توصلت «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة سابقا، إلى اتفاق مع إيران يقضي بخروج كافة المقاتلين والمدنيين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، مقابل إخراج معتقلين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الاتفاق ينص على إجلاء البلدتين المحاصرتين، بالكامل مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين والأسرى من سجون النظام، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس. وقد أكد الاعلام الرسمي السوري بدوره التوصل للاتفاق.
ونقل موقع «عنب بلدي» عن مصادر وصفها بالمطلعة من إدلب، إن الاتفاق يبدأ سريانه في القريب العاجل، على أن يتم خروج كافة الميليشيات من البلدتين، مقابل تبادل أسرى ومعتقلين بين النظام و«الهيئة».
وأضافت المصادر أن الاتفاق محصور فقط بـ «هيئة تحرير الشام»، بعيدا عن الفصائل العسكرية الأخرى، ويتضمن خروج معتقلين مسجلة أسماؤهم لدى «تحرير الشام»، والتي ستسلم أسرى لها بينهم عناصر من «حزب الله» اللبناني.
بدورها، ذكرت الوكالة الرسمية للأنباء «سانا» أنه تم «التوصل لاتفاق لإخراج «الآلاف من أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب». ويأتي الاتفاق الحالي بعد مفاوضات استمرت لأيام بين الطرفين، بالتزامن مع الحديث عن مستقبل المحافظة بعد الاقتراب من إغلاق ملف الجنوب. وقال «عنب بلدي» ان الاتفاق هو أحد بنود مفاوضات «أستانة»، والتي أخفتها الدول الضامنة، وهي روسيا وتركيا وإيران على مدار الأشهر الماضية.
وكانت مصادر نفت بحسب موقع «روزنة» وجود «أي دور للضابط الروس في المفاوضات» على غرار المفاوضا التي كانت تجريها فصائل المعارضة في باقي المناطق وكانت تجري مع الجانب الروسي، مؤكدة «اقتصارها على (الهيئة) والإيرانيين».
في غضون ذلك، اقترب عشرات النازحين السوريين الفارين من درعا والقنيطرة من السياج الحدودي الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة أمس، هربا من هجوم النظام المدعوم من روسيا، لكنهم عادوا أدراجهم بعد تهديد القوات الإسرائيلية. ويحتمي آلاف النازحين في منطقة فض الاشتباك التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة وباتوا محاصرين بين قوات النظام التي وسعت هجومها ليشمل محافظة القنيطرة، وقات الاحتلال على الطرف المقابل من وخاطب ضابط بالجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من السياج الحدودي الحشد باللغة العربية عبر مكبر للصوت قائلا «صباح الخير يا جماعة. ارجعوا عن الشريط لحدود دولة إسرائيل. ابعدوا لورا أحسن ما يصير شي مش منيح. ارجعوا لورا».
وتوقف السوريون الذين اقتربوا من السياج الحدودي على مسافة نحو 200 متر قبل أن يأمرهم الضابط الإسرائيلي بالرجوع. وصاح الضابط بحسب لقطات مسجلة «يا جماعة ارجعوا لورا.. ارجعوا لورا.. بدناش نؤذيكوا. ارجعوا لورا بالمنيح».
ومن جهته، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في تصريح خاص للأناضول «تجمع نحو 200 سوري بالقرب من السياج الحدودي مع سورية». واستدرك «تفرق هذا الجمع خلال وقت قصير».
ويأتي ذلك مع تقدم قوات النظام المدعومة بالميليشيات الايرانية، في المنطقة ومحاولة السيطرة على بلدة مسحرة في محافظة القنيطرة، لكن فصائل المعارضة صدت الهجوم، أمس الأول،، بحسب ما نقله موقع «عنب بلدي» عن العميد في الجيش الحر، أسعد عوض الزعبي. وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، اتجهت قوات النظام حاليا للسيطرة على ريف القنيطرة الأوسط ومن بلداته نبع الصخر، عين الباشا، كوم عين الباشا.
وجاء ذلك بعد اقتراب قوات الأسد من السيطرة على كامل الريف الشمالي الغربي لدرعا، وصولا إلى الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة. وبعد سيطرته على «تل الحارة» الاستراتيجي تقدمت قوات النظام للسيطرة على «تل المحص» بالقرب من مدينة «نوى». وقد قتل 14 مدنيا بينهم 8 اطفال على الأقل في غارات روسية استهدفت بلدة عين التينة في محافظة القنيطرة، وفق ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأوضحت مصادر أن الطيران الروسي قصف بصواريخ شديدة الانفجار تجمعا للمدارس يقيم فيها نازحون من ريف درعا، مشيرة إلى أن من بين الضحايا عائلة كاملة نزحت من بلدة «الحارة» ، بحسب ما نقل موقع «زمان الوصل».
وأكد ناشطون أن القصف تسبب بسقوط أكثر من 30 جريحا بينهم حالات حرجة مما يرجح ارتفاع عدد الضحايا.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا انها لضحايا القصف تظهر اطفالا وضعوا في شراشف مليئة بالدماء. وقتل مدني آخر في غارات روسية استهدفت بلدة العالية في ريف درعا الغربي عند الحدود الإدارية مع القنيطرة، بحسب المرصد.