- روسيا تنفي المسؤولية عنها وعن النظام وعن إيران
جددت قوات النظام السوري قصفها وغاراتها العنيفة على الغوطة الشرقية المحاصرة أمس، قبل وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي دعت إليها الكويت والسويد للتصويت على مشروع قرار حول هدنة فيما أسمته الأمم المتحدة «جحيما على الأرض». وبدا المبعوث الدولي إلى سورية ستافان ديمستورا متشائما حيال امكانية التوصل إلى اتفاق.
وقد أسفرت «الإبادة الوحشية» كما وصفتها الأمم المتحدة عن ارتفاع عدد القتلى الى نحو 370 قتيلا مدنيا بينهم 79 طفلا على الأقل اضافة الى نحو الفي مصاب خلال أيامها الخمسة. فيما نددت دول الخليج والدول الأوروبية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى وقف «القصف الوحشي» فورا والسماح بدخول المساعدات.
وقال ديبلوماسيون إن مشروع القانون يطالب بوقف لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سورية لإفساح المجال امام وصول المساعدات الإنسانية وعمليات إجلاء المرضى والمصابين. وطالبت الدولتان بأن يتم التصويت «بأسرع ما يمكن».
بدورها دعت روسيا المتهمة بالمشاركة في القصف على الغوطة، الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة في الغوطة بدعوى أن هناك «ارهابيين يقاتلهم الجيش السوري والإرهابيون يقصفون دمشق» ونفت أي مسؤولية لها أو للنظام أو إيران عن الهجوم وقالت ان من يدعمون الإرهابيين مسؤولون.
وردت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي قائلة إنه «من غير المعقول الادعاء بكل بساطة ان هذه الهجمات على المدنيين مرتبطة بمكافحة الإرهاب».
ويفترض ان يمهد مشروع القرار لبدء هدنة تدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة على تبنيه وبدء ايصال المساعدات وعمليات الإجلاء الطبي بعد 48 ساعة على ذلك.
وعلت بعض الأصوات في المجتمع الدولي للمطالبة بوقف التصعيد، فيما توالت بيانات منظمات غير حكومية تندد بوحشية القصف الذي طال أيضا المنشآت الطبية.
ونددت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان بـ «حملة إبادة وحشية» ضد المدنيين المحاصرين.
ووثق مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 آخرين معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية منذ كثفت الحكومة السورية وحلفاؤها هجومها على الجيب الخاضع للمعارضة في الرابع من فبراير الجاري. فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
بدوره، اعتبر ستافان ديمستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية أنه «من الضروري تجنب حدوث مذبحة لأن التاريخ سيصدر حكمه علينا».
واكتفى بـ«الأمل» أن يتفق مجلس الأمن على مشروع قرار جديد يدعو إلى وقف إطلاق النار، لكنه حذر من أن ذلك لن يكون بالأمر السهل.
وأضاف في تصريح لـ «رويترز» لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف «آمل أن يحدث. إنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية».
ويتهم مدنيون وشخصيات معارضة النظام وحلفاءه بتعمد تدمير البنية التحتية وشل الحياة فيما يصفونه بسياسة «الأرض المحروقة» لإرغام المعارضة على الاستسلام. بينما يتهم النظام مقاتلي المعارضة بالتسبب في سقوط قتلى وإطلاق قذائف المورتر على العاصمة.
ولليوم الخامس على التوالي، جددت قوات النظام وروسيا أمس غاراتهما المكثفة على الغوطة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات عادة بكثافة لتقصف مناطق في بلدتي حزة وكفربطنا والأطراف الغربية للغوطة الشرقية وأماكن في منطقة جوبر المحاذية لها بالأطراف الشرقية للعاصمة دمشق بعد توقفها لساعات قليلة بسبب الأحوال الجوية. وأضاف ان القصف المدفعي والصاروخي العنيف عوض غياب الطيران الذي لم يطل كثيرا.
ومنذ يوم الأحد وحتى صباح امس، وثق المرصد السوري مقتل 368 مدنيا وإصابة أكثر من 1800 آخرين بجروح.