دخل جيش النظام والميليشيات الموالية له حرستا بعد إخلائها من المعارضة أمس، ومثلها بدأت دفعات المهجرين من مدنين ومقاتلين بالخروج من عربين وزملكا وعين ترما، فيما تبقى دوما آخر مدن الغوطة الشرقية رهن المفاوضات بين جيش الإسلام وروسيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيشين السوري والروسي أوقفا قصف دوما ابتداء من منتصف ليل أمس الأول.
وتزامنا مع وصول آخر دفعة من المهجرين إلى الشمال، دخل مقاتلو النظام حرستا مطلقين العيارات النارية احتفالا «بالنصر»، بعد واحد من أعنف الهجمات التي شهدتها الحرب السورية شنتها قوات النظام والميليشيات الموالية لها بدعم روسي غير محدود، أسفرت عن مقتل نحو ألفي مدني وجرح المئات بعد 4 سنوات من الحصار الخانق. واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هيليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة آخرها تلك التي أسقطت على دوما أمس الأول.
وعلى غرار حرستا، قال مقاتلون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية إن نحو 7 آلاف مقاتل وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم النظام سيغادرون بلدات زملكا وعربين وجوبر اعتبارا من أمس على دفعات.
وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن الذي كان يسيطر على هذه المنطقة إن من يريدون البقاء لن يتعرضوا للملاحقة القانونية بضمانة روسيا. وأضاف ان مجموعته ستطلق أيضا سراح الأسرى من جنود النظام. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال أجبروا فورا على التجنيد بعد فرارهم من القتال.
وسيتوجه المغادرون أيضا، إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل العشرات.
كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب المعارك التي تشنها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على فصائل المعارضة الأخرى المنضوية تحت مسمى جبهة تحرير الشام.
وقال أبوخالد (28 عاما)، أحد المقاتلين في عربين لفرانس برس: «حزينون لخروجنا من هنا ولكن ليس باليد حيلة (..) هجرنا من ديارنا ومن أرضنا».
وأورد الإعلام الرسمي السوري نقلا عن مصدر عسكري امس السبت أن «أكثر من 105 آلاف مدني» من المحاصرين خرجوا من الغوطة الشرقية خلال نحو أسبوعين.
وتم نقل هؤلاء الى مراكز إقامة مؤقتة تابعة للحكومة في ريف دمشق، تكتظ بالمدنيين، لاسيما النساء والأطفال والمسنين. ووصفت الأمم المتحدة قبل أيام الوضع فيها بـ «المأساوي».
وبعد إجلاء مقاتلي أحرار الشام من حرستا وفيلق الرحمن من عربين وزملكا، تبقى دوما فقط تحت سيطرة مقاتلي جيش الإسلام المعارض والمدعوم عربيا، ومصيرها رهن المفاوضات بشأنها مع الجانب الروسي، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
ويرجح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة «مصالحة» على ان تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي «جيش الإسلام» من دون دخول قوات النظام. ونقلت مصادر معارضة التوصل لاتفاق يتم فيه تحول مقاتلي جيش الاسلام الى شرطة عسكرية بإشراف روسي لمراقبة الأمن في دوما.
ويرجح المرصد السوري بقاء أكثر من 30 ألفا من سكان الغوطة الشرقية في منازلهم في بلدات في جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش.