حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان ديمستورا من أن الوضع الحالي في سورية هو «الأسوأ منذ اربعة اعوام»، داعيا الى انقاذ الشعب السوري.
وقدم ديمستورا في حلقة نقاش ضمن اعمال الدورة الـ54 من «مؤتمر ميونيخ للأمن» صورة قاتمة عن الاوضاع في هذا البلد الممزق منذ سبعة اعوام قائلا انه «قلق للغاية» لاسيما من الوضع في (حلب) الى جانب مناطق اخرى تشهد تصعيدا في اعمال القتال.
وناشد في هذا السياق الدول الفاعلة اللجوء الى الحلول السياسية، مؤكدا انه «لم يعد ممكنا الحديث عن حرب بالوكالة لأن جميع الدول الفاعلة في النزاع السوري موجودة فعليا على الأرض».
من جانبه، قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري في حلقة النقاش ذاتها ان الهيئة «ملتزمة» بالحل السياسي على اساس مخرجات مؤتمر (جنيف 1)، مضيفا في المقابل ان «المشكلة تبدأ وتنتهي» بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر الحريري ان «المشكلة في نظام الاسد أنه يتحمل مسؤولية قتل 500 ألف سوري، 95% منهم من المدنيين وكذلك تشريد 11 مليون سوري، ستة ملايين منهم نازحون وخمسة ملايين لاجئون» مضيفا ان «ألمانيا تستضيف مليونين منهم».
وأحد أوجه السوء التي حذر منها ديمستورا، ترجمت في التعقيدات التي أضيفت الى المعارك الدائرة في الشمال، بعد أن بات الاتفاق بين الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» والنظام السوري حول دخول الأخير إلى عفرين مؤكدا، بحسب عدة مصادر كردية، الأمر الذي يفتح الباب على كل الاحتمالات.
إذ تحدثت وسائل إعلام كردية عن اتفاق انتهى بضمان دخول قوات النظام إلى عفرين، حيث تشن القوات التركية عملية «غصن الزيتون» الى جانب الجيش الحر.
وقالت قناة «رووداو» الكردية إن النظام و«قسد» توصلا إلى اتفاقية، تتضمن دخول الجيش السوري إلى المدينة.
ودعا المستشار الإعلامي لوحدات الحماية في عفرين ريزان حدو النظام السوري الى استخدام دفاعاته الجوية فوق منطقة عفرين لإسقاط الطائرات التركية، في لقاء نشر على قناة «الميادين» المقربة من «حزب الله» اللبناني أمس.
وأشار إلى أن لقوات النظام «إمكانية الانتشار في أي حي من أحياء عفرين». ونقلت قناة «رووداو» أيضا عن القيادي في حزب «الوحدة الديموقراطي» الكردي شيخو بلو، قوله إن «الجيش السوري سيدخل إلى عفرين (اليوم) الاثنين، بهدف حمايتها والدفاع عنها».
وينضوي الحزب الذي ينتمي إليه بلو تحت مظلة ما يسمى بمناطق «الإدارة الذاتية» التي يسيطر عليها الانفصاليون الأكراد.
ونقلت القناة عن قيادي في «وحدات الحماية» قوله إنهم أبلغوا رئيس مكتب الأمن القومي للنظام السوري، اللواء علي مملوك، «بقبول دخول قوات سورية رمزية للجيش ومؤسسات أمنية إلى وسط عفرين، كما هو الحال في مناطق أخرى (القامشلي والحسكة شرق نهر الفرات)».
وذلك ردا على المعلومات التي تحدثت عن اشتراط النظام عودة المنطقة بكاملها الى كتفه وسيطرته.
غير أن وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نقلت عن مصادر من الميليشيات الشعبية الموالية للنظام، استعدادها للدخول إلى عفرين والقتال إلى جانب «قسد» فور تلقيها الأوامر من الحكومة.
وقالت المصادر إنه تم اتخاذ جميع الترتيبات والإجراءات اللوجستية لدخول منطقة عفرين فورا عن طريق بلدتي نبل والزهراء الواقعتين إلى الشرق من منطقة عفرين.
ولفتت المصادر إلى أن القوات الشعبية، التي تم تشكيلها، تنتظر إشارة من الحكومة السورية لدخول القوات والانخراط في المعارك مع الوحدات الكردية ضد المعارضة المسلحة المدعومة من الجيش التركي.