مفرح الشمري
ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي التاسع قدمت فرقة مسرح الخليج العربي مساء امس الاول على خشبة مسرح الدسمة، مسرحية «غسيل ممنوع النشر» تأليف واخراج ناصر كرماني وتمثيل اسامة المزيعل، نصار النصار، ابراهيم بوطيبان، نواف القريشي وآخرين.
تروي المسرحية قصة صحافي يدعى «فلان» فصل من الصحيفة التي يعمل بها بسبب مقالاته الصحافية واسلوبه النقدي الحاد، اضافة لاستغلاله من قبل رجل ثري اجبره على الزواج من ابنته المسؤولة بالجريدة ثم تطليقها للتستر على حملها من زميل لها بطريقة غير شرعية، ليجد نفسه وسط مأساة حقيقية، يجتاحه احساس بالدونية لأنه لا ينتمي الى الطبقة التي تمتلك القرار والحظوة.
يقرر «فلان» الانتحار وقبل ان يقدم على ذلك يتذكر رحلته الصعبة في الحياة ويستعيد صور الماضي الاليم والفقر المدقع، ووالده السكير ووالدته الكادحة المستعدة للقيام بأي شيء لتنقذ اسرتها وتطعم اطفالها، وحبيبته التي خسرها بسبب الفقر.
ومع تكوين هذه الصورة تلقي المسرحية الضوء على جانب آخر في عالم الصحافة وهو الفساد الاخلاقي لدى فئة من الصحافيين والعلاقات غير الشرعية التي عادة ما يدفع ثمنها الصحافيون الشرفاء، ويستعرض بطل المسرحية تجربته الشخصية في هذا المجال التي اشرنا اليها.
اجواء المأساة هذه اخترقتها بعض المواقف الكوميدية التي ينطبق عليها القول ان «شر البلية ما يضحك».
الفكرة جريئة وجميلة ولكنها لم تخل من بعض المواقف الاباحية والخادشة للحياء التي كان من الممكن التعبير عنها بأسلوب ألطف واهدأ.
بذل ممثلو العرض جهدا كبيرا وتألق كل من اسامة المزيعل ونصار النصار، واجاد النصار تحديدا في غنائه وحركاته التي اضفت جوا جماليا على العرض.
الديكور كان متواضعا وركز المخرج على شغل مساحات المسرح بتحركات الممثلين مستخدما ازياء ذات ألوان كئيبة ليعكس الاجواء المأساوية لحياة «فلان».
ووظف المخرج الاضاءة بنفس الاطار ليخدم الصورة السوداوية التي يريد ايصالها للحضور.
كما وفق في الاعتماد على جوقة موسيقية على خشبة المسرح وتوظيف ايقاعاتها توظيفا متناغمـا مـع اجوائـه.
«غسيل ممنوع النشر» كان عرضا جريئا وجيدا اخراجيا، لا يعاب عليه إلا «الجرأة الزائدة» التي تمثل خروجا عن المألوف في الكويت.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )