسب «الأناضول».
وهذه المرة الاولى التي تشير فيها وسائل الاعلام التركية الى اطلاق نار على موقع مراقبة في ادلب.
على صعيد مواز، قتل العشرات من المدنيين بينهم عائلات بأكملها جراء القصف المستمر لقوات النظام السوري منذ أسبوع على الغوطة الشرقية المحاصرة، في تصعيد جديد يشكل انتهاكا لاتفاق خفض التوتر الساري منذ أشهر عدة.
ومنذ أسبوع، يعيش السكان حالة من الرعب نتيجة القصف العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيا بينهم 14 طفلا، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعا هذا التصعيد الأمم المتحدة الأحد إلى مناشدة الأطراف المعنية «تجنب استهداف المدنيين».
ويأتي هذا التصعيد برغم أن الغوطة الشرقية تعد واحدة من أربع مناطق سورية يشملها اتفاق خفض التوتر الذي توصلت اليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في مايو الماضي.
ويقول الباحث في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند لوكالة «فرانس برس»: «من الواضح ان اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ليس على ما يرام»، مضيفا «من الصعب القول إن كان هناك سريان فعلي لوقف اطلاق النار».
وترد فصائل المعارضة على التصعيد بإطلاق قذائف متفرقة على أحياء في دمشق، أدت منذ الخميس الى مقتل 16 مدنيا على الاقل، بحسب المرصد.
وفيما يعتبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان اتفاق خفض التوتر «قد انتهى» على ضوء هذا التصعيد، يرى المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من اسطنبول مقرا، نوار أوليفر أن الاتفاق «لم ينته لكنه تعرض لمطب قوي».
وتحاول قوات النظام بحسب المرصد، من خلال هذا التصعيد «تأليب الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة عليهم، لإظهار أنهم غير قادرين على حمايتهم من قصف النظام وباتوا يشكلون عبئا على السكان».
ويطول قصف قوات النظام منذ أسبوع، معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تعاني جراء الحصار الخانق من نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
ومساء اول من امس قتلت عائلة بأكملها، مؤلفة من رجل وزوجته مع أطفالهما الأربعة، جراء غارات استهدفت مبنى في بلدة مديرا المجاورة لدوما.
وأثناء محاولة أحد المتطوعين رفع الحجارة بواسطة عصا خشبية، يعثر على قدم يضعها في كيس أبيض قربه. ويعلق أحدهم قربه «انها قدم طفل».
واستهدفت الغارة، بحسب أحد المتطوعين «ملجأ اختبأ السكان فيه عند أذان المغرب»، مضيفا «هناك أشلاء كثيرة».