تزامنا مع الاستنفار الميداني في شمال سورية تحسبا لعملية عسكرية روسية في ارتداد لأصداء التوتر والتصعيد العسكري بين أرمينيا وأذربيجان، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسائل في عدة اتجاهات مهددا بشن عملية عسكرية جديدة شمال سورية «لتطهير أوكار الإرهاب».
وفي كلمة ألقاها أردوغان عبر اتصال مرئي، في افتتاح سد «ريحانلي» الجديد، بولاية هطاي جنوبي تركيا، قال إن «وجودنا الفاعل سيتواصل ميدانيا حتى يتحقق الاستقرار على حدودنا الجنوبية»، مضيفا «لن نقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بمأساة إنسانية جديدة في إدلب السورية» في إشارة الى الحشود الروسية والسورية على تخوم منطقة خفض التصعيد في محافظة ادلب ومحيطها.
وقال اردوغان «سنذهب بأنفسنا لتطهير أوكار الإرهاب بسورية إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لنا» في إشارة على ما يبدو الى المسلحين الأكراد بعد حديث عن تدخل أميركي منع قيام عملية عسكرية تركية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، حيث قال «قضينا على الممر الإرهابي المراد إقامته على طول حدودنا وأثبتنا أن أشقاءنا السوريين ليسوا وحدهم»، ملمحا إلى طموحات المسلحين الأكراد بوصل مناطق سيطرتهم شمال شرق سورية بسواحل البحر المتوسط. وقال الرئيس التركي: «سنواصل إزعاج كافة الأطراف التي تكن العداء لبلادنا وشعبنا». وأضاف «الأطراف التي تلتزم الصمت إزاء التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها تضع كل المبادئ الأخلاقية والقانونية والحقوقية جانبا عندما يتعلق الأمر بتركيا»، ملمحا الى الولايات المتحدة وفرنسا اللتان تنشطان في شمال شرق سورية وتقدمان الدعم لما يسمى الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر عليها «قسد».
يذكر أن الرئيس التركي قد أعلن في وقت سابق، أن تركيا لاتزال ملتزمة بمذكرة التفاهم التي أبرمتها مع روسيا بشأن إدلب، لكن فصائل «الجيش الوطني السوري» المعارض، أعلنت رفع جاهزيتها العسكرية على جميع محاور القتال بريفي حلب وإدلب، مع توارد معلومات عن تحركات عسكرية لروسيا وجيش النظام على عدة جبهات، تزامنا مع التصعيد العسكري في أذربيجان. وقال الناطق باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود لشبكة «شام» الإخبارية إن روسيا تحاول الضغط لتحصيل مكاسب سياسية واقتصادية، لتثبيت مكتسباتها التي وصلت إليها في المنطقة، تزامنا مع التصعيد الحاصل بين أرمينيا المدعومة من موسكو وأذربيجان المدعومة من أنقرة.
ولفت الرائد يوسف إلى أن الاتهامات المتبادلة بين أقطاب الصراع الدولي في كل من سورية وأذربيجان، كونها ذات الأقطاب تقريبا، قد يدفع روسيا للتصعيد في شمالي حلب وإدلب، للضغط على الطرف الآخر في إشارة لتركيا. وأكد حمود أن الحشودات العسكرية للنظام وروسيا كانت سابقا في المنطقة، وحديثا تم رصد إعادة ترتيب للتموضع العسكري للنظام وحلفائه على خطوط الجبهات، وهو ما تطلب من فصائل الجيش الوطني أخذ الجاهزية الكاملة لمواجهة أي هجوم.
من جهته، قال النقيب ناجي مصطفى، الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، إن فصائل الجبهة في عموم الشمال السوري، رفعت من جاهزيتها القتالية على جميع المحاور من ريف إدلب وصولا لريف حلب، تحسبا لأي تحرك مقابل.
ووفقا لما أكده أكثر من مصدر عسكري في «الجيش الوطني» لـ «زمان الوصل»، فإن هذا الاستنفار جاء بعد ورود معلومات من الجانب التركي عن نية روسيا تنفيذ عملية عسكرية أو القيام باستفزازات عدائية على خطوط التماس في الشمال السوري.